رئيسة جمعية ”حورية المرأة الجزائرية”:

تمكين المرأة اقتصاديا يحفظ أسرتها

تمكين المرأة اقتصاديا يحفظ أسرتها
  • القراءات: 1314
رشيدة بلال رشيدة بلال

تولي جمعية ”حورية المرأة الجزائرية” منذ تأسيسها سنة 2016، اهتماما كبيرا للنساء، عن طريق توعيتهن والسعي إلى تطوير مهارتهن، عبر جملة من الأنشطة التفاعلية، على غرار الندوة التي بادرت الجمعية إلى تنظميها مؤخرا، بعنوان ”التمكين الاقتصادي للمرأة ”، والتي حملت شعار ”امرأة متمكنة من أجل أسرة ناجحة”. فتحدّثت ”المساء” إلى رئيسة المكتب الولائي للجمعية، السيدة دليلة حسين، عن الغاية من تمكين المرأة اقتصاديا.

تقول رئيسة المكتب الولائي للجمعية في بداية حديثها، بأن الجمعية لطالما اهتمت بتوجيه وتدريب وتكوين ومرافقة النساء بداية بالماكثات في البيت، بالنظر إلى ما يملكنه من طاقة غير مستغلة أو لا يعرفن كيف يستغلنها، ”فقمنا بتوجيههن إلى اكتساب مهارات أو توظيف ما لديهن منها، بالتكوين وتعلّم أبجديات التسويق للمنتجات التي كانت عبارة عن مطروزات يدوية وحلويات تقليدية وجافة ومختلف المعجنات”. مشيرة في السياق، إلى أنّ المرافقة شملت أيضا بعض الخدمات، كالتنظيف وكيفية الإشراف وتقديم الخدمة في بعض الأنشطة، كالحفلات والأعراس.

حسب محدثتنا، لم يقتصر نشاط الجمعية على المرافقة والمتابعة، بل تعداه إلى الإشراف على تنظيم معارض تسوّق فيها مشغولات النساء المنتجات، أو اللواتي لم يحصلن على فرصة لعرض منتجاتهم والاحتكاك بالجمهور، تقول ”نظمنا عددا منها في كل من بلديات الجزائر الوسطى، رايس حميدو، سيدي محمد، والقبة وكان التفاعل كبيرا مع المواطنين، خاصة النساء اللواتي يملكن مهنا ولا يعرفن كيف يستثمرن فيها”.

ردا عن سؤال ”المساء” عن أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة الذي شكّل محور الندوة التفاعلية، التي احتضنها المركز الثقافي ”العربي بن مهيدي” ببلدية الجزائر الوسطى مؤخرا، وعرفت حضور عدد من الأساتذة المختصين في الاقتصاد، أشارت السيدة دليلة حسين إلى أنّ الخبرة الميدانية التي اكتسبتها الجمعية على مدار ثلاث سنوات من العمل في مجال مرافقة النساء، دفعتها إلى الذهاب إلى أبعد من هذا، وتقول ”أقمنا مشاريع مصغرة لفائدة النساء، كتربية النحل وصناعة الحلويات، وفي المجال الخدماتي كتكوين وتدريب الشباب أو التمريض المنزلي”. ومن هنا، ظهرت الحاجة إلى ضرورة تمكينهن من الناحية الاقتصادية،  ليتسنى لهن معرفة كيفية النجاح في تسيير المؤسسة، خاصة من الناحية المالية، لاسيما أنّ الفئة المستهدفة؛ مطلقات معيلات وأرامل ومن لم يسبق لهن الزواج وليس لهن معيل، بالتالي هن بحاجة ماسة إلى مثل هذا التوجيه”.

الهدف من التمكين الاقتصادي للمرأة، حسب رئيسة الجمعية، هو الحفاظ على الأسرة ومساعدتها لتوفير حياة كريمة لأفرادها، وإشراكها في عجلة الإنتاج لتحقيق نماء اقتصادي حقيقي، وهو ما سلط عليه الضوء ـ تقول محدثتنا ـ ”ركّز الدكتور موسى قيطاري المشارك في الندوة، على ما يسمى بالذكاء المالي وكيف تستطيع الأسرة أن توفّر مبالغ تنفعها توفرها فقط من ترشيد الاستهلاك”.

لتمكين النساء من فهم ماهية التمكين الاقتصادي، تمت الاستعانة أيضا، حسب محدثتنا، بأفكار الأستاذ محمد آيت طاهر، الذي ألحّ على ضرورة توجيه المجتمع المدني لمثل هذه المشاريع التي تدعم في آخر المطاف مؤسسات الدولة، بينما شرح الدكتور فارس مسدور كيف يمكنهن المساهمة في العملية الاقتصادية بمشاريع قد تبدو للوهلة الأولى بسيطة، غير أنها في حقيقية الأمر غاية في الأهمية، بالنظر إلى دورها في تحقيق الاكتفاء الذاتي، والقضاء على البطالة، بخلق فرص عمل جديدة.