الخردوات في الشرفات والنوافذ

تهديدٌ للمارة ومظهر يشوِّه الوجه العام للمدينة

تهديدٌ للمارة ومظهر يشوِّه الوجه العام للمدينة
  • القراءات: 650
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذّر المختص الاجتماعي صالح قدير من وضع الخردوات في الشرفات والنوافذ، وعلى أسطح المنازل، مشيرا إلى أن هذه العادة تسيء، من جهة، للوجه العمومي للمدينة الحضرية، كما تشكل خطرا حقيقيا على المارة، لا سيما خلال تقلبات الجو وهبوب الرياح القوية، التي قد تؤدي إلى سقوطها على المارة، وعلى السيارات والمركبات؛ ما قد يسبب خسائر بشرية ومادية.

سبق أن تطرقت بعض وسائل الإعلام لهذا المشكل قبل فترة؛ نظرا لما خلّفه من خسائر بشرية وأخرى مادية، راح ضحيتها مارة مروا تحت شرفات بعض المنازل التي زيّنها أصحابها بأصُص النباتات، في حين جعل آخرون شرفات بيوتهم المطلة على الطريق العام، مخزنا للخردوات؛ فكل ما لا يصلح داخل البيت يُخرج إلى الشرفة.وفي هذا الصدد، قال المختص الاجتماعي صالح قدير، إن كثيرا من الأسر الجزائرية لها ثقافة تخزين بعض الخردوات التي لا يحتاجونها تماما، إلا أن تفكيرهم يبقى واحدا ومشتركا، وهو "يمكن أن نحتاجها فيما بعد"، وهي الجملة التي تجعلهم يكدّسون الكثير من الخردوات؛ على غرار الأواني القديمة، والألعاب، وأصص النباتات، وقطع من الأثاث، وصناديق، وحتى بعض قطع غيار السيارات كالعجلات؛ مما يجعل بعض البنايات تبدو فوضوية بسبب كل ما يوضع في واجهاتها، أو بالأحرى بشرفات المنازل.

وأكد المتحدث أن هذه الظاهرة تخلقها "أنانية" الفرد؛ فغالبية تلك المنازل داخلُها مزيَّن ومرتَّب، وما تبقّى من خردوات غير ضرورية ولا نفع فيها، توضع في الواجهة الخارجية للمنزل، ورغم أنها تخلق ما يُعرف بـ "التلوث البصري"، إلا أن لا أحد يكترث لذلك؛ ما جعل مدنَنا لا سيما الكبرى، تبدو فوضوية جدا؛ تسيء للوجه الخارجي للمدينة الحضرية، وتعطيها "صورة بشعة!". وأضاف قدير أن الأخطر من كل ذلك يتعدى الواجهة؛ فقد أصبحت تلك الظاهرة تشكل خطرا حقيقيا على المارة، وعلى السكان عامة، إذ كثيرا ما تقع حوادث بسبب سقوط خردوات من الطوابق، وتقع على أقلّهم حظا، وتسبب، أحيانا، جروحا بالغة، قد تؤدي إلى الوفاة، أحيانا، فإلى جانب ما تشكله أرضية تلك الشرفات المترهلة والقديمة من تهديد للمارة، يزيد البعضُ الوضع تعقيدا من خلال تلك الخردوات، مشيرا إلى أن هذه العقلية راجعة إلى التفكير الخاطئ لسكان المدن الكبيرة، الذين يعيش أغلبهم داخل شقق صغيرة، ويفكرون في الاستفادة من بعض المساحات الإضافية؛ بوضع ما لا حاجة لهم به، لكن لا يمكن التخلي عنه في آن واحد في الشرفات.