تعدّ أساسية في المطبخ الغرداوي

تهافت كبير على الكوسة المحلية

تهافت كبير على الكوسة المحلية
"قرعة ميزاب” أو بالميزابية ”تاخسايت” أو ”تاميسة”
  • القراءات: 3364
ق. م ق. م

تشهد الكوسة المحلية المعروفة بـ "قرعة ميزاب” أو بالميزابية ”تاخسايت” أو ”تاميسة”، التي تشتهر بها المنطقة هذه الأيام، رواجا وتهافتا كبيرا عليها من قبل السكان في أسواق المنطقة، وعادة ما يكثر استهلاك ”قرعة ميزاب” مع بداية فترة الحر، وتعد واحدة من الخضروات الصيفية المحلية الرائجة، ولا زالت تحتفظ بمكانتها في رصيد عادات الطبخ لدى السكان.

تحمل هذه الفصيلة من الخضروات (القرعيات) التي تحظى بشعبية كبيرة، ولا تزرع إلا بهذه المنطقة من الجنوب، عدة مميزات، لاسيما من حيث الشكل، وقد تبلغ طول واحد (1) متر بحجم سميك ولون أخضر داكن، وتشكل واحدة من المكونات الأساسية لوصفات تحضير بعض الأطباق التقليدية الشهية، لاسيما صلصة الكسكسي أو الحساء.

تعد الكوسة المحلية ذات الحجم الكبير، التي تحظى باهتمام كبير من قبل الفلاحين الذين يعملون من أجل تطوير هذا النوع من الزراعة، بغرض الرفع من مردوديتها، من الخضروات التي لا يمكن الاستغناء عنها في تحضير الأطباق التقليدية الجماعية، على غرار الكسكسي، بهدف جمع الشمل العائلي، وهي من التقاليد التي لازالت راسخة في الحياة الاجتماعية، والرامية إلى المحافظة على التعايش والانسجام العائلي، وتكريس أسس وغايات التضامن الاجتماعي.

تتميز القرعة المحلية بأنها نبات زاحف ذي أوراق كبيرة وسيقان متفرعة طويلة، وسهلة النمو، كما شرح السيد حاج عبد الله فلاح من قصر بونورة. وأضاف ”كل ما تحتاجه هذه النبتة توفر تربة رطبة ومشمسة بما فيه الكفاية، لضمان نموها”، لافتا إلى أن ”قلوية التربة (التربة التي تحمل نسبة عالية من الصوديوم، عكس التربة الحمضية) ملائمة لزراعة هذا النوع من الخضار”.

من جهته، كشف السيد حاج صالح، وهو أحد المهتمين بعالم الأعشاب بغرداية ”أن الكوسة المحلية تستعمل مع بذورها عادة لأغراض الطب التقليدي”. وأشار إلى أنه غالبا ما يوصى بعصير لبّها، لتهدئة الصداع والتقليل من الجلوكوز في الدم.

فوائد كبيرة تنسب لـ"قرعة ميزاب”

بدوره، كشف فلاح من منطقة متليلي (45 كلم جنوب غرداية)، عن أن بذور هذه ”القرعة” تستعمل لتحضير مستحلب صدري منعش، موصوف لنزلات البرد والتهابات الجهاز الهضمي.

حسب خبراء التغذية، لـ"القرعة” فوائد طبية، وتحتوي على فيتامين (أ) المفيد للنمو، تحافظ على صحة الجلد، وتحمي من الالتهابات، فضلا على أنها تؤدي دور مضاد للأكسدة وتقوي الرؤية وتحسن جهاز المناعة.

توجد عدة أنواع من القرعة بمنطقة غرداية (القرعة المحلية واليقطين (كابويا)، والكوسة العادية التي تستهلك طازجة على شكل خضروات في مختلف أنواع الصلصات، كما تستعمل أيضا لتحضير المربى، وتستعمل كوسة أو ”قرعة ميزاب” أيضا لتغذية الأنعام بالمنطقة، وبذورها يحافظ عليها للزراعة، كما تستهلك أيضا بعد تحميصها وإعطائها مذاقا مملحا، ويمكن تخزينها في فضاء مفتوح لمدة طويلة.

ذكرت مديرية المصالح الفلاحية لولاية غرداية، أن المساحة المخصصة لهذه الزراعة بلغت، برسم الموسم الفلاحي المنقضي، نحو 200 هكتار، بمعدل إنتاج إجمالي وصل إلى زهاء 25.000 قنطار، ومردود متوسط بلغ 127 قنطارا في الهكتار.

حسب الذاكرة الجماعية، فإن زراعة ”القرعة” ذات المنشأ الاستوائيو أدمجت في قائمة المزروعات بالمنطقة في القرن الثامن عشر، قبل أن تتكيف مع بيئة غرداية وتصبح من الخضروات التي تتميز بها المنطقة، وتمارس زراعتها عبر شتى مناطق الولاية، ويتم سقيها بواسطة أحواض مجهزة بمضخات متحركة، كما جرى شرحه.

أخذت ”قرعة ميزاب” مسارا رائجا وتهافتا واسعا عليها، لاسيما في الفترة الصيفية، حيث يتم تحديد سعرها بطريقة التقييم المباشر من قبل تاجر ”متخصص”، هذا السعر يحدد عادة ببورصة ”قرعة ميزاب” على قاعدة العرض والطلب، وهو قابل للتفاوض مع المشتري.