في ظل توقف حركة السيارات بسبب حظر التجوال

ثقافة ركوب الدراجات الهوائية تعود لأحياء العاصمة

ثقافة ركوب الدراجات الهوائية تعود لأحياء العاصمة
ثقافة ركوب الدراجات الهوائية تعود لأحياء العاصمة
  • القراءات: 1488
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

عادت خلال هذه الأيام، في الفترة الممتدة بين ساعة فرض حظر التجوال إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، ظاهرة حركة الدراجات الهوائية ومختلف الألعاب ذات العجلات، كـ"التروتينات" الكهربائية، والتزلج على الدراجات التي يمارسها الشباب، وأطفال وجدوا راحتهم في التجول والاستمتاع في ظل انعدام حركة السيارات، خصوصا بالنسبة للأطفال الذين لا يجدون جوا آمنا، في نظر أوليائهم، والمسارات المخصصة لهذه الألعاب، على غرار ما هو موجود في الكثير من البلدان.

تعود ممارسة ركوب الدراجات الهوائية إلى القرن التاسع عشر، وكانت تعتبر إحدى الوسائل التي يستعين بها الفرد للتنقل من مكان لآخر، لقضاء حاجة، كالعمل أو حتى السفر، ومع مرور الزمن، تطورت تلك الوسيلة وتحولت من هيكل بسيط به لولب وعجلتين ومقود، إلى وسيلة أكثر تطورا بها سرعة ومحركات كهربائية، جعلت الفرد يتبناها كجزء من حياته، لتصبح من أكثر الوسائل المستعملة لممارسة أنشطة رياضية، لاسيما أنه يعتبر ركوبها نشاطا لكافة الجسم، إذ أصبحت في بعض البلدان جزءا من ثقافتها، وبديلا عن استعمال السيارات.

أما في الجزائر، فاستعمال الدراجة الهوائية للتنقل يعد من الخطورة، بالنظر إلى غياب المسارات المخصصة لوسيلة التنقل هذه، الأمر الذي يجعل ركوبها وسط حركة مرورية، خطرا على حياة راكبها، وهو ما يؤدي إلى عزوف الكثيرين عن ركوبها، فيما يفضل بعض الأولياء نقل أطفالهم من حين لآخر إلى بعض الحدائق للاستمتاع بركوب الدراجة، أما غالبية الذين يملكون هذه الوسيلة، يبقون حبيسي البيوت، خوفا من حوادث المرور، بسبب حركة السيارات.

إلا أن فرض حظر التجوال خلال جائحة "كورونا"، أعاد الاعتبار لركوب الدراجات الهوائية، في بعض الأحياء، لاسيما أمام منع حركة السيارات التي تواجه من طرف أعوان الأمن بصرامة، في حين أخذت نفس المصالح الأمنية تبدي بعض التساهل مع الراجلين، مع اقتراب الرفع الجزئي للحجر الصحي.

في هذا الصدد، اقتربت "المساء" من بعض مستعملي مختلف تلك الألعاب، التي تعتمد على عجلات، لاسيما الدراجات الهوائية، حيث أبدى جميعهم ارتياحا خلال تجولهم، معتبرين أن ركوبها يعد ثقافة ورياضة ومتنفسا جميلا، في ظل الأوضاع السائدة، مطالبين بإعادة هيكلة الطرق والأخذ بعين الاعتبار مسارات خاصة بذلك، من أجل استعمالها للذهاب إلى العمل، لاسيما بالنسبة للعاملين في أماكن غير بعيدة عن المنزل، أو فقط من أجل التبضع، للتقليل من استعمال السيارات والمساهمة في حماية البيئة من الانبعاثات الغازية التي تعمل على الإساءة لها.