أسواق غرداية عشية رمضان

تهافت كبير على التوابل وأعشاب الطهي العطرية

تهافت كبير على التوابل وأعشاب الطهي العطرية
  • القراءات: 4288

تشهد تجارة بيع التوابل والأعشاب المستعملة في الطهي، مع اقتراب حلول شهر رمضان الفضيل، رواجا كبيرا عبر مختلف المحلات المنتشرة بمنطقة غرداية، عادة ما تشرع العائلات الغرداوية خلال النصف الثاني من شهر شعبان في  تحضيراتها لشهر الرحمة، لاسيما ما تعلق منه بشراء المكونات الأساسية  لتحضير الأطباق الأكثر استهلاكا خلال الشهر المعظم، حيث تتدفق أفواج من الزبائن على محلات بيع التوابل والأعشاب الرحيقية المنتشرة عبر الأزقة الضيقة، لاقتناء الأعشاب العطرية المستعملة في طهي الأطباق التي لا يستغني عنها المطبخ  الجزائري.

تشهد التوابل وأعشاب الطبخ، وهي منتجات من أصل نباتي، تهافتا كبيرا عليها 

بالنظر إلى نوعيتها وقيمتها العطرية، وما تضفيه تلك النكهة على مختلف وصفات الأطباق والأكلات التي تزين المائدة الرمضانية، وهو ما أكده التاجر بومدين جبريط الذي تنبعث من دكانه روائح  طيبة، حيث لم يتوان، في التعريف بالفوائد العلاجية لبعض أنواع الأعشاب والتوابل. يسجل خلال السنوات الأخيرة انتشارا كبيرا لبائعي أعشاب الطهي بغرداية،   حسب السيد عيسي مسير محل بيع التوابل، الذي أكد في معرض حديثه، أنه من بين التوابل التي يقبل عليها الزبائن تحسبا لشهر رمضان الفضيل، خلطة رأس الحانوت، وهو مزيج من حوالي عشرين نوعا من البهارات، متبوعا بـ«القرتوفة (أوراق البابونج البري) المشهور في الجنوب الجزائري، بالإضافة إلى خليط من النباتات العطرية التي تحضر منها ما يسمى محليا بـ«تاكروايت، وهو مشروب تقليدي بنكهة ومذاق لذيذ.

ارتفاع الأسعار بـ200 بالمائة

  يسجل سعر بهار قرتوفة ارتفاعا كبيرا يصل إلى 2.000 دج للكيلوغرام الواحد، حيث تمس زيادة في الأسعار تصل في بعض الأحيان إلى 200 بالمائة العديد من أنواع التوابل، أغلبها مستورد. وحسب أحد أصحاب محلات بيع الأعشاب في سوق غرداية، أكد أنه يجلب التوابل من خارج الوطن، لافتا إلى أن إنتاج النباتات العطرية والطبية التي تنبت لوحدها أو المزروعة طازجة، أو المجففة التي تغطي احتياجات العشابين والناشطين في القطاع الصناعي الغذائي ضعيف جدا، ولا يلبي حاجيات السوق الوطنية، وهو ما يبرر ارتفاع أسعارها، مشيرا إلى أنه بالنسبة للمسؤولين المحليين في قطاع الفلاحة، فإن شعبة النباتات العطرية والطبية تعد موردا هاما ومصدرا ذا قيمة مضافة، يمكن أن تساهم في تحسين مستوى معيشة السكان في الوسط الريفي، لاسيما بالمناطق الجافة وشبه الجافة بالوطن، خاصة أن الجزائر تتوفر على ثروة نباتية غنية ومتنوعة عبر  مختلف المناطق، وهي مؤهلات تنتظر استغلالها.

رفع درجة المذاق

تعد الحاجة فطيمة، ربة منزل، واحدة من تلك الفئة المتذوقة للطبخ، حيث  تقوم مع اقتراب شهر رمضان المعظم بالتسوق من محلات سوق غرداية، حتى 

لا تفوت فرصة اقتناء أي نوع من التوابل، وتقول في معرض حديثها بأنها تفضل تحضير خلطة رأس الحانوت بنفسها كي ترفع من درجة مذاق أطباق رمضان،  مؤكدة أنها تشتري أزيد من 15 نوعا من البهارات من أجل تحضيره، لتضمن مزيدا من اللذة والنكهة للأطباق الرمضانية، وأنه بفضل خبرتها في هذا المجال،  أصبح  باستطاعتها تحديد الفروق بين نوع وآخر.  من جهة أخرى، أكدت الحاجة فطيمة على وجود وصفات عديدة لرأس الحانوت المسحوق، الذي هو عبارة عن خلطة مشكلة من كميات قليلة من عدة أنواع من البهارات، حسب الاستعمال بالنسبة للصلصات الحمراء أو البيضاء، والفترة الفصلية (شتاء أو صيفا)، موضحة أن رأس الحانوت يضفي نكهة سحرية على الأطباق وعلى بعض الحلويات الشرقية المعدة عندنا.

 

قبلة الباحثين عن التوابل

والأعشاب العطرية

 

تعرف سوق التوابل والبهارات والأعشاب العطرية الأخرى والأعشاب المجففة   بمنطقة غرداية نموا كبيرا ضمن خارطة التجارة العمومية، حسب العديد من تجار المنطقة، حيث يفضل السكان الأصليين في غرداية أو القاطنين بمدن أخرى وكذا الزوار، اقتناء التوابل والبهارات من سوق غرداية. وقد أصبح شهر رمضان المبارك، كما يرى العديد من سكان المنطقة، نعمة لكل أولئك الذين يبحثون عن الثراء السريع، حيث يسجل تدفقا يوميا ومكثفا للزبائن على الأسواق، لاسيما بدكاكين التوابل، في المقابل تقوم مصالح مراقبة النوعية التابعة لمديرية التجارة في غرداية بتدخلات في  أوساط التجار، لتفادي بيع منتجات مضرة بصحة المستهلك.

  ق.م