بعدما استمالتهم مواقع التواصل ”الترفيهية”

ثقافة ”الإيميل” تغيب عن الشباب

ثقافة ”الإيميل” تغيب عن الشباب
ثقافة ”الإيميل” تغيب عن الشباب
  • القراءات: 1165
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

يقبل العديد من شباب اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعارف والتواصل عبر الشبكات التي  تعطي خيارات عديدة في الحديث وإرسال ملفات بكبسة زر واحدة، لكن تصدرت بعض المواقع على غرار فايسبوك وأنستغرام دون أخرى، الريادة في ذلك، واستمالت الشباب رغم غياب المهنية عنها، الأمر الذي غيّب مفهوم البريد الإلكتروني أو ما يسمى بالإيميل الذي يستغله المهنيون للتواصل في ثقافة شباب اليوم.

تتعدد وتختلف وسائل التواصل التكنولوجية التي تسمح للفرد بإرسال رسائل نصية للحديث مع طرف ثان أو التواصل بدوافع مهنية، إلا أن مبدأها يبقى واحدا، وهو تقريب المسافات بين الأشخاص، وتسهيل الحياة العملية التي كانت تتم عبر رسائل ورقية أو وثائق تتطلّب من الشخص انتظار أيام طويلة وقطع مسافات، فقط من أجل تسليم وثيقة لشخص معيّن أو مؤسسة.

جيل اليوم كثيرا ما تستميله مواقع التواصل الاجتماعي، ذلك العالم الذي جرّده الكثيرون من الأغراض المهنية، ليبقى وسيلة هزلية أكثر منها مهنية. وبعد ولوج تلك المواقع أزاح العالم التكنولوجي الإيميل الكلاسيكي من مكانته التي كان عليها خلال المراحل الأولى من ابتكار الكمبيوترات وثورة الأنترنت، لكن لتلك المواقع على غرار فيسبوك وأنستغرام وسناب شات، نفس مصداقية مواقع البريد الإلكتروني بأنواعه.

وعن هذا الموضوع حدثنا ت.سليم، مهندس برمجيات، قائلا إن البريد الإلكتروني خدمة تساعد على إرسال واستقبال الرسائل بواسطة الأجهزة الرقمية من خلال شبكة الإنترنت. وقد تكون هذه الرسائل على شكل نصوص أو صور أو تسجيلات صوتية أو ملفات بصيغ بي دي أف، توجَّه لشخص محدد أو لمجموعة من الأفراد في آن واحد، وهي عبارة عن بريد يتيح إمكانية الحفظ والتحرير والطباعة عند استقبال الملف، وتلك الخاصية التي تنفرد بها عن باقي المواقع المخصصة للتواصل، والتي أضفى عليها مبتكروها كلمة الاجتماعي”.

وأشار المتحدث إلى أن البريد الإلكتروني خدمة يقدّمها محرك غوغل لمستخدميه، وهي من أول المواقع التي كانت تسمح للأشخاص عبر العالم بالتواصل بكل أريحية، إلا أن الثورة الإلكترونية خلقت مجال تنافس حقيقي في هذا المجال، وباتت شركات أخرى تبحث عن سبل جديدة لاستمالة الزبائن، لاسيما الشباب الذين يشكلون الشريحة الحافظة أو بالأحرى المروجة لتلك الموقع، ووجدوا أن مواقع التواصل الاجتماعي تجمع بين ميول واهتمامات تلك الشريحة من مختلف المجتمعات، إذ أنها تسمح من جهة، بالتواصل مع الشخص بصيغة آنية، كل ذلك مع حرية الوصول إلى معلومات شخصية عنه، ومشاركته يومياته من خلال صور وفيديوهات، خلقت مجتمعات صغيرة افتراضية.

وأوضح المتحدث أن رغم كل تلك الإيجابيات التي أتت بها مواقع التواصل على غرار فايسبوك وانستغرام، إلا أنها لازالت مواقع لا مصداقية لها في نظر العديد من الخبراء، خصوصا رواد عالم الشغل ورجال الأعمال والمهنيين، ويرون أنها هزلية وغير آمنة، الأمر الذي يجعل منها غير صالحة لعالم الأعمال أو عالم الشغل والمهن.

وأكد ت.سليم أن البريد الإلكتروني أو ما يسمى بـ الإيميل، وسيلة أكثر مهنية في مجال التواصل مع الشركات أو المؤسسات التجارية الصناعية أو الخدماتية، فهي وسيلة مجردة لا تعكس حياتنا اليومية، بل يكتفي استغلالها بإرسال وثيقة معيّنة.

ويُستعمل اليوم الإيميل في مختلف المجالات، يضيف المتحدث، من شركات تجارية إلى شركات إعلامية أو طبية وغيرها، حيث يستغلها الفرد لإرسال تقارير، مقالات، طلبات، استدعاء، دعوات، صور، ملفات أو غيرها.

وعن ثقافة الشباب حول البريد الإلكتروني قال المهندس إن العديد أو بالأحرى أغلب الشباب لا يحوزون على بريد إلكتروني إلا إذا دفعتهم الضرورة إلى ذلك، مثلا من أجل تحميل بعض التطبيقات أو مراسلة شركة من أجل طلب توظيف أو طلب تأشيرة ألكترونية وغيرها من الدوافع الأخرى، وإن تحتم عليهم الأمر يطلبون هذه الخدمة من رواد مقاهي الأنترنت حتى إنهم يجهلون كيفية فتح بريد إلكتروني. وأوضح في هذا الصدد أن شاب اليوم ليست لديه ثقافة البريد الإلكتروني مطلقا إلا العاملين في مجالات تستدعي حيازة بريد إلكتروني مهني، والثقافة يقصد بها التواصل المستمر عبر الإيميل، مثلا بين عمال المؤسسة والتعامل وفق السلم الإداري للشركة؛ بإرسال نسخ لكل المهتمين والإطارات. وتتمثل أيضا الثقافة في استشارة البريد من حين لآخر، لتفقّد ما إذا كانت هناك رسائل جديدة قد تكون عاجلة، خاصة أن الإيميل يمنح إمكانية تتبّع المرسل وكذا المرسَل إليه لوثيقة محددة. ويضيف المتحدث: إن البريد الإلكتروني المهني لا بد أن يحمل اسم الشخص، مع إمكانية إرفاق اسم الشركة أو تلخيص كلمة، ولا يحمل كلمات استعارة أو تشبيها لمشاهير أو بعض الكلمات الغريبة؛ لأن ذلك سوف يؤثر على مصداقية صاحبه ومهنيته”.