أطلقتها جمعية ”الرحمة”

تكييف الشواطئ لتمكين المعاقين من الاستجمام

تكييف الشواطئ لتمكين المعاقين من الاستجمام
  • القراءات: 2532
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

تُعد شواطئ البحر من أكثر المناطق التي تستهدف المواطنين على اختلاف شرائحهم العمرية في موسم الصيف، حيث تتجه أنظار الكبير قبل الصغير إلى البحر بمجرد أن تلوح في الأفق أولى خيوط الشمس الحارة. ولتحقيق مبدأ التكافؤ في الفرص حتى في مجال الترفيه، فكّر بعض الفاعلين في جمعية الرحمة، في إطلاق مبادرة من شأنها أن تمكن ذوي الإعاقة من الوصول إلى البحر، والاستمتاع بزرقته من خلال الشروع في تكييف الشواطئ؛ خدمة للمعاقين.

رغم أنّ مبادرة تكييف الشواطئ لفائدة شريحة ذوي الإعاقة ليست بالجديدة، حيث سبق للسيدة فريدة جبالي المكلفة بالشؤون الاجتماعية والثقافية بالمجلس الولائي للعاصمة، أن أطلقتها على مستوى ميناء الجميلة ولقيت المبادرة استحسانا كبيرا من هذه الشريحة بعدما أصبح لديها مكان خاص بها وكل القابلية للالتحاق بالبحر والاستمتاع بزرقته، لكن الحاجة إلى إعادة إطلاقها تحولت إلى ضرورة، الأمر الذي دفع بجمعية الرحمة الخيرية إلى التكفل بالفئات الهشة والفقيرة بالتعاون مع بعض المعاقين للتفكير في إعادة إطلاق  الحملة التضامنية مع انطلاق موسم الصيف هذه السنة. وحسب رئيسة الجمعية السيدة سامية طواهرية ملياني كما جاء في حديثها مع المساء، فإنّ التفكير في هذه المبادرة جاء بناء على اقتراح تقدمت به فئة من المعاقين؛ طلبا للعون، لتمكينهم من الاستمتاع بموسم اصطياف ممتع. وبعد أن تم بلورة الفكرة على مستوى مكتب الجمعية بادرت بعرضها على بعض  رؤساء البلديات وبعض الجمعيات والمتطوعين من أجل تهيئة بعض الشواطئ؛ من خلال إنجاز مسالك تمكن المعاقين من الوصول إلى الشواطئ من دون أي متاعب، مشيرة إلى أن التجربة الأولى يُنتظر أن يتم إطلاقها على مستوى شاطئ ديكا بلاج بالعاصمة، الذي يُعتبر الشاطئ النموذجي الأول، ومن ثمة يجري تعميم الفكرة وتهيئة شواطئ أخرى.

من جهة أخرى، أوضحت رئيسة الجمعية أنّ الشعار الذي رفعته الجمعية بالنسبة لموسم الاصطياف هذه السنة، هو تخصيص فضاءات لفائدة المصطافين، ولا يقتصر الأمر، حسبها، على شاطئ واحد فقط، وإنما يُنتظر أن تمس العملية أكبر عدد ممكن من الشواطئ حتى يتسنى لأكبر عدد من المعاقين بمختلف البلديات، التمتع بموسم اصطياف مريح، ويستمتعوا بأجواء ممتعة كغيرهم من الأشخاص العاديين. وعن طريقة تكييف الشواطئ لتسهيل وصول المعاقين إليها، أوضحت المتحدثة أن التكييف يتمثل في صنع ممرات خاصة تسهل وصول المعاق حركيا إلى شاطئ البحر بدون أن يحتاج إلى مساعدة من شخص آخر، فضلا عن مطالبة، في إطار التعاون والتضامن مع الفئات الهشة، القائمين على الشواطئ بتأمين طاولات ومظلات خاصة لفائدة المعاقين بصورة مجانية، وتخصيص مساحات خاصة للمعاقين لتحقيق مبدأ التكافؤ في الفرص.

والهدف المرجو من إطلاق مبادرة تكييف الشواطئ، كما أشارت المتحدثة، إشعار المعاقين بأنهم، كغيرهم، لديهم الحق في الترفيه والاستجمام من جهة، وفي الوصول إلى تحقيق مبدأ الصيف والترفيه حق للجميع، مشيرة إلى أن الجمعية بادرت لأول مرة، بتفعيل فكرة تهيئة الشواطئ تضامنا مع ذوي الاحتياجات الخاصة. ويُنتظر أن تتحول إلى تقليد لدى الجمعية، تبادر به مع كل موسم اصطياف