طباعة هذه الصفحة

حديقة "الحرية" بالعاصمة

تناغم طبيعي وراحة للنفوس

تناغم طبيعي وراحة للنفوس
  • القراءات: 720
❊أحلام.م   ❊أحلام.م

تشهد حديقة "الحرية" بالعاصمة إقبالا ملحوظا للعائلات خلال أيام العطلة الدراسية، فقد نجحت في استقطاب عدد كبير من عشاق الطبيعة والجمال، بعد تزينها بألوان الورود البديعة والخضرة بتدرجاتها، وسط تغريد العصافير بمختلف أشكالها، زينتها في كل جناباتها، لتعطي الجالس فيها شعورا بالراحة والطمأنينة التي يصبو إليها الكثيرون، والذي وجده روادها، خاصة السكان القريبون منها، كما كانت مؤخرا، على موعد مع التقاليد، إذ احتضنت فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية ورقلة.

استمتع زوار الحديقة على مدار أسبوع كامل، بالعروض والأمسيات الفلكلورية التي قدمها ممثلو ولاية ورقلة، والتي تمكن بفعلها أبناء العاصمة من معرفة الإرث الثقافي الذي تزخر به الصحراء، سواء في جلسات الأنس الفلكلورية بالخيمة الوبرية، أو جلسات الشاي المميزة ولباس المنطقة التقليدي الخاص بالسيدات، على غرار الملحفة والحلي التقليدية والقشابية المطرزة. كما تعرف الزوار على الفرش التقليدي للبيت الورقلي، والمتمثل في الحصير وزربية الصوف المنسوجة،  ومشتقات السعف من أوان منزلية وقفف وأباجورات عصرية وغيرها، وهي المبادرة التي وصفها زوار المكان بالرائعة، على أمل أن يكون لها شبيه خلال الأيام القادمة، لضمان الترفيه عن الذات ومعرفة أسرار وجماليات العادات والتقاليد في مختلف مناحي الوطن.

الحديقة مترامية الأطراف، تزينت بأنواع مختلفة من الأشجار، على غرار الخيزران، التوت، الزيتون، النخيل وأنواع مختلفة من الفصائل النباتية الزهرية زاهية الألوان، من الورود بألوانها الأحمر، الوردي والأصفر، والتي خيمت بجمالها على العقول والنفوس التي تقصدها للترويح عن النفس، في صورة منتظمة يومية بالنسبة للسكان القريبين منها، أو من الزوار الذين يقصدونها مرتين أو ثلاثا في الشهر، إذ أشار عامل في الحديقة خلال حديثه إلينا، إلى أنها في استقطاب دائم للزوار، من السابعة صباحا، وقت فتح أبوابها، إلى السابعة مساء عند إغلاقها.

من المناظر الجميلة في الحديقة الغناء، حرص عمالها والقائمين عليها على نظافتها، إذ لاحظنا قيام كل فرد بعمله بكل نشاط وحيوية، فعامل النظافة قام بكنس المكان، والمكلف بالورود والأشجار أحسن التقليم لتظهر في أبهى حلة، وهو ما أكده بعض محدثينا في صورة واضحة عن الاهتمام بها، وهو ما يفسر سر جمالها، علاوة على نظافة أقفاص الطيور التي لا تزكم أنوف المتفرجين عليها، وهي إشارة إلى الاهتمام الذي يوليه لها القائمون عليها، وصورة يتمنى محبو الطبيعة ديمومتها للحفاظ على الجمال وإعطاء نظرة جميلة عن الجزائر الفاتنة، فحتى أسراب البط التي تجوب الأماكن في صورة منتظمة جماعية توحي بالطمأنينة التي تعيشها الطيور في حضنها، كما أشار إليه شاب في حديثه إلينا. وغير بعيد عنها، امتلأت الكراسي بعشاق الكتابة في حضن الجمال، من الجزائريين والسياح الذين أطلقوا العنان للقلم، ليدونوا إبداعات الفكر في حضرة الجمال الخالص، وآخرون اختاروا النقاش وسط الهدوء والسكينة التي تضمنها الخضرة وزقزقة العصافير.

أشارت سيدة كانت رفقة أختها الكبيرة في السن، إلى أنها تجد متعة كبيرة في الدخول للحديقة ومشاهدة عصافير الحب القاطنة في القفص الكبير، وهي تغرد وترقص في ذهاب وإياب بألوانها الزاهية، إلى جانب أنواع أخرى من الطيور، على غرار الطاووس، الديك الصيني والديك العربي الذي يشد انتباه كل من يشاهده، إلا أنها تأسفت عن إغلاق متحف الآثار الإسلامية قائلة "إن أبوابه موصدة منذ مدة، فحبذا لو يفتحها القائمون عليه للزوار المتعطشين له، إنه إرث كبير لابد من إظهاره وليس غلق بابه".