لؤلؤة سكيكدة

توافد قياسي على "سطورة"

توافد قياسي على "سطورة"
  • القراءات: 2074
 بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

تعيش سطورة الساحلية بالخصوص ميناء الترفيه، منذ بداية الموسم الصيفي الحالي ليلا ونهارا، توافدا قياسيا من قبل العائلات السكيكدية والسياح بمن فيهم الجالية المهاجرة التي أبت وككل سنة، إلا أن تقضي عطلتها الصيفية بها، مما جعل المحاور المؤدية إليها سواء على امتداد طريق الكورنيش انطلاقا من قصر الجنة إلى غاية وسط سطورة أو عبر الطريق العلوي، تصل إلى حد التشبع؛ ما ينجرّ عنه صعوبة كبيرة في تحرك المركبات، بالخصوص بداية من المساء.

... ما يزيد الطين بلة مواكب الأعراس الذاهبة والقادمة، حيث تساهم هي الأخرى في تأزم الوضع أكثر فأكثر، ولعل فوضوية ركن المركبات أمام المحلات التجارية المتخصّصة في بيع الأكلات الخفيفة والمثلجات وكذا أمام قاعات الأفراح، قد ساهمت هي الأخرى في خنق حركة السير من وإلى سطورة، مما يجعل العديد من أصحاب "التاكسيات" يرفضون صراحة بداية من المساء نقل المواطنين إلى هذه المنطقة التي تعج بالعائلات ما بين الذاهبة إلى سطورة أو القادمة منها.

ويفضّل بعض المواطنين ركن مركباتهم وسط المدينة والانتقال إلى سطورة مشيا على الأقدام، مستمتعين بنسمات البحر وبأنغام الأمواج المصطدمة حينا بالصخور، وأحيانا أخرى برمال شاطئ بحر سكيكدة وبألحان مختلف الموسيقى المنبعثة من المحلات الممتدة على طول الكورنيش. وما يزيد جمالية الرحلة نحو سطورة مشيا على الأقدام وعلى مسافة تقدَّر بأكثر من 4 كيلومترات، مختلف أنوار المصابيح ذات الألوان الزاهية التي تزيّن واجهات المحلات المنتصبة على طول الطريق المؤدي إلى سطورة، لتبقى النقطة السلبية التي وقفنا عندها في رحلتنا، نقص الإنارة العمومية بشكل كبير وانعدامها في الجزء الآخر، وهذا بالرغم من أنّ الكورنيش الممتد إلى غاية سطورة قد تمّ إعادة تجديد كلّ أعمدته الكهربائية، التي تبقى النقطة السوداء التي وقفنا عندها، عن سرّ تفضيل السكيكديين اختيار إتمام سهراتهم الليلية بسطورة، فقد أرجع سبب ذلك كلّ من تحدّثنا معهم إلى التوفّر الكلي للأمن من ناحية، ومن ناحية أخرى استفادتها من منتزه المارينة المطل على البحر، الذي وجدت فيه الأسر متنفسها الوحيد هروبا من حرارة البيوت ومن هجمات الناموس التي فشلت المصالح البلدية المختصة على الأقل في التقليص منه، ومن الركود الذي تعيشه الأحياء وحتى وسط المدينة التي تستسلم للنوم مبكرا بخلاف الكورنيش السكيكدي؛ سواء باتجاه سطورة أو باتجاه طريق المعز.

في كل هذا تبقى، سطورة التي ترفض الاستسلام للنوم، منطقة جلب للعائلات السكيكدية، تعيش مع انطلاق فصل الصيف الحالي أحلى أيامها؛ مما أنعش بها وبشكل كبير، التجارة والسياحة. وما زادها انتعاشا البرنامج الثقافي والفني الذي أعدته مديرية الثقافة للولاية. كما ساهمت الأعراس المقامة في إضفاء عليها نكهة خاصة.