أحسن بوفنيسة رئيس جمعية ”تضامن آيدز”:

تمويل بعض المشاريع لفائدة المرضى يرفع عنهم التهميش

تمويل بعض المشاريع لفائدة المرضى يرفع عنهم التهميش
أحسن بوفنيسة رئيس جمعية ”تضامن آيدز” ت: رشيدة بلال
  • القراءات: 649
حاورته: رشيدة بلال حاورته: رشيدة بلال

اختار رئيس جمعية تضامن آيدز، أحسن بوفنيسة، تزامنا وإطلاقه مؤخرا، حملة تحسيسية للتوعية ضد داء السيدا في 13 مقاطعة إدارية بالعاصمة، أن يجدد طلبه عبر وسائل الإعلام لوزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة من أجل الموافقة على مشروع الجمعية، الرامي إلى تمويل بعض المشاريع لفائدة مرضى السيدا، مشيرا في تصريحه لـ«المساء، إلى أن هذا المشروع يطرح على الوزارة للمرة الثالثة على التوالي، ولم يلق الرد رغم أهميته في تحسيس المرضى بنوع من الاهتمام.. وعن تقييمه للحملة التحسيسية ودرجة وعي المجتمع بهذا الداء، كان هذا اللقاء.

بداية، كيف تقيم تفاعل المواطنين مع حملتكم التحسيسية حول السيدا؟

❊❊ تدخل الحملة التحسيسية الواسعة التي أطلقتها الجمعية في إطار تنفيذ البرنامج السنوي، تفعيلا للاتفاقية المبرمة مع مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر المكلفة بتمويل الحملة، حيث تمكنا كبداية، من  التحسيس عبر خمس بلديات، ومنها بلدية الجزائر الوسطى، العاشور، الحمامات وبئر توتة. وفيما يخص التفاعل، فقد كان متباينا من بلدية لأخرى، ففي الوقت الذي دفع فيه الوعي بالمواطنين في بعض البلديات، على غرار بلدية الحمامات، إلى التقرب من الأجنحة والاستفسار عن كل ما يتعلق بمرض السيدا والتشخيص، وقفنا في بلديات أخرى عند لامبالاة  المواطنين، وكأن الداء لا يعنيهم أو أنهم معصومون عن الإصابة به، رغم أن الواقع يشير إلى أن الكل معني بالإصابة، في ظل جهل بعض طرق انتقال الداء.

إلى ماذا ترجع لا مبالاة البعض اتجاه مثل هذه الحملات التحسيسية؟

❊❊ في اعتقادي، لا مبالاة البعض مرجعها اعتقادهم أن السيدا لا يعنيهم، وأن إصابتهم به تظل احتمالا مستبعدا، وهو المفهوم الخاطئ الذي لا يزال راسخا لدى الكثيرين، بشهادة المصابين أنفسهم الذين اكتشفوا إصابتهم في الوقت الذي كانوا يعتقدون أنه أمر مستحيل، هذا من ناحية. من جهة أخرى، أعتقد أن المواطنين في مجتمعنا لا يملكون استعدادا للتثقف من الناحية الصحية، ولا يزال السيدا من أمراض العصر التي يخشى البعض حتى الحديث عنها، مما يجعلنا نؤكد في كل مرة أن مجتمعنا عندما يتعلق الأمر بـ«الآيدز فهو مجتمع معقّد وبحاجة إلى تغيير العقليات، وهو السبب الذي يجعلني كجمعية، لا أربط نشاطي التحسيسي باليوم العالمي، إنما أبرمجه على مدار السنة على شكل أبواب مفتوحة.

ألا تعتقد أن التحسيس بتوزيع المطويات لم يعد فعالا؟

❊❊ طبعا لا، التوعية والتحسيس بالخروج إلى الساحات العمومية والاحتكاك بأفراد المجتمع، ونصب الأجنحة وجعل المختصين والأطباء في خدمة الباحثين عن أجوبة لأسئلتهم، وتمكينهم من القيام بتشخيصات مجانية للاطمئنان على سلامتهم وصحتهم، يعتبر من أنجح الطرق المعتمدة حتى في الدول المتقدمة، عند التوعية ببعض الأمراض أو الآفات، ومن ثمة أعتقد أن الخلل ليس في الطريقة الكلاسيكية التي كانت ولا زالت من أحسن الطرق للفت انتباه الناس، إنما يتمثل الإشكال في الموضوع الذي يجري تناوله، مثل السيدا الذي كان ولا يزال من الطابوهات التي يرفض الجزائري البحث فيها، ومن ثمة لا أزال أعتقد أننا بحاجة إلى تغيير العقليات، وهو على العموم التصور الذي تكون لدي على مدار 20 سنة في الميدان في مجال التوعية ضد هذا الداء. من جهة أخرى، أظن أننا في هذا الوقت بالذات، يفترض أن نكون قد تجاوزنا مرحلة التعريف بالداء وطرق الانتقال، ونعمل على التحفيز على التشخيص والتكفل بالمصابين ومرافقتهم وهذا أيضا واحد من العراقيل التي جعلت عملنا لا يزال في بدايته.

بالحديث عن التشخيص، هل تم اكتشاف بعض الحالات خلال الحملة؟

❊❊ سبق للجمعية أن أطلقت حملة للتوعية ضد السيدا في شهر أوت المنصرم، وامتدت إلى غاية نهاية أكتوبر الفارط، نتج عنها اكتشاف أربع حالات من بين 180 شخصا تقدموا للفحص. أما بالنسبة للحملة التي تم إطلاقها في شهر نوفمبر، فلم يجر إلى حد الآن تسجيل أية حالة، في انتظار الانتهاء من تقديم آخر التحاليل، غير أنني أعتقد أن تسجيل بعض الحالات وارد، وهو ما يظهر من خلال الحالات التي تقدمت إلى التشخيص وظهرت عليها بعض علامات المرض.

ما نوع الأسئلة التي ترددت على ألسنة الوافدين على المختصين؟

❊❊ زار المختصون في مختلف البلديات التي مستها الحملة التحسيسية،  مواطنين من مختلف الشرائح العمرية، حيث احتكوا بالأخصائي النفساني والطبيب، بينما توجه البعض الآخر إلى طلب التشخيص، وكانت على العموم معظم الأسئلة منصبة حول طرق انتقال السيدا والمدة التي يظهر فيها الداء، وآليات التكفل المتاحة.

ماذا عن الجهود المبذولة في سبيل رفع التهميش عن مريض السيدا؟

❊❊ لايزال مريض السيدا يعاني من التهميش ونظرة المجتمع القاسية خوفا من العدوى، لذا يجد صعوبة كبيرة في الإفصاح عن مرضه، أو تناول أدويته أمام الغير. في المقابل، اهتدى البعض منهم إلى الاستنجاد بالجمعيات، أملا في إيجاد من يشعرهم بالاهتمام ويخفّف من معاناتهم.

في المقابل، قابلت جمعيتنا هذا الوضع بالتخلي عن طريقتها التقليدية في التعامل مع المرضى بطلب الانخراط، وترك الجمعية مفتوحة لكل راغب من المرضى التقرب منها من أجل التكفل به نفسيا، ومساعدته على تخطي قسوة المجتمع.

هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ الجزائر تبعا لما كشفت عنه وزارة الصحة، تحصي 2000 مريض بـ«السيدا يخضعون للعلاج، وبالنظر إلى العدد الكبير، نوجه كجمعية  ونحن نحيي اليوم العالمي لداء السيدا، دعوة للمواطنين كي يهتموا بصحتهم أكثر، من خلال القيام بالفحوصات والتشخيصات اللازمة في أوانها.