الجمعية الوطنية للسلامة المرورية

تهور الشباب وراء ارتفاع حوادث المرور في الصيف

تهور الشباب وراء ارتفاع  حوادث المرور في الصيف
  • القراءات: 1938
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

سطرت الجمعية الوطنية للسلامة المرورية لموسم الاصطياف برنامجا تحسيسيا، بهدف الحد من حوادث المرور التي عادة ما تعرف ارتفاعا خاصة بالشواطئ، نتيجة التوافد الكبير للمصطافين من الولايات المجاورة، وعن البرنامج والفئة المستهدفة تحدثت المساء إلى الأمين العام للجمعية، عبد الرحمان شايب، فكان هذا اللقاء.

 

يتمثل برنامج الجمعية الوطنية للسلامة المرورية، حسب الأمين العام، في معرض حديثه مع المساء، على هامش إشرافه مؤخرا، على تكريم عدد من التلاميذ المتفوقين في شهادة تعليم الابتدائي، في حفل بهيج نظم بحديقة الحامة في العاصمة، في استهداف المركبات التي تقصد الشواطئ الموزعة عبر الشريط الساحلي، بالنظر إلى التوافد الكبير للمصطافين على الشواطئ، خاصة من الولايات الداخلية، وكما هو معروف، فإن الزحمة والرغبة في الوصول إلى البحر للاستمتاع بزرقته، تدفع البعض إلى ارتكاب الأخطاء التي تتسبب في وقوع حوادث مميتة، ويقول الأمر الذي يدفعنا ككل سنة إلى التواجد في الولايات الساحلية بهدف لفت الانتباه إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر، لتفادي الحوادث التي قد تفسد متعة العطلة.

حسب محدثنا، فإن برنامج العمل يتمثل في التواجد كل يومين بولاية ساحلية، حيث يجري بالاعتماد على المتطوعين لتوزيع المطويات والتواصل مع سائقي المركبات حول أهم القواعد التي تقودهم إلى السلامة المرورية، والتي قد تبدو بسيطة ومعروفة للجميع غير أنها تعد السبب الأول في وقوع الحوادث، كالإفراط في السرعة والتنافس بين المركبات أيهما يصل الأول إلى البحر، خاصة تلك التي يقودها الشباب، مشيرا إلى أن العمل التحسيسي، ولمزيد من الفعالية، يجري تطبيقه بالتنسيق مع مصالح الشرطة والدرك الوطني التي تتواجد على مدار السنة في الطرق، والتي تعمل هي الأخرى وفق برنامجها على التوعية والتحسيس في سبيل الحد من الحوادث.

من جهة أخرى، أرجع محدثنا ارتفاع الحوادث في موسم الصيف بالدرجة الأولى إلى العنصر البشري، ممثلا في تهور الشباب، الأمر الذي يتطلب ـ حسبه ـ من الجهات المعنية القيام بدراسات ميدانية، من أجل تشخيص الأسباب المرتبطة بالشباب في محاولة الخروج ببعض الحلول التي يتم تكريسها في العمل التحسيسي، مشيرا في السياق، إلى أن مدارس تعليم السياقة، حسب تجربة الجمعية في الميدان، تتحمل جزءا كبيرا من نسبة الحوادث، بالنظر إلى الطريقة غير المدروسة التي يتم من خلالها تقديم رخص السياقة، والتي تعكس افتقار السائق، خاصة من فئة الشباب، إلى القواعد الأساسية في السياقة، لاسيما ما تعلق منها بقانون المرور الذي لا يجري احترامه في الميدان من طرف هذه الفئة، وهو ما يدعونا إلى المطالبة بإعادة النظر في المنهجية المعتمدة في تعليم السياقة للوصول إلى ما يسمى بالسياقة المحترفة، التي لا تتحقق إلا بإقرار نوع من الصرامة والجدية قبل منح الرخص.

عن مدى تجاوب المواطنين مع مختلف الحملات التحسيسية التي تباشرها الجمعية  في الميدان، أكد محدثنا أن إصرار الجمعية على تسطير برنامج تحسيسي دليل على نجاح الحملات التحسيسية التي سبق للجمعية أن نظمتها، والذي يعني أن المواطنين يرحبون كثيرا بمثل هذه النشاطات ويتواصلون مع المتطوعين ويولون أهمية للنصائح المقدمة والمطويات التي يتم توزيعها، مضيفا أن الحملات التحسيسية سواء التي تباشرها مصالح الأمن والدرك أو الجمعيات تلعب دورا كبيرا في الحد من الحوادث، حسب الدراسات التي سبق للجهات الرسمية أن كشفت عنها في عدد من المحطات الإعلامية.

من جملة الانشغالات التي تتطلع جمعية السلامة المرورية إلى أن تأخذها الجهات المعنية على محمل الجد، غياب لافتات بعض الطرق، وهو ما يزعج زوار الولايات الساحلية، خاصة خلال موسم الصيف، حيث يصبح التدفق على هذه الولايات كبيرا، ويوضح أنه بحكم أن الأغلبية لا تعرف بعض المناطق، خاصة تلك الوافدة من الولايات الداخلية أو ولايات الجنوب، تجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى المكان الذي ترغب بلوغه، ويقول الأمر الذي يدعونا إلى لفت الانتباه نحو هذه الإشكالية والحرص على تواجد اللافتات في كل الطرق، خاصة أن المصطافين يعتمدون عليها، ويضرب في السياق بعض الأمثلة على الطرق التي تفتقر إلى اللافتات وتعرف في موسم الصيف حركة كبيرة، منها الطريق الرابط بين بلدية الأربعطاش وخروبة، والطريق الرابط بين بغلية والناصرية.