سلوك وصفته مفتشة التربية زهرة فاسي بالعدوانيّ

تلاميذ ينتقمون بتمزيق الكراريس وتحطيم الكراسي والطاولات

تلاميذ ينتقمون بتمزيق الكراريس وتحطيم الكراسي والطاولات
مفتشة التربية الأستاذة زهرة فاسي
  • 666
رشيدة بلال رشيدة بلال

تَحوّل رمي الأدوات المدرسية في الشوارع وأمام المؤسسات التعليمية، إلى ظاهرة تتكرر مع نهاية كل موسم دراسي، يعبّر، من خلالها، بعض التلاميذ بطريقتهم الخاصة، عن فرحتهم الممزوجة بالعنف؛ كنوع من التنفيس عن الضغوط التي عاشوها طيلة الموسم. غير أن الملاحَظ أن الظاهرة لم تتوقف عند هذا الحد، وإنما تعدته إلى ممارسة بعض أعمال الشغب، الممثلة في تحطيم الكراسي والطاولات، وهو الأمر الذي وصفته مفتشة التربية الأستاذة زهرة فاسي، بغير المقبول وإن كان لديه ما يبرره، والذي يتطلب إيجاد حلول علاجية له قبل أن يتخذ أشكالا أخرى.

تداول، مؤخرا، نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورتين مختلفتين عن الطريقة التي عبّر من خلالها التلاميذ، عن توديع مدارسهم التي احتضنتهم طيلة موسم دراسي كامل. ففي الوقت الذي لقيت الصورة الملتقطة من مؤسسة تربوية بولاية بجاية، إعجاب الكثيرين بعدما عمد التلاميذ إلى تنظيف قسمهم وترتيبه، نجد، في المقابل، صورة ثانية تحمل الكثير من الدلالات، حيث سعى المنتسبون إليها، لتحطيم وتكسير كل ما كان موجودا في القسم، من طاولات وكراسي، وهي الصورة التي لقيت ردود أفعال مختلفة، تباينت بين تبريرها ورفضها، غير أن المؤكد الذي اجتمعت حوله الآراء، أن التلميذ بالطريقة التي يعبّر فيها عن توديعه مدرسته من خلال رمي الكراريس وتمزيقها في الشوارع وتكسير بعض المعدات، إنما يعبّر من خلالها، عن الحالة النفسية التي كان يعاني منها، والتي انتهت بانتهاء الموسم الدراسي.

وهو ما تؤكد عليه مفتشة التربية الأستاذة زهرة فاسي، التي أوضحت في تصريح خصت به "المساء"، أن الظاهرة سبق لها أن درستها في 2011، بعدما بدأت في مؤسسة تعليمية ببلدية سيدي موسى، تقول: "ما لفت انتباهي كرد فعل بعدما أقدم التلاميذ بالثانوية على حرق القسم، وشد انتباهي، أنه منذ 2011، عرفت الظاهرة تفاقما! فبعدما كان التلميذ يقوم بتمزيق كراريسه وكتبه أمام المؤسسة، اليوم أصبح يتعدّى على المؤسسة التعليمية! وإن لم يتم حمل هذه الظاهرة على محمل الجد، فقد نصل في السنوات القادمة، إلى تخريب مؤسسات بكاملها!".

وحسب المتحدثة، فإن السبب في تفاقم الظاهرة، أنها ظلت عبارة عن حدث اجتماعي يجري التعليق عليه على مواقع التواصل الاجتماعي، والاكتفاء بالتصريحات على شاشات التلفزة، غير أن الواقع التربوي أو العمل الميداني مغيَّب تماما! فالكل يعلّق؛ من نقابات، وجمعيات أولياء التلاميذ، ولكن الواقع التربوي يعيش هجرانا فظيعا في غياب حلول علاجية!".

وأرجعت المفتشة سبب وجود هذه الظاهرة، إلى المؤسسة التربوية في حد ذاتها، تقول: "وفي اعتقادي، مثل هذه التصرفات لا تعبّر مطلقا، عن فرحتهم بنهاية العام الدراسي، وإنما هو سلوك عدواني انتقامي نتيجة ما عاشوه خلال العام الدراسي، من ضغوط بسبب التأثير السلبي للدروس الخصوصية الذي يولّد لديهم ضغطا، وتسريب الأسئلة من طرف أبناء بعض المعلمين، وعدم فهم المنهاج الدراسي، إلى جانب العنف الممارَس على التلميذ من بعض الأساتذة أو من الإدارة في حد ذاتها، أو من التلميذ تجاه معلمه، ناهيك عن حشو الدروس، وعدم القدرة على فهم المنهاج، كل هذه الأمور جعلت المتعلم ينفّس عن غضبه وكبته في نهاية الدراسة بمثل هذه التصرفات العدوانية".

وردّا على سؤالنا حول ما إذا كان سلوك التلميذ مبررا، تجيب المتحدثة: "إقبال التلميذ على مثل هذه التصرفات يدل على وجود مشكل ما، يتطلب معالجته، وفهم أسباب مثل هذه التصرفات"، مضيفة: "لا بد من معالجة العديد من المشاكل التي تعاني منها المنظومة التربوية؛ كمحاربة الدروس الخصوصية، وتكفّل المؤسسة التعليمية بالدعم بطريقة عادلة، ومحاربة العنف المدرسي لتتغير نظرة التلميذ إلى مؤسسته التعليمية".