تراجع استعمال المفرقعات

تنامي الحس ونجاح التضييق الأمني

تنامي الحس ونجاح التضييق الأمني
  • القراءات: 521
نور الهدى بوطيبة  نور الهدى بوطيبة

شهدت احتفالية المولد النبوي الشريف هذه السنة تراجعا «نسبيا» في استعمال المفرقعات، وهذا ما تم ملاحظته في عدد من الأحياء لاسيما الشعبية التي عادة ما تعرف «نشوب حروب» بالمفرقعات، لتكون الحصيلة مباشرة بعد هذه المناسبة الدينية العظيمة، العديد من الجرحى، قد تصل إلى التسبب في إعاقة للبعض، ولعلّ تراجع الاستعمال يعود لأسباب مختلفة، منها تراجع القدرة الشرائية وقلة في العرض أو بكل بساطة انتشار وعي بخطورة استعمال المفرقعات، هذا ما حدثنا عنه رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك.مصطفى زبدي

ما لاحظته «المساء» خلال تجوالها في عدد من أسواق العاصمة الشهيرة بعرض المفرقعات بأنواعها، قبيل المولد النبوي الشريف، تراجع العرض بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية، حيث كانت نسبة المفرقعات المتواجدة في تلك الأسواق تثير الدهشة، لتنتشر في معظم البلديات بالعاصمة وليس في سوق محددة واحدة، وهذا أيضا ما أشار إليه عدد من التجار الذين اقتربنا منهم مؤكّدين أنّ السلعة المعروضة هذه السنة هي فقط فائض سلعة السنة المنصرمة.

في هذا الخصوص، حدّثنا رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك ومحيطه مصطفى زبدي، قائلا أنّه من خلال المعاينة التي قامت بها المنظمة ببلديات العاصمة، بهدف معرفة مدى إقبال المواطنين على المفرقعات هذه السنة، تم اكتشاف تراجع كبير لاستعمال الألعاب النارية، وهو ما استحسنه الجميع لاسيما المنظمات المهتمة بصحة المواطن وسلامته.

وأشار زبدي إلى أنّ استعمال المفرقعات هذه السنة لم يكن بنفس الحدة التي كان عليها السنوات الماضية، لاسيما الخمس سنوات الأخيرة السابقة، حيث شهدت السوق دخول أنواع جديدة من الألعاب النارية والخطيرة جدا على سلامة مستعمليها وعلى المواطنين عامة، وهذا بعدما راح ضحيتها الكثيرون وتسبّبت لهم في جروح بالغة، حتى للذين لم يستعملونها مطلقا وإنما تواجدوا في المكان والزمان غير المناسبين بسبب لاوعي البعض برميها على المارة دون إدراك الخطر الكبير الذي تشكله على سلامتهم.

وأرجع المتحدّث تراجع استعمال المفرقعات إلى ثلاثة أسباب رئيسيةـ أولها حس الوعي أو نمو روح المسؤولية لدى المواطنين بمخاطر استعمال المفرقعات، حيث قال «أدركت أخيرا بعض العائلات الخطر الحقيقي الذي تشكّله تلك الألعاب على صحة أطفالهم، فهي في حقيقة الأمر ليست ألعابا وإنّما قنابل تحمل ألوانا تثير الطفل»، وهذا الوعي حسب زبدي يعود فضله إلى الحملات التحسيسية والتوعوية التي تقوم بها العديد من المصالح منذ سنوات للحد من استعمال المفرقعات بالكشف عن المخاطر التي تعكسها على صحة الفرد.

وعلى صعيد ثان، ساهمت الإجراءات التضيقية التي فرضتها مصالح الأمن والجمارك فيما يخصّ تسويق تلك المنتجات، يضيف مصطفى زبدي، وبالتالي تراجع كبير في استعمالها، مثمنا تلك الصرامة التي طبقتها المصالح الأمنية لردع مسوقي تلك المنتجات الخطيرة عبر منافذ موازية لاسيما وان تسويق المفرقعات في المحلات النظامية ممنوع، حيث أكد أن تلك الصرامة ساهمت أيضا هذه السنة في تراجع ملحوظ لنسبة الجرحى بسبب المفرقعات والتي كشفت عنها مصالح الحماية المدنية مقارنة بالسنوات الماضية.

وفي الأخير، قال زبدي أنّ السبب الرئيسي أيضا لتراجع استعمال المفرقعات أو بالأحرى اقتنائها هو تدني القدرة الشرائية لدى المواطن، فنظرا للازمة المالية التي يعيشها الجزائري هذه السنوات الأخيرة وتراجع القوى الشرائية اختزل الكثيرون التكاليف «غير الضرورية» التي ستشكل عليهم عبئا حقيقيا في حال اقتنائها، هذا مقابل الأسعار الخيالية التي تشهدها تلك الألعاب النارية والتي كانت أسعارها هذه السنة أعلى من السنوات الماضية لندرتها وقلة عرضها في الأسواق، هذا ما دفع الفرد إلى التفكير مليا في اقتناء لعبة نارية بمبلغ كبير ثم إضرام فيها النار لتدوم المتعة لثواني معدودة دون فائدة حقيقية من ذلك.