مستشفى "لمين دباغيين" بباب الوادي
توجيهات خاصة لمرضى السكري المسافرين

- 1016
شكل موضوع "السفر ومريض السكري" محور يوم تحسيسي احتضنته مصلحة داء السكري بمستشفى "لمين دباغيين" في باب الوادي، مؤخرا، قدم فيه مختصون أهم التوجيهات والنصائح التي ينبغي أن يتقيد بها مريض السكري المسافر، أيا كانت وجهته سواء للاستجمام أو لأداء مناسك الحج والعمرة، من أجل الحفاظ على سلامته وصحته.
عرف اليوم التحسيسي حضور عدد كبير من مرضى السكري، للاستفادة من مختلف التوجيهات التي تبادر المصلحة إلى تنظيمها في كل مرة، بغية تزويد المريض بثقافة صحية تساعده على العناية بمرضه المزمن، حيث أعرب عدد ممن احتكت بهم "المساء"، عن استحسانهم لمثل هذه الأيام التي تفتح لهم مجال طرح الأسئلة حول ما يتعلق بداء السكري.بدأ اليوم التحسيسي بمداخلة للبروفيسور علي المهدي هدام، مختص في داء السكري، أشار في بداية حديثه إلى أن مريض السكري كأي شخص آخر، من حقه أن يسافر ويستمتع بالعطلة، لكن ولأنه مريض، لابد له أن يتخذ جملة من الاحتياطات لأمنه وسلامته، مشيرا إلى أن السفر عادة يجري التمييز فيه بين ثلاثة أنواع، يقول: "لدينا سفر العمل، الاصطياف وسفر الحج أو العمرة، ولكل من هؤلاء طريقة خاصة ينبغي أن يتعلمها مريض السكري، ليحسن العناية بنفسه" ويشرح: "فمثلا بالنسبة للحج نلاحظ أن مريض السكري يغير البيئة ويتغير عليه الطقس الذي يكون عادة شديد الحرارة، كما يكثر من التنقل لأداء المناسك، بالتالي كل هذه العوامل تحتاج إلى أن يعرف مريض السكري كيف يحسن العناية بنفسه، لتجنب نزول أو ارتفاع السكري أو الإصابة بتورم في الأقدام نتيجة المشي، أو التعرض لبعض الأمراض الأخرى كالزكام أو اللوزتين، كل هذه العوامل لا نجدها مثلا عند من يسافر للاصطياف، الذي هو الآخر يحتاج إلى توجيهات أخرى تتعلق بالغذاء وكيفية العناية بالأقدام، خاصة بالنسبة لمن يختارون البحر".
من جهة أخرى، أشار البروفيسور علي المهدي إلى أن طريقة السفر تلعب دورا كبيرا في تحديد التوجيهات التي ينبغي لمريض السكري أن يعمل بها، فمثلا يقول: "من يسافر عن طريق الطائرة يحتاج إلى توجيهات تختلف عمن يسافر بالسيارة، بالتالي على المريض أن يعرف كيفية حفظ الدواء خلال السفر، خاصة الأنسولين، وما نوعية الأدوية التي ينبغي أن ترافقه، لاسيما إذا كان السفر طويلا، إلى جانب نوعية المأكولات التي لا تتعرض للتلف لتجنب التسممات الغذائية.
الهدف من تنظيم اليوم التحسيسي، حسب البروفيسور، هو لفت انتباه المريض إلى جملة الفروق الموجودة بين مختلف أنواع السفر، التي يجب على مريض السكري أن يكون على دراية بها، كوضع الأدوية مثلا بالنسبة للمسافر بالطائرة في حقيبة اليد، ليتسنى له الحصول عليها متى احتاج إليها، فضلا عن تمكينهم من جملة النصائح التي تمثل الخطوط العريضة لأي نوع من السفر، والتي يجب على المريض اعتمادها كقاعدة عامة كشرب المياه وتجنب الحرارة والابتعاد عن الأسواق وقت الحرارة، تجنب المشروبات المحلاة، مع الابتعاد عن أماكن الزحمة، خاصة في الحج، مع تجنب الألبسة الضيقة خاصة.
ردا عن سؤالنا حول مدى تمتع مريض السكري بثقافة حول كيفية التعامل مع مرض السكري عند السفر، أشار محدثنا إلى أن الطبيب في الحقيقية مقصر اتجاه مريض السكري، خاصة أن البعض لازالوا ينظرون إلى دور الطبيب على أنه منحصر في الوصفة الطبية، الأمر الذي جعل بعض المرضى يحرصون على حضور الأيام التحسيسية لاكتساب جملة من المعارف، مؤكدا أن أهم ما ينبغي لمريض السكري أن يتقيد به عند القيام بأي نوع من السفر، ضرورة العناية بجسمه، خاصة ما تعلق بالقدم، وكذا الحرص على الأدوية وحفظها ومعرفة ما يجب عليه أن يأكله، متى وكيف.
في الشق الثاني من اليوم التحسيسي، أشرف الأطباء المختصين على تنشيط ورشات عمل ميدانية، ليفهم المريض كيفية العناية الميدانية بمرضه عند السفر، حيث تم تخصيص الورشة الأولى للحديث عن كيفية العناية بقدم مريض السكري من خلال التأكيد على حسن اختيار الحذاء الطبي، وكذا العناية بمختلف التشققات التي تظهر على القدمين وعدم التردد إن شعر المريض بأي نوع من الألم على مستواهما، لاستشارة الطبيب، فضلا عن ترطيبهما دائما بالمراهم. في حين خصصت الورشة الثانية التي أشرف عليها المختص في التغذية كريم مسوس، للحديث عن نوعية الأطعمة التي يجب على مريض السكري عند السفر تجنبها، وتلك التي يحرص عليها، حيث أشار إلى أن أهم ما يجب التقيد به عند السفر، آيا كان نوعه، هو استهلاك الماء لتجنب الجفاف، والاحتفاظ دائما في حقيبته ببعض الفواكه المجففة يتناولها عند الشعور بهبوط السكري، مع الابتعاد قدر الإمكان عن المشروبات المحلاة والإكثار من تناول الخضر والفواكه.
❊رشيدة بلال