محاربة الآفات الاجتماعية

توسيع مشاركة المرأة لتعزيز دور المؤسسات الدينية

توسيع مشاركة المرأة لتعزيز دور المؤسسات الدينية
  • القراءات: 589
 ❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

اتجه اهتمام المجتمع، ممثلا في الهيئات الحكومية والحركة الجمعوية في السنوات الأخيرة، إلى المراهنة على دور المساجد في محاربة مختلف الآفات الاجتماعية من هجرة غير شرعية، إدمان على المخدرات والعنف، على اعتبار أنه من أكثر المؤسسات تأثيرا على مختلف الشرائح العمرية، لأن خطابه المبني على المرجعية الدينية له قابلية الإقناع والتغيير. وعن الدور المجتمعي للمؤسسات الدينية، تحدثت "المساء" إلى عتيقة عايسي، دكتورة في العلوم الشرعية تخصص "الكتاب والسنة" من ولاية باتنة.

أكدت الدكتورة عايسي أن المؤسسات المسجدية شأنها شأن باقي المؤسسات الأخرى، تبني نشاطها على برنامج مسطر، يهدف إلى نشر مختلف الأحكام الشرعية والمفاهيم الأخلاقية والمجتمعية والثقافية، التي تأتي في شكل دروس ومواعظ، وتقول "تعمل المؤسسة المسجدية على شحذ وتطوير ذات الفرد، ولعل أهم خصوصية تنفرد بها عن غيرها،  لاسيما تلك المنتشرة في الأحياء الشعبية، أنها تضمن للفرد أن يتربى ويتعلّم ضمن مجموعة صغيرة تسمح له بالخروج بمجموعة من الأخلاقيات الطيبة".

توضح المتحدثة أن البحث فيما إذا كان حقيقة المسجد يقوم بالدور المنوط به، يحتاج إلى بحث ودراسة، لكن انطلاقا من تجربتها، فإن المؤسسات المسجدية، خاصة تلك التي تحوي مدارس قرآنية، تقوم بالدور المنوط بها في شقه الاجتماعي على أكمل وجه، مشيرة إلى أنه على مستوى ولاية باتنة، هناك توافد كبير على ما تحضره المؤسسات المسجدية من برامج دينية تعليمية تربوية تجلب إليها الفئة الشابة بشكل خاص.

أوضحت المتحدثة في السياق، أنه يفترض أن المؤسسة المسجدية لا تحتاج إلى تبني طريقة معينة لتحبيب الأفراد في التردد عليها، لأنها موجودة بحكم الانتماء إلى العقيدة الدينية في كل الأفراد، وهو ما لاحظته  المتحدثة في مختلف الخرجات التي قامت بها، تقول "وقفت على حب الاحتكاك بهذه المؤسسات لدى عامة الناس، بالتالي لا أحبذ فكرة الحديث عن الإقبال لأنه موجود، يبقى فقط التأكيد على المداومة والاستمرارية في التردد عليها"، وتنضيف أنه عند الحديث عن مدى التردد والمداومة على المؤسسات المسجدية، نستثني العنصر الذكري الذي تربطه بها مواعيد الصلوات الخمس، ويطرح بالنسبة للعنصر النسوي خاصة في المناطق النائية، حيث نجد أنها لا ترتاد هذه المؤسسات لعدة أسباب، منها العادات والعرف، رغم أن المرأة يفترض أنها نصف المجتمع، وتوكل لها مهمة التربية، بالتالي المرأة هي الأولى في مثل هذه المؤسسات المجتمعية، خاصة إذا علمنا أن للرجل عادة دور محدد في العائلة، يتمثّل في تأمين الحماية للأسرة وتغذيتها، غير أن الحمل الأكبر يقع على عاتق المرأة.

تضيف الدكتورة "في المقابل، نجد أن تردد المرأة على المؤسسات المسجدية بالمناطق الحضرية كبير على خلاف المناطق النائية، وفي أحيان  يفوق عدد الرجال، خاصة في الفترة المسائية، بعد أن يفرغن من أشغال البيت. بالمناسبة، يتم تكييف برامج المؤسسات المسجدية لتزويدهن بجملة من المعطيات الدينية والاجتماعية، تساعدهن على تسيير أسرهم ومعرفة كيفية محاربة ومواجهة مختلف المشاكل التي قد تصادفهم. مشيرة في السياق، إلى أنها اضطرت بالنظر إلى كثرة الوافدات على المسجد بولاية باتنة، إلى فتح مكتب خاص بالمسجد لمساعدة النساء على حل مشاكلهن التي يغلب عليها الطابع الاجتماعي أكثر من الديني.

ولعل ما ينبغي التأكيد عليه اليوم، حسب الدكتورة عايسي، أن المؤسسات المسجدية تقوم بدورها، بالنظر إلى تفشي الآفات الاجتماعية، والسعي أكثر فأكثر إلى إبراز دورها المجتمعي، بالتركيز على الأنشطة التوجيهية والتربوية، وتعزيز دور التنشئة الاجتماعية من خلال التكثيف من مختلف الدروس لفائدة عامة الناس. مشيرة إلى أن بناء أجيال متشبعة بالقيم الدينية والمجتمعية يحتاج إلى ربط الأطفال في السنوات الأولى من أعمارهم بالمؤسسات الدينية.