الكشافة الإسلامية الجزائرية

ثلاثة مناهج مطورة خاصة بالفتية

ثلاثة مناهج مطورة خاصة بالفتية
  • القراءات: 3701
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

أصدرت الكشافة الإسلامية الجزائرية مؤخرا، ثلاثة كتيبات جديدة خاصة بالمناهج الكشفية المطورة للفتية بين 6 و17 سنة، موجهة للمراحل الكشفية الممثلة في مرحلة الأشبال والكشاف والكشاف المتقدم.

تناول الإصدار الأول الموجه لفئة الأشبال، في مقدمته تاريخ نشأة الحركة الكشفية التي تعود إلى مؤسسها اللورد الإنجليزي بادن باول عام 1907، حيث تم تكوين أول فرقة كشفية تضم 20 فتى، وكانت وقتها البرامج المعدة  تتفق والمرحلة العمرية للفتية.

الأهداف التربوية الخاصة بالأشبال

جاء وضع الأسس لهذه المرحلة الكشفية، نتيجة انجذاب الأطفال إليها ورغبتهم في الانضمام إليها، فما كان من مؤسسها إلا أن بادر إلى وضع الأسس التي تحكمها سنة 1914، ومن ثمة ظهرت الحركة الكشفية وبصفة رسمية سنة 1916، وانطلاقا من هذا، ولدت المرحلة الأولى للكشافة التي تخص الأشبال، وهم عادة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات.

تناول المنهاج الكشفي أهم الأهداف التربوية لمرحلة الأشبال، التي تبنى على  التعرف على دلائل  قدرة الله وعظمته، والتعرف على الوطن وأهميته بالنسبة  للفرد والمجتمع، وكذا تنمية حب الاستطلاع والتطلع، إلى المعرفة وتنمية الميول والهوايات الشخصية، والتعود على اتباع القواعد العامة للصحة والنظافة.

كما سلط المنهاج الموجه في شقه الأول للقادة، الضوء على أهم الخصائص التي يتميز بها الشبل في هذه المرحلة العمرية، كالميول إلى اللعب وسعة الخيال وحب التملك والغيرة من الزملاء، وحب الاستطلاع والتقليد والمحاكاة وغيرها من الصفات التي تساعد القادة على حسن التعامل معهم.

كما تطرق الكتيب أيضا بالتفصيل، للمؤشرات المعرفية والمهارية والسلوكية التي يقوم عليها البرنامج الذي يخضع له الأشبال، والذي يبنى على الجانب  الروحي والعقلي والصحي والبدني والجانب الاجتماعي، بما في ذلك الجانب الوطني الذي يشدد على تنمية روح الانتماء إلى وطنه والعالمي، الذي يهدف إلى تنمية روح الصداقة العالمية.

تناول الكتيب في شق آخر، أهم الشروط الواجب توفرها لقبول الأطفال في هذه المرحلة الكشفية، ومختلف الأنشطة المسموح لهم ممارستها، والتي تباينت بين تلك الموجهة لتنمية الحس البيئي والمجتمعي والصحي والروحي وكيفية التدرج في المراحل الكشفية.

خص الإصدار الثاني، المرحلة الكشفية الثانية التي يعيشها الكشاف في هذه المنظومة، والتي تستهدف الفتية الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و14 سنة، وتطرق الكتيب في البداية، إلى أهم الأهداف التربوية لمرحلة الكشاف، والتي تركز على اكتساب القيم الإسلامية والأخلاقية والاجتماعية، إلى جانب التفكير بطريقة صحيحة في حل المشكلات واكتساب المفاهيم وتنمية الميول والهوايات الشخصية، واكتساب المهارات القيادية في العمل الجماعي، وتنمية القدرات والمهارات البدنية والصحية.

كما قدم الإصدار بالتفصيل، المؤشرات المعرفية والمهارات الوجدانية التي تحكم كلا من القائد والكشاف، والتي تقوم على الجانب الروحي والعقلي الذي يهدف إلى تنمية أسلوب التفكير العلمي والابتكاري، إلى جانب التفكير البيئي والصحي والبدني والرياضي والاجتماعي الذي يبنى على تنمية العلاقات الاجتماعية السليمة، وتفهم العادات وتقاليد المجتمع، والعالمي الذي يجعل الكشاف يساير الأحداث ويتأثر بها.

الالتزام بمبادئ الحركة 

بينما وجه الإصدار الثالث لمرحلة الكشاف المتقدم، وهي المرحلة التي لم تكن موجودة عندما أنشئت الكشافة، حسبما جاء في الإصدار، فقد كانت تتمحور على مرحلتين فقط، هي مرحلة الأشبال والكشاف، وبعد أن أظهرت الدراسات  العلمية التربوية وجود فارق كبير بين فتى ذي 12 سنة وفتى ذي 15 سنة، قرر قادة الحركة الكشفية سنة 1946، الفصل بين الفترة من 12 إلى 14 سنة، والفترة بين 15 و17 سنة، والتي أصبحت تمثل المرحلة الثالثة التي يمر بها الكشاف في حياته الكشفية.

تناول الإصدار في مقدمته، أهم الأهداف التربوية لمرحلة الكشاف المتقدم، والتي تتطلب ضرورة الالتزام بمبادئ الحركة والصفات الواردة في الوعد والقانون، ممثلة في أداء الواجب نحو الله ومساعدة الآخرين وتنمية الذات، إلى جانب تثبيت المفاهيم الدينية وتنمية القدرات العقلية والقيام بالأدوار الفعالة والمفيدة للمجتمع، واعتماد الأسلوب الديمقراطي في المناقشة.

كما تناول الكتيب الثالث بإطناب، أهم الخصائص السنية لمرحلة الكشاف المتقدمة، وأهم الأنشطة التي يقع على عاتقه القيام بها، كإعداد البرامج وتطبيق نظام الشارات والأوسمة، وتفعيل برامج الاستكشاف والمغامرة والتحدي، وتنظيم الزيارات لمختلف المراكز التي تعنى بمكافحة مختلف الآفات الاجتماعية.

كما قدم الإصدار نموذجا مفصلا عن طريقة هيكلة الكشاف المتقدم، بين قائد الفرقة ونائب القائد ومساعده والعريف الأول الذي يتفرع إلى عريف الطليعة، الذي يمثل المجموعة الصغيرة داخل وحدة الكشاف المتقدم، والتي تتكون من ثمانية أفراد يقودها كشاف متقدم، لها راية وصيحة تبرز قوة الطليعة ومدى انسجام عناصرها. كما عرض الإصدار بشكل مفصل، أهم المهام داخل الطليعة والمؤشرات المعرفية، المهارية والوجدانية التي تخدم الكشاف المتقدم، ليختم بتحديد أهم متطلبات التقدم في هذه المرحلة وما تحويها من رتب.