طباعة هذه الصفحة

دير حسيني رئيس فرقة مكافحة الجريمة الإلكترونية:

ثقافة التبليغ في حالة الشهادة على الجريمة غائبة

ثقافة التبليغ في حالة الشهادة على الجريمة غائبة
محافظ الشرطة ندير حسيني، رئيس فرقة مكافحة الجرائم المعلوماتية بأمن ولاية الجزائر
  • القراءات: 2771
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

نشطت خلية الإصغاء والنشاط الوقائي لأمن المقاطعة الإدارية لبوزريعة، وفرقة مكافحة الجريمة المعلوماتية للمقاطعة الشرقية للشرطة القضائية، بالتنسيق مع جامعة الجزائر 2، محاضرة تطبيقية توعوية بمخاطر استعمال الأنترنت، مؤخرا، في إطار الأيام التحسيسية لفائدة الطلبة الجامعيين الذين ليسوا في مأمن من هذه الجريمة، سواء بكونهم ضحايا تلك المخاطر أو مجرمين عن قصد أو دون قصد.

     عمد منشطو المحاضرة إلى توضيح الإطار القانوني لهذا العالم الافتراضي، ورغم خصوصية كل شخص وحريته في استعمال الأنترنت، لكن في إطار احترام حرية الآخرين، بتوضيح أن ثمة قوانين تردع كل محاولة سب شتم، ابتزاز، تحريض على جريمة، التحريض على الفسق والدعارة من خلال استعمال الأنترنت، على غرار مواقع التواصل الاجتماعي.

في هذا الصدد، قال محافظ الشرطة ندير حسيني، رئيس فرقة مكافحة الجرائم المعلوماتية بأمن ولاية الجزائر، إن شبكة الأنترنت عالم افتراضي، لكن له قوانين تهدف إلى ضمان أمن ووحدة الوطن وحماية المواطنين، مشيرا إلى أن مديرية الأمن تسجل في كل مرة العديد من الجرائم الإلكترونية والمعلوماتية، التي يكون مقترفوها أشخاص من مختلف شرائح المجتمع، قصر، شباب، مسنون وحتى نساء، موضحا أن الشرطة القضائية تضع في جهازها فرقا خاصة للتحري في تلك القضايا، بخبرات عالية وتكنولوجيات جد متطورة تمكنها من استخراج كل المعلومات المتسببة في الجريمة، مع إمكانية تحديد هوية الجاني أو المجرم حتى وراء شاشته، ومن أية ولاية كان، وحتى من الأجهزة المحمولة بفضل تطبيقات خاصة، ويعاقب القانون حسب درجة الجريمة، مشيرا إلى أن القانون الجزائري لا يتساهل مع هذا النوع من الجرائم، لاسيما تلك التي تمس بأمن ووحدة الوطن.

استغل المتحدث الفرصة للحديث عن ثقافة التبليغ لدى المواطن الجزائري، قائلا "لا زال الكثيرون يعتقدون أن تبليغ الشرطة في حالة وقوع جريمة بدرجاته أمر يتنافى مع الشهامة، ويطلقون بذلك أسام مختلفة على فاعل ذلك كـ«بياع الدولة"، على حد تعبيره، وهذا خاطئ، بل من واجب كل شخص شاهد على جريمة أو جناية التبليغ عنها، وهذا يدخل في إطار روح المواطنة، فالمجرم إذا لم يعاقب وفق القانون، سيعيد الكرة وقد يروح ضحيتها الشخص نفسه الذي لم يبلغ عنه.

في نفس الصدد، تحدث محافظ الشرطة عن ضرورة التبليغ عن الجرائم المعلوماتية، لتحريك الرأي العام وفتح تحقيق حولها، على غرار إيجاد صفحات على مواقع الفايسبوك تحرض على الجريمة، أو تمس بقيم المجتمع ومبادئه، معطيا مثالا عن ذلك عن شبكة "عبدة الشيطان"، التي كانت تمارس طقوسها بأعالي العاصمة وبفضل التحريات، من خلال بعض المواقع تم العثور عليها.

في الأخير، قال المتحدث إن الجريمة عبر الأنترنت تتعدد ولا تحصى، ويتم تسجيل يوميا حالات، يكون فيها المجرم أحيانا من القصر أو الطلبة الجامعيين مثقفين أو غيرهم، موضحا أن البعض منهم يقعون في فخ الاجرام بسبب جهلهم للقوانين الرادعة، في حين يرى آخرون أنها مجرد لعبة يمكن من خلالها ابتزاز أشخاص أو شتمهم، دون أن تصل إليهم الفرق الأمنية.

للإشارة، أعطى محافظ الشرطة العديد من الأمثلة الواقعية عن بعض الجرائم الإلكترونية التي تعامل معها خلال مسيرته المهنية، والتي شدت انتباه الطلبة وأدهشت بعضهم ممن كانوا يجهلون البعض من تلك القوانين، على حد تعبير من حدثتهم معهم "المساء"، موضحين أنهم سيأخذون حيطتهم وحذرهم خلال استعمالهم مواقع التواصل الاجتماعي.