جمال فورار مدير الوقاية لدى وزارة الصحة لـ«المساء”

تلقيح حيواناتنا الأليفة ينم عن روح المسؤولية

تلقيح حيواناتنا الأليفة ينم عن روح المسؤولية
  • القراءات: 1897
❊  نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

غالبا ما يلح الكثير من الأطفال على آبائهم، اقتناء حيوان أليف وتربيته داخل المنزل، في علاقة جميلة ومتبادلة بين الطفل والحيوان، إذ يجد الصغير راحته مع تلك الكائنات الطريفة، فهناك من يستجيب للأبناء وهناك من يرفض الأمر، بسبب أفكار مسبقة عن الحيوانات المنتشرة، دون دراية بالآثار السلبية أو الإيجابية لتربية الحيوانات الأليفة في المنزل، لكن الأمر مسؤولية كبيرة، وهي ثقافة حقيقية على الفرد التمتع بها قبل التفكير في اصطحاب حيوان من بيئته لبيئة جديدة.

في هذا الصدد، أوضح فورار الذي يعد عضوا في اللجنة الوزارية المكلفة بالبرنامج الوطني للقضاء على داء الكلب، أن هناك تباينا بين الأولياء في قبول فكرة تربية الأطفال للحيوانات الأليفة في المنازل، إذ يرفض البعض هذا الأمر، نظرا لما يسببه من متاعب في إطار التربية والاهتمام، والنظافة التي يجب دائما أن يسهر عليها مربي الحيوان، خصوصا داخل المنازل التي تفتقر لمساحات خضراء أو تتميز بضيق المساحة، كما أن بعض الأولياء يتخوفون من تعرض أطفالهم للإيذاء أو الإصابة بالأمراض، في حين أن البعض لا يرغب فقط في تحمل مسؤولية إضافية متعلقة بالاهتمام بكائن جديد، وإيلائه الاهتمام والرعاية اللازمة.

أكد فورار أن تربية الحيوانات الأليفة له تأثير كبير على الطفل، إذ أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يربون حيوانات تزيد لديهم عملية إفراز الهرمونات المسؤولة عن السعادة والبهجة والاسترخاء، باعتبار تلك الكائنات مسلية وتمنح الشعور بالرفقة. مضيفا أن لتربية حيوان أليف داخل البيت أصول تشكل ثقافة كاملة، مشيرا إلى أن تربيتها داخل المنزل ليست ثقافة غريبة على المجتمع العربي، ولا على الأمة المسلمة، فبعض الأحاديث تؤكد أن الرسول عليه الصلاة والسلام، كانت له هرة تنام عنده، وكان يتوضأ من الماء الذي تشرب منه، وهذا دليل على طهارتها، مشيرا إلى أن الجزائريين لهم ثقافة تربية ثلاثة حيوانات أساسية؛ القطط، الكلاب والعصافير، وكل منها يتطلب رعاية خاصة بها، تحميها من الإصابة بأمراض، ومنه وقاية صاحبها منها.

أضاف المتحدث أن تربية حيوان أليف تتطلب بعض القواعد، وتختلف الظروف المعيشية بين عهد النبي وبين العصر الحديث، حيث ظهرت العديد من الأمراض والأوبئة التي لم تكن معروفة آنذاك، إلى جانب اللقاحات التي تطورت في هذا المجال، والتي تساهم في تبني تلك الحيوانات وتفادي الإصابة بالأمراض.

شدد الدكتور على أن الحيوانات الأليفة لها حقوق عند تبنيها وإخراجها من بيئتها إلى بيئة جديدة، وأول ما يجب القيام به هو التلقيح، يضيف فورار، فتلقيح تلك الحيوانات يجعلها أليفة حقيقة، ولا تشكل خطورة على الصحة، خصوصا القطط والكلاب، لأنها عادة حيوانات تحتك كثيرا بصاحبها ولعبها، يتضمن العض والخدش واللعق، فإذا حملت فيروسات ستنقل عدواها للإنسان، على غرار داء الكلب الخطير.

أضاف المختص أن نظافتها أيضا مهمة جدا، إذ يستوجب الأمر تنظيف موضع نومها وتخصيص مكان لقضاء حاجاتها، كل هذا كفيل بحماية أفراد العائلة من الإصابة بعدوى البكتيريا والميكروبات، كما أن إطعامها وتوفير ما تحتاجه من تغذية أمر في غاية الأهمية.

في الأخير، أكد المتحدث أن الوزارة الوصية تساهم في كل مرة، في تنشيط حملات تحسيسية وتوعوية حول ثقافة تربية الحيوانات، والوقاية من الأمراض المنجرة عنها، حتى يدرك الفرد كيف يتعامل مع حيوانات أليفة في حالة ما إذا رغب في تربيتها.