نتائج الامتحانات على ”الفايسبوك”

ثابتي يحذر من التباهي

ثابتي يحذر من التباهي
  • القراءات: 555

حذر رئيس مصلحة الأمراض العقلية لدى الأطفال بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة بالشراقة، الأستاذ عبد المجيد ثابتي، من أثار التباهي بعرض نتائج الامتحانات الوطنية للتلاميذ الناجحين على شبكات التواصل الاجتماعي، وأثرها السلبي على نفسيات زملائهم الراسبين.

أوضح الأستاذ ثابتي، أن العمل بالتكنولوجيات الحديثة في المجال التربوي ساهم في تنمية قدرات التلاميذ وتحسين مستواهم، إلا أن استعمال شبكات التواصل للإعلان عن نتائج الامتحانات الوطنية، على غرار السنة الخامسة ابتدائي والرابعة متوسط  والبكالوريا، قد يعرض بعض التلاميذ، لاسيما بالنسبة لذوي الشخصية الهشة، أو الذين يعانون من بعض الإضرابات النفسية والعاطفية، إلى صدمات قد تصل إلى محاولة الانتحار، حتى وإن كانوا تلاميذ نجباء. إذافرضت بعض مجالات التطور نفسها، فإن الأستاذ ثابتي يفضل العودة إلى النظام القديم في مجال الإعلان عن نتائج الامتحانات الوطنية على مستوى المؤسسات التربوية، حيث غالبا ما يرافق الأولياء أبناءهم للاطلاع عن هذه النتائج مهما كانت إيجابية أو سلبية، مما يحميهم من الصدمات النفسية ومحاولة بعضهم الانتحار.

في هذا السياق، عبر المختص عن أسفه للجوء بعض الأولياء إلى عرض نقاط أبنائهم الناجحين على شبكات التواصل الاجتماعي، مما يعرض بعض الراسبين من هذه الفئة إلى صدمات نفسية قد تؤدي بهم إلى محاولة الانتحار، هروبا من مواجهة نظرة الآخرين إليهم كـ«فاشلين، مشددا في هذا الإطار على أن تكون الفرحة متقاسمة بين أفراد الأسرة لا غير.

في نفس السياق، نبه الأستاذ ثابتي الأولياء بضرورة التكفل بأبنائهم، لاسيما فئة  المراهقين، وعدم الضغط عليهم والشرح لهم بأن الفشل مرة قد يكون تعثرا وسببا في الدفع نحو نجاح دائم، مشيرا على وجه الخصوص، إلى تلاميذ السنة الثالثة ثانوي المعنيين باجتياز شهادة البكالوريا، باعتبارهم شريحة عمر في سن مراهقة حساسة  تستدعي المرافقة والمراقبة عن بعد، لوقايتها من الأخطار التي قد تتعرض لها بسبب  الفشل في الدراسة، ذكر ـ على سبيل المثال ـ في هذا الإطار، فئة التلاميذ الذين يتحصلون على مدار  السنة على نقاط جيدة، وإذ بهم يصابون بخيبة أمل في امتحان مصيري كالبكالوريا، قد تفقدهم حتى الأمل في الحياة. أشار في هذا السياق، إلى بعض الحالات التي تعرضت إلى محاولة الانتحار وأخرى كانت حاملة لنفس الأفكار،  استفادت من تكفل طبي بالمؤسسة الاستشفائية للشراقة خلال الأيام الأخيرة، نتيجة الضغوطات التي يعاني منها التلاميذ من قبل الأولياء بعد فشلهم في الدراسة، مؤكدا أن بعض الحالات لجأت إلى استهلاك المخدرات، مما زاد في تعقيد المشكل.   

نصح السلك التربوي بالعمل على الكشف منذ بداية السنة الدراسية، عن التلاميذ  الذين يعانون من بعض الصدمات النفسية أو المشاكل العائلية أو العاطفية التي قد تجعلهم أرضية خصبة لظواهر اجتماعية خطيرة جدا، في مقدمتها محاولة الانتحار، مشيرا إلى فتح وحدة تتكفل بالفشل الدراسي في كل الأطوار على مستوى المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية والنفسية لدى الأطفال بالشراقة.

رغم أن الإقبال على هذه الوحدة من طرف الأولياء الذين يتمتعون بمستوى ثقافي فقط، إلا أنها ساهمت في إصلاح بعض الاختلالات لدى العديد من التلاميذ، لاسيما المقبلين على الامتحانات الوطنية، وهو ما أعطاهم دفعا جديدا لمواصلة دراستهم بكل ثقة.

من وجهة نظر الأستاذ محمد ضيف الله -وهو بيداغوجي- لا يمكن التخلي عن استعمال التكنولوجيا في جميع المجالات، بينما يجب دراسة عرض كشوف نقاط نتائج الامتحانات الوطنية من الجانب الاجتماعي، لأن الظاهرة انتقلت من التحصيل العلمي إلى التباهي والمقارنة بالغير من قبل الأولياء، مما يشكل صدمة لدى التلاميذ الفاشلين في الدراسة، وحتى لآبائهم في بعض الحالات.

إذا كان النظام القديم قد لعب دورا كبيرا في التخفيف من حدة الصدمات النفسية،   بعد الإعلان عن نتائج الامتحانات الوطنية، لمرافقة الأولياء لأبنائهم إلى المؤسسات التربوية، والإعلان عن هذه النتائج بحضور المعلمين ومدير وأساتذة المدرسة، وصف الأستاذ ضيف الله الجيل الحالي بالجيل الذي تربى على التكنولوجيات الحديثة و«الرافض التام للنظام القديم.

دعا بالمناسبة، إلى تغيير الذهنيات وتفعيل مجلس التربية والتكوين المنصوص عليه في القانون التوجيهي للتربية لسنة 2008، بهدف رسم سياسة تربوية للتكوين، تجمع  مختلف المسارات التكوينية التربوية والمهنية والجامعية، حيث يساعد هذا التنظيم على تطوير الاقتصاد وإعطاء الحرفة والمهنة المكانة التي تستحقها، إلى جانب التكوين العلمي، على غرار ما هو معمل به بالدول المتقدمة.

  ق.م