معسكر تحيي عاشوراء في أجواء تضامنية

توزيع طبق "الرقاق" واستحضار للقيم الاجتماعية والدينية

توزيع طبق "الرقاق" واستحضار للقيم الاجتماعية والدينية
  • 751
ق. م ق. م

يحتفظ سكان مدينة معسكر بعادات إحياء يوم عاشوراء من أبرزها الصيام يومين وإطعام المعوزين والأشخاص بدون مأوى. وتكون العائلات المعسكرية في هذه المناسبة الدينية على موعد مع تنظيم الولائم عبر مختلف الأحياء، حيث يحضر طبق "الرقاق" لإطعام الفقراء والأشخاص بدون مأوى في مشهد تضامني يعبر عن تشبث المجتمع المحلي بالتقاليد المتوارثة عن الأجداد.

وفي هذا الصدد، أشار الإمام الأستاذ والإطار بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف، بشيري معزوز، إلى أن هذه السلوكات يوم عاشوراء تندرج ضمن إحياء سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أوصى بالإكثار من فعل الخير وإخراج الزكاة خلال هذه المناسبة الدينية.

وذكر بأن "العمليات التضامنية لا تقتصر على يوم عاشوراء فحسب، بل تستمر عادة لمدة أسبوع كامل حيث تتداول فيما بين الأحياء

والعائلات". كما يتميز إحياء هذه المناسبة الدينية بزيارة المرضى بالمؤسسات الصحية بهدف تقاسم فرحة الاحتفال بعاشوراء.

ومن جهتها، تحافظ المناطق الريفية للولاية بعادات متميزة عن التجمعات الحضرية، حيث تنتظم عروض في الفنطازيا وتقام حلقات الذكر والمدائح الدينية كما هو الشأن بقريتي "سيدي بوعجمي" ببلدية رأس العين عميروش و"سيدي محي الدين" ببلدية القيطنة.

وبدورها، تنظم الزوايا بالولاية العديد من الأنشطة المتمثلة خاصة في تكريم الطلبة من حفظة القرآن الكريم و صحيح البخاري و مسلم.

رواج تجارة المنتوجات الحرفية بالمناسبة

تشهد تجارة المنتوجات الحرفية المعروضة للبيع بمناسبة يوم عاشوراء، لاسيما بشوارع مدينة معسكر، وراجا كبيرا وإقبالا متزايدا للمواطنين. فالمتجول بحي "الركابة" العتيق، بوسط عاصمة الولاية، يلاحظ حركة غير عادية للمواطنين لاقتناء لاسيما الأواني الطينية

والفخارية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالأكلة التقليدية "الرقاق" الذي تشتهر به المنطقة.

ويقول في هذا الشأن قادة، وهو بائع للمنتوجات الحرفية بذات الحي، بأن الاحتفال بيوم عاشوراء مناسبة سانحة لبيع الأواني الطينية و الفخارية و كذا "عجينة الرقاق" التي يكثر عليها الطلب خلال هذه الأيام.

ولا يعد حي "الركابة" المكان الوحيد بمدينة معسكر الذي تنتشر فيه تجارة المنتوجات الحرفية، حيث يستقطب حيا "بابا علي" و "بنت عين السلطان" عددا معتبرا من باعة الأواني الطينية والخشبية والفخارية وكذا الزرابي التي تحظى برواج كبير لدى المواطنين.

كما يعرف حي "بنت عين السلطان"، بوسط عاصمة الولاية، إقبالا منقطع النظير للمواطنين لاقتناء التوابل الطبيعية التي تستخدم في تحضير طبق "الرقاق" خلال مناسبة عاشوراء، فضلا عن عجينة "الرقاق" التي يفضل الكثير تناولها خلال هذه المناسبة الدينية وعن العطور المصنوعة بطريقة تقليدية والمواد التي تستعمل في البخور.

ومن جهتها، تعرف تجارة الخضر والفواكه واللحوم الحمراء والبيضاء والتوابل والحبوب خلال هذه الأيام انتعاشا كبيرا بمناسبة عاشوراء، حيث تقبل العديد من الأسر في هذا اليوم على اقتناء مختلف مكونات الطبق الرئيسي لمائدة سكان معسكر المتمثل في "الرقاق".