المستهلكون مطالبون بتوخي الحذر

توابل من الأتربة.. الآجر.. والفلين!

توابل من الأتربة.. الآجر.. والفلين!
  • القراءات: 1793
استطلاع: كريم.ب استطلاع: كريم.ب

يتحول نشاط بيع التوابل ككل سنة مع اقتراب شهر رمضان إلى تجارة مربحة، بسبب الإقبال الكبير على هذه المادة التي تعد سيدة الوجبات دون منازع، غير أن هذا الإقبال بات يقابله حالات غش طالت المنتوج أمام غياب الرقابة، لتكون سببا في الإصابة بحالات تسمم، أمام لهفة الزبون لاقتناء كل ما يعرض في الأسواق قبيل حلول الشهر الفضيل.

كشفت الجولة الميدانية التي قادتنا نحو بعض المحلات المتخصصة في بيع التوابل والبهارات إلى وجود مواد خطيرة في التوابل، حيث يتم خلط مواد بشكل دقيق وقد تكون سامة لزيادة حجم التوابل والبهارات في سبيل الربح السريع على حساب صحة المواطن. 

بقايا الآجر الأحمر تضاف للفلفل "العكري"

الفلفل الأحمر بنوعيه الحار والحلو أو المعروف بتسميته المحلية "فلفل عكري" هو من بين أنواع التوابل التي يمارس فيها الغش، حيث بات أغلبية التجار يضيفون إليها بقايا الآجر المطحون بعد هرسه جيدا بواسطة آلات حادة، وقد تكون المطحنة التقليدية حتى لا يتسنى للزبائن العثور عليه وسط كميات الفلفل الأحمر، غير أن المسألة تتضح للعيان بعد تذوق المنتوج قبل استعماله في الطهي، وهذا الأمر الذي يغفل عنه الكثيرون، لاسيما خلال شهر الصيام.

ويقول عمي سعيد، صاحب محل لبيع التوابل والبهارات بالسوق اليومي بودواو ".. الدخلاء على المهنة أصبحوا يقومون بكل أنواع الغش، سعيا منهم وراء الربح السريع، حيث أصبح بعض الشباب يقومون بخلط بعض المواد الضارة في وسط التوابل، كل مادة حسب لون نوع التوابل، بغية مضاعفة كمية المنتج الموجه للبيع..".

ويضيف قائلا؛ ".. كيف يمكن للشخص أن يتفطن إلى وجود أجسام غريبة في التوابل، لاسيما أن الأجسام التي تضاف إليها تحمل في العادة نفس لون التوابل".

الفلين يمزج مع القرفة!

غير بعيد عن الفلفل العكري، تبقى القرفة من بين المواد التي باتت تخلط ببقايا الفلين، وهي مادة بنية اللون خفيفة الوزن والضحية الوحيد هو المستهلك البسيط الذي يبحث دائما عن الأسعار المعقولة، تحسبا لقدرته الشرائية الضعيفة، حيث يؤكد يوسف، وهو شاب يمارس مهنة بيع التوابل بسوق أسبوعي، أن الجيل الجديد بات يبتكر كل مرة طرق جديدة للغش، ويضيف قائلا؛ "أنا أقوم باقتناء هذه البهارات من مناطق معروفة بصناعتها ومن عند أشخاص موثوق بهم من ولاية برج بوعريريج والمسيلة، ولا أجازف بصحة المستهلك البسيط.. حتى أعوان المراقبة التابعين لمديرية التجارة وقمع الغش، لا ينتبهون لمثل هذه الأنواع من الغش، فعادة ما يقومون بمعاينة المواد سريعة التلف، ويغفلون بذلك منتوج مهم وهو "التوابل والبهارات".

الفلفل الأسود أيضا بات من بين المواد المغشوشة، حيث تخلط له كميات كبيرة من الأتربة لمضاعفة وزنه، وهذه الأنواع من حالات الغش باتت أكثر شيوعا على مستوى المحلات المتواجدة بالأسواق الشعبية، التي تستهدف الزبائن بأسعارها المعقولة، ليتحول بذلك شهر رمضان إلى فرصة للربح السريع على حساب الصحة العمومية.

ملونات خطيرة بـ"الفريك"

منتوج "الفريك" وهو حبات القمح أو الشعير المهروس، لم يسلم هو الآخر من حالات الغش، حيث يقوم بعض التجار بوضع المنتوج القديم في إناء يتوفر على ملونات خطيرة يكون لونها أخضر، ويترك في الشمس حتى يمتص كل ذلك اللون الأخضر، ليوجه بذلك إلى المستهلك، حيث يسهل التحايل عليه، تحت كذبة أن المنتوج جديد ومازال يحمل اللون الأخضر.

الأطباء يحذرون

"المواد الخطيرة في التوابل تسبب تسممات"

أكد الدكتور "جعفري.م" بمستشفى مصطفى باشا، أن المواد الغريبة التي يتم إدراجها في التوابل تتسبب في حالة تسمم وأمراض خطيرة على مدرا السنة، من بينها حصى الكلى والكبد، وقد تكون في الأصل مواد مسرطنة، لذا يجب الابتعاد عن كل أنواع التوابل التي تعرض في الأسواق الشعبية، واستهلالك تلك التي تصنعها مصانع متخصصة، تجنبا لأية مضاعفات صحية.