طباعة هذه الصفحة

نوال لحول رئيسة جمعية الحياة لـ"المساء":

تمييزمرضى"الآيدز" ينتهك حقهم ويؤثر على نفسيتهم

تمييزمرضى"الآيدز" ينتهك حقهم ويؤثر على نفسيتهم
نوال لحول رئيسة الجمعية الوطنية لمرضى وحاملي السيدا "الحياة" نور الهدى بوطيبة
  • القراءات: 1560
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

أوضحت نوال لحول رئيسة الجمعية الوطنية لمرضى وحاملي السيدا "الحياة"، أن المصابين بداء فقدان المناعة البشري في الجزائر يعانون الكثير من المشاكل الاجتماعية، بالتالي تنعكس على صحتهم النفسية، بسبب نظرة المجتمع لهم يربطون وضعيتهم الصحية مباشربعلاقات غير الشرعية، مشيرة إلى أن نقص "المعلومة" لدى المجتمع هي التي تؤدي إلى انتهاك حقوق المصابين الإنسانية، التي تأتي بسبب الوصمة والتمييز اللذين يلازمانهم فور إصابتهم ومعرفة الآخرين بها.

تقول المتحدثة، أن المعاناة الحقيقية التي يعيشها المصاب بالسيدا، نفسية أكثر منها جسمانية، فالعالم اليوم يتجند لمحاربة هذا المرض لا المريض، حيث يزيد التهميش والخوف من الأحكام المسبقة للمصابين، الأمر الذي يدفعهم إلى الانطواء والاختفاء، وأحيانا محاولة انتحار بعضهم.

في هذا الخصوص، قالت لحوال أن الجمعية؛ احتكت  في العديد من المرات بأشخاص اكتشفوا إصابتهم بالمرض بعد تشخيص حالتهم المصلية، ويكون أول شعورهم بعد ذلك صدمة نفسية حادة، يشعرون بألم داخلي يفقدهم الأمل بالحياة، مما يجعلهم يعبرون عن رغبتهم في الموت والانتحار، وتضيف "لا يكون السبب المرض في حد ذاته، وإنما الشعور "بالعار" والاختلاف عن باقي الأشخاص الأسوياء، خوفا من نظرة المجتمع التي تحكم عليهم بالخزي وتنفرمنهم خوفا من انتقال العدوى، لاسيما بالنسبة للذين يجهلون أن مرض السيدا يمكن التعايش معه دون خطر العدوى في إطار احترام نظام معيشي محدد".

تهدف الجمعية، حسب رئيستها التي حدثتها "المساء"، على هامش فعاليات إحياء اليوم العالمي لمكافحة فقدان المناعة البشري "الآيدز"، مؤخرا، إلى التكفل النفسي بالمصابين بالداء، حيث تمدهم الجمعية بفضل المختصين والخبراء الذي ينتمون إليها بيد العون، وفق مبدأ "اليد في اليد" لمرافقتهم، ومساعدتهم على تخطي مرحلة الصدمة، وتقبل المرض وتسطير نظام حياة جديد وفق بعض الروتين المختلف، كأخذ الأدوية في أوقاتها بإنتظام والقيام بالتحاليل اللازمة من فترة لأخرى.

تضيف رئيسة الجمعية أن إعطاء معلومات عن حقيقة المرض ليس بالأمر الهين وسط المجتمع، لاسيما في وسط يعتبر هذا الداء، أو مجرد الحديث عنه، من الطابوهات الاجتماعية التي لا يجوز الحديث عنها، تقول "لكن ما يجب معرفته أن هذا الداء ليس بالمرض الخبيث ويمكن التعايش معه لأكثر من 30 سنة، وفق نظام حياة خاص لا يختلف عن الشخص العادي، وهو لا ينتقل عبر الهواء أو اللمس أو اللعاب، وإنما عن طريق الدم والعلاقات الجنسية، لكن إذا أحسن التكفل به بالدواء يصبح الشخص قادرا على الارتباط والزواج وإنجاب أطفال أصحاء، ويصبح دور الدواء، تثبيط نشاط المرض وحماية المحيطين بالمصابين من الزوجة والأطفال".

أشارت المتحدثة إلى أن فاقدي المناعة المكتسبة هم أشخاص يمكن العيش رفقتهم، فالهدف من خلق جمعية خاصة بهم لا يعني جمعهم وحصرهم في مكان واحد، إنما بالعكس، مساعدتهم في مرحلة أولى على التآزر فيما بينهم ليشعروا بالانتماء وأنهم ليسوا أشخاصا مختلفين، تقول "هناك حالات عديدة تعيش نفس المعاناة الصحية. تأتي في مرحلة ثانية، مساعدتهم على الاحتكاك مع المجتمع وخروجهم من قوقعتهم للاندماج مع باقي المجتمع، مع العمل وتكوين أسرة مبنية على الصراحة وحقيقة المرض وليس التخفي والعيش في الأكاذيب".

على صعيد آخر، قالت نوال لحول، أن المقصود بالتكفل النفسي هو التعريف بالمرض لا أقل ولا أكثر، فاكتشاف حقيقة هذا المرض حتى وإن لم يوجد له علاج إلى حد الساعة، إلا أنه بات من الممكن التعايش معه، مضيفة أن الفيروس لا ينتقل من خلال التعايش اليومي مع مريض "الآيدز" ، فهو لا ينتقل بالمصافحة بالأيدي أو اللعب والأكل المشترك، كما أنه لا ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي أو بزيارة المريض في المستشفيات، ولا بالجلوس إلى جواره.

أوضحت المتحدثة أن التكفل النفسي بالرجال أصعب من التكفل بالنساء، فالمرأة يسهل عليها تقبل المرض نسبيا مقارنة بالرجل الذي يضعف بسبب اكتشافه حقيقة المرض، ويعتبره نهاية لحياته الطبيعية، في حين المرأة يكون لها أمل في الحياة بعد معرفتها إمكانية الزواج وإنجاب الأطفال، حتى وإن كانت مصابة، فالأمر يشعرها بالراحة والرغبة في مكافحة المرض والعيش في سلام مع نفسيتها وتقبل المرض.