”جامع ليهود” بالعاصمة
تهافت على ”المحارق” رغم الكمية المحدودة

- 1233

تعيش ساحة الشهداء على وقع احتفالات المولد النبوي الشريف، حالة من التناقضات والمضادات بين المنع ونصب طاولات بيع المفرقعات، حيث شهد ”جامع ليهود” المعروف، حركة لا مثيل لها. وانقسم المرتادون عليه بين عارض لسلعة فائضة من السنة الماضية للمفرقعات، ومبتاعين انقسموا بين الراغبين في الشراء، والفضوليين المتأملين في الأسعار التي تضاعف بعضها بسبب الندرة، وكل هذه الحركة تحت أنظار أعوان الشرطة المترصدين للباعة الفوضويين بعدما تمّ طردهم من الساحة قبل أيام قليلة.
في جولة قادت ”المساء” إلى بعض الأسواق بالعاصمة المعروفة بالترويج للمنتجات الموسمية، وقفت على نصب طاولات التجارة الموازية رغم المنع الذي قضى قبل أيام على مختلف الأسواق الشعبية، حتى أقدمها.
وتميّزت الأجواء خلال تجوالنا بلعبة ”القط والفار” بين التجار وأعوان الشرطة المجنّدين لتطبيق التعليمة، إلاّ أنّ التجار الفوضويين لم ينفكوا ينصّبون طاولاتهم لبيع المفرقعات من فينة لأخرى، وترصد الزبائن إلى غاية الفترة المسائية، حيث وجدوا راحتهم بعد رحيل أعوان الشرطة لتقديم ما اعتادوا عليه من ”مفرقعات” خطيرة على الأفراد رغم حملات التوعية التي تدعو إلى تجنب تلك ”القنابل الصغيرة” الخطيرة.
وعرض التجار في جامع ليهود مجموعة من المفرقعات لكن بدون جديد يُذكر، وكل ما هو معروض من مخزون العام الفارط، وهو ما أكده رمزي (تاجر بالشارع)، أشار إلى أنّ الصرامة في منع دخول هذه السلع أدت إلى غياب البضاعة عن الأسواق، حيث بقي فائض السنة المنصرمة يشكل معروضات هذه السنة بين المفرقعات والشموع والعنبر، ما أدى إلى تهافت غير مسبوق للمواطنين على الكمية المعروضة المحدودة.
وعلى صعيد ثان، برّر محمد تاجر آخر بالشارع، ارتفاع أسعار السلعة خلال هذه السنة، بالندرة، حيث قال إنّ الكمية القليلة التي تمّ عرضها هذه السنة، شهدت ارتفاعا محسوسا في أسعارها بسبب قلة العرض وارتفاع الطلب، لاسيما الشباب الذين اعتادوا الاحتفال بهذه المناسبة.
وفي سياق متصل، ثمّن العديد من المواطنين الذين تحدّثت معهم ”المساء”، ارتفاع سعر المنتجات وغياب أنواع جديدة فيها، حيث أبدوا سخطهم من الذهنيات التي لم يأب الكثيرون التخلي عنها، لاسيما أنّها سلوكات تعكس التبذير والإساءة إلى المحيط وعدم احترام الغير، فضلا عن خطورتها على صحة مستعمليها وعلى المحيطين بهم. كما ذكروا أنّ رمزية الذكرى لا بد أن تكون بذكر الله والثناء على رسول الله دون ذلك.