لأهميته في الحفاظ على صحة الجسم والعقل معا

تنويع فطور الصباح للطفل ضرورة

تنويع فطور الصباح للطفل ضرورة
خبير التغذية كريم مسوس
  • القراءات: 1075
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

شدد خبير التغذية كريم مسوس، على ضرورة الاهتمام بفطور الصباح، لاسيما بالنسبة للأطفال، حيث دعا إلى عدم إغفال هذه الوجبة المهمة من اليوم وذات المنافع الكثيرة، حيث تسمح بتقديم ربع الطاقة التي يحتاجها الجسم، وتعويض ما تم فقدانه خلال صوم ليلة كاملة. مشيرا إلى أن فطور الصباح تقليد باتت بعض العائلات تتخلى عنه، بحجة ضيق الوقت، وحلت محله أكلات خفيفة لا تسمن ولا تغني من جوع.

أوضح خبير التغذية أن فطور الصباح هي الوجبة التي لابد من التركيز عليها خلال اليوم، إذ تعتبر أهم وجبة تمكّن من اكتساب أكبر قدر ممكن من الطاقة، من خلال المأكولات التي يتم تناولها، على أن تكون غنية، متنوعة وضرورية للجسم والعقل في آن واحد.

قال الاخصائي أن فطور الصباح يتم اكتساب منافعه قبل الساعة العاشرة صباحا، مؤكدا أن هذا ما كشفت عنه العديد من التجارب والدراسات المتعلقة بصحة العقل وعلاقته بما نقوم باستهلاكه وتناوله من أغذية.

أشار محدثنا، إلى أن العديد من العائلات باتت تتخلى تدريجيا عن عادات الإفطار صباحا، بعدما كانت عادة راسخة لدى الأجداد، حيث كانت تتشكل المائدة من مأكولات مفيدة للجسم وتمنح الشعور بالشبع طيلة اليوم، إذ لا يشعر الفرد بالرغبة في الأكل إلا بعد الساعة الثانية بعد الزوال عادة، وهذا دليل على الطاقة الكبيرة التي يمنحها الفطور، لاسيما إذا كان كاملا ومتكاملا.

قال المتحدث، إن طاولة الإفطار قديما كانت تضم الحليب، القهوة، والشاي للراغبين فيه، فضلا عن المربى، العسل، الزبدة والخبز، وكانت ربات البيوت يحضرن وجبات التحلية، على غرار الحلويات أو المخبوزات التقليدية كالمسمن، الخفاف، خبز الباي وغيرها من تقاليد الطبخ الجزائري، فضلا عن الفواكه الموسمية الطازجة، أو عصائرها الطبيعية المحضرة في البيت، وكان البعض الآخر أيضا يستهلك خلال تلك الوجبة بعض مشتقات الحليب، كالجبن أو "الياغورت" الذي كان هو الآخر يحضر بطريقة تقليدية في البيت، وميزات هذه المنتجات أنها كانت طبيعية ومحضرة بعناية وبمواد جيدة، حافظت بذلك على صحة مستهلكيها وجعلتهم يعيشون طويلا دون الشكوى من أمراض مرتبطة بما يتم استهلاكه.

أشار كريم مسوس إلى أن العالم أجمع يهتم بفطور الصباح، وهناك من الدول التي أخذت الشهرة في فطور صباحها، نظرا للتنوع الذي تحتويه الطاولة بين الساعة السابعة صباحا إلى غاية العاشرة صباحا، وهذا دليل على أهمية استهلاك وجبة غنية ومتنوّعة ومتكاملة، ومن بين تلك الدول، ذكر المتحدث تركيا، وإنجلترا، فضلا على بعض دول الشرق الأوسط.

شدد المتحدث على أن الاهتمام بهذه الوجبة لا يعني أنها لابد أن تكون ثقيلة، بل بالعكس، حيث قال إن وجبة الفطور الصباحي "خفيفة"، والمقصود بذلك تناول وجبات خفيفة، على غرار البيض، القليل من الزبدة من أجل حاجة الجسم للدسم، العسل، المربى والفواكه للفيتامينات والمعادن، وكذا السكريات، تثمين بعض الخضر كالطماطم أو الخيار أو العصير أو أي سائل آخر كالقهوة والشاي لترطيب الجسم، القليل من الزيتون، وكأس حليب يمكن دائما استبداله بمشتقات الحليب، إذا تطلب الأمر، من أجل الكالسيوم. أما بالنسبة للراغبين في استهلاك العجائن أو قطعة خبز من أجل النشويات، فله ذلك على أن لا تتعدى الكمية الموصى بها، والتي تختلف من شخص لآخر، وتقاس بكف اليد، أي كل شخص يستهلك مقدار أو حجم كف يده.

في هذا الصدد، قال الخبير؛ إن تخلي العائلات عن عاداتها القديمة، أصبح يعرض صحة الطفل للخطر، حيث ذكر أن بعض الأمهات أو الآباء اليوم يعوضون فطور الصباح بوجبة خفيفة بحجة ضيق الوقت، حيث بات الوالدان عند اصطحاب طفلهما للمدرسة يقتنيان وجبة لا معنى لها وغير مفيدة للصحة، تتكون عادة من حبة "كرواسون" أو قطعة حلويات أخرى وعلبة عصير مصنع، أو علبة شوكولاطة، كلها أخطاء تهدّد صحة الطفل، إذ أن كل تلك الوجبات غنية بالسكريات وتمنح طاقة لا تدوم طويلا، لأن السكريات تتطلب ساعات جد قليلة لتحترق، وهذا ما يصيب الطفل بالشعور بالخمول قبل منتصف النهار، ويشعر حينها بالجوع، وهو ما قد يعيقه عن التركيز، الأمر الذي يضعف صحة عقله وسلامته.

فيما يخص بديل تلك السلوكيات، يقول المتحدث "تعويد الطفل على استهلاك وجبة خفيفة نافعة خلال الصباح، يعمل على تغذية عضلات الجسم بالطاقة اللازمة التي تساعده على تأدية وظائفه اليومية بطريقة جيدة، سواء كانت عضلية أو عقلية".

قدم الخبير بعض النصائح للأم العاملة التي قد تعاني من عدم استهلاك أطفالها لفطور الصباح، حيث قال إنه يمكن تحضير أساسيات مائدة الإفطار في الليل، ومساعدة الأطفال على اختيار فطور الصباح من قائمة المأكولات الموصى بها، ويمكن دائما تغليفها لاستهلاكها في الطريق إذا تأخر الطفل في الاستيقاظ، مع تعويده على ضرورة الاستيقاظ باكرا قبل موعد الذهاب إلى المدرسة بدقائق قليلة، مشددا على ضرورة تبني عادة استهلاك كوب ماء على الريق لفتح الشهية من جهة، وترطيب الجسم من جهة أخرى.