بساحة البريد المركزي

تلمسان تحط ضيفة شرف بمعرض الصناعة التقليدية

تلمسان تحط ضيفة شرف بمعرض الصناعة التقليدية
  • القراءات: 1492
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أشار السيد رضا يايسي، رئيس فيدرالية الحرفيين والصناعة التقليدية، إلى أن اختيار مدينة تلمسان كضيف شرف لمعرض الصناعة التقليدية الذي نُظم مؤخرا في ساحة البريد المركزي بالعاصمة، هو للتعريف بما تزخر به هذه المدينة، التي تُعد مدينة الفن والتاريخ، وهذا في إطار البرنامج الذي نظمته الفيدرالية للترويج للمنتج المحلي والصناعة التقليدية اليدوية.

ولقد أوضح المتحدث على هامش المعرض، أن الفيدرالية حققت 70 بالمائة من الأهداف التي سطرتها، مضيفا أن ما تسعى إليه هو الترويج للمنتج المحلي، الذي يُعتبر جزءا من الهوية الوطنية، كما خلق فضاء من خلال تنظيم معرض في ربوع الوطن لتبادل الخبرات في إطار تكوين وجذب الشباب للعمل والتخصص في الصناعات التقليدية من أجل الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الأصيل.

على صعيد آخر، اقتربنا من بعض الحرفيين من ولاية تلمسان والذين عرضوا مختلف منتجاتهم التي جادت بها الأنامل في ساحة البريد المركزي، حيث لاحظنا الإقبال الهائل للزوار منذ أولى ساعات النهار، الذين يتوافدون على أجنحة المعرض لاكتشاف تقاليد تلك المنطقة التي تزخر بعادات وتقاليد فسيفسائية، حيث تشتهر بصناعتها التقليدية الأصيلة وحرفها القديمة المتنوعة، إذ تخصَّص رجال ونساء منذ عقود من الزمن في الحرفة اليدوية، ونقلوا تلك المهارة إلى أبنائهم وأحفادهم، لتكون اليوم الصناعة التقليدية قطاعا هاما جدا، ساهم في تنمية التجارة المحلية بمدينة تلمسان.

حول هذا حدّثنا الحرفي محمد فوزي من ولاية تلمسان، مختص في صناعة المجوهرات التقليدية «التلمسانية»، قائلا: «إن مدينة تلمسان تَعدّ العديد من الصنّاع «الماهرين» في صناعة كل ما هو تقليدي، وتخصصهم يكمن، بصفة خاصة، في كل ما يتعلق باللباس التقليدي لتلمسان؛ من المجوهرات كالجبين، الخلخال، المحزمة، البزيم، الزروف وغيرها إلى جانب القفطان، المنسوج، الحايك وغيرها، كما إن هناك عائلات تخصصت في صناعة الأفرشة يدويا»، مضيفا أن الآباء والأجداد قديما كانوا يكرسون حياتهم لممارسة بإتقان وحب شديدين، حرفهم اليدوية وإبداع تشكيلة بديعة من المنتوجات ذات الذوق الفني الرهيف، شكلت عبر العصور مفخرة السكان ومصدرا لكسبهم.

وقال الحرفي إن الصناعة التقليدية اليوم في تلمسان أصبح كل تخصص فيها يُنسب إلى اسم عائلة معيّنة، وهذا راجع إلى كون سلالة تلك العائلة تخصصت في حرفة ما، وهو دليل على أن سكان تلمسان لايزالون يحافظون على صنعة الأجداد، فمهما كانت الحرفة يحاول الأبناء جاهدا التخصص فيها ومواصلة مسيرتهم المهنية وفقها، وهذا ما يجعل من المدينة تجارية، مختصة في الحرف اليدوية، ويعتبرها البعض مرجعا أساسيا عند محاولة اقتناء الألبسة التقليدية لغرب الوطن.

وقال الحرفي الذي عرض تشكيلة مختلفة من المجوهرات التقليدية المصنوعة بالفضة والنحاس والجوهر، إن الحرفيين من ولاية تلمسان يعملون جاهدا للحفاظ على صنعتهم المتوارثة أبا عن جد بغيرة كبيرة لكي تصمد ولا تندثر أمام تيارات العصرنة، إلى جانب الصعوبات المترتبة عن قلة المواد الأولية أو غياب الفضاء الخاص بترويج المنتج، فضلا عن عزوف الأجيال الصاعدة عنها.

وأكد نفس الحرفي أن سكان مدينة تلمسان لايزالون يقبلون «وبشدة» على المنتجات التقليدية، لاسيما اللباس التقليدي، الذي يُعد جزءا لا يتجزأ من عادات الزفاف بهذه المنطقة، مثل الشدة التي تُرفق بمجوهرات تغطي حوالي 50 بالمائة من جسم العروس.