ديوان مؤسسات الشباب ببومرداس

تكوين في طرق الاتصال لإعادة استقطاب اهتمام الشباب

تكوين في طرق الاتصال لإعادة استقطاب اهتمام الشباب
  • القراءات: 1538
❊ حنان.س ❊ حنان.س

استفاد أزيد من 40 مديرا يمثلون مؤسسات الشباب ببومرداس، من دورة تكوينية في «طرق الاتصال مع الشباب»، اختتمت بتوصيات تنحصر أساسا في أهمية تكييف طرق التواصل مع هذه الشريحة الحساسة، وفق متطلبات العصر، لاسيما استعمال التكنولوجيات الحديثة مع البحث عن طرق جديدة لاستمالتهم إلى دور الشباب ومراكز التسلية العلمية، وفق ما يتماشى مع الإمكانيات الكبيرة الموضوعة تحت تصرفهم.

اختتمت بمعهد الإنتاجية والتنمية الصناعية ببومرداس، الدورة التكوينية، من تنظيم ديوان مؤسسات الشباب لولاية بومرداس، لفائدة 45 مديرا ومستشارا يمثّلون دور الشباب ومراكز التسلية العلمية للولاية، تلقوا خلال يومين أهم الخطوات لمواجهة إشكالية عزوف الشباب عن مؤسسات وجدت لأجلهم، سواء في الجانب التربوي أو الترفيهي. حسب مدير ديوان مؤسسات الشباب، أحمد قارة لـ»المساء»، فإن «هذه المبادرة جاءت على خلفية النقص المسجل في مجال إقبال الشباب على مراكز التسلية العلمية ودور الشباب، وغيرها من الهياكل التي وجدت من أجلهم»، واعتبر أن تغيير السياسية الاتصالية للعنصر البشري العامل بهذه المؤسسات، أضحى حتمية يفرضها العصر الحالي، بالنظر إلى استفحال وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي.

في السياق، أوضح الأستاذ كمال خفاش الخبير في قضايا الاتصال والاقتصاد والمشرف على التربص، أن الشباب اليوم بحاجة إلى وسائل تسلية جديدة، بعد أن انتشرت الإنترنت في الهواتف الذكية، وأضحى معها قصد دار الشباب من أجل الإبحار في مقهى الأنترنت دون فائدة. وقال في حديث إلى «المساء» على هامش اختتام اللقاء، بأن أهم ما دار في الدورة التكوينية «هو محاولة تلقين المديرين  والمستشارين طرقا جديدة للاتصال، ومنه كيفية استقبال الشاب، والحديث الهادئ معه وإفهامه بأن المركز يملك برنامجا تربويا وترفيهيا لصالحه».

كما أكد الأستاذ أنه من الواجب على دور الشباب اليوم أن تغير من سياستها التواصلية التي باتت قديمة إلى حد ما، واقترح استعانتها بمهندسين في الإعلام الآلي والتكنولوجيات الحديثة من أجل وضع برامج أو تطبيقات معينة، تدور حول مراكز اهتمام الشباب كالرياضة والثقافة وغيرها، وعن طريق نفس التطبيق يتم إدراج بعض الرسائل أو المواضيع القصيرة التي تندرج ضمن سياسة الحكومة في تطوير نشاطات الشباب.

حول هذه النقطة تحديدا، حدثنا موسى بلحسن رئيس مكتب الموارد البشرية في أوداج بومرداس، بأن الشباب بات يعزف في السنوات الأخيرة عن مراكز التسلية أو دور الشباب، رغم أنها هياكل وجدت من أجله، لاسيما الفئة العمرية 6-16سنة، والسبب في اعتقاده يعود إلى الأنشطة المبرمجة التي تجاوزها الزمن، واقترح في المقابل تكييف أنشطة وبرامج جديدة تتماشى مع روح العصر الحديث الذي عرف استفحالا كبيرا للأنترنت التي كانت إلى وقت كبير، مثار تسلية ومتعة الشباب في دور الشباب، ومن الأنشطة التي يقترحها المتحدث؛ علم الفلك الذي يوجد حاليا في مركز التسلية العلمية لمدينة دلس فقط، وقريبا في الولاية، مع الحاجة الملحة لتعميم هذا النادي بهدف استقطاب أكثر للشباب، كما اقترح أيضا التنشيط المستمر لنوادي السمعي البصري مع تحسيس الأولياء بأهمية مثل هذه النوادي بغية تنمية المواهب والنأي بالمراهقين والشباب عموما عن خطر الآفات الاجتماعية. من جهتهم، ثمن عدد من المستفيدين من الدورة التكوينية هذه المبادرة التي لقنتهم تقنيات جديدة للتعامل الصحيح مع شباب اليوم، حيث قال حفيظ خليفي مدير القاعة متعددة النشاطات في بوظهر ببلدية سي مصطفى، بأن شباب اليوم تلزمه طرق جديدة للتواصل معه، كونه «جيل لا يسمع بسبب سماعات الأذن التي يضعها كل وقت، وعليه فإن هذا التربص جاء في محله حتى نتعلم طرقا جديدة نتواصل بها مع هذا الجيل»، وطالب المربي صاحب الـ27 سنة خبرة في مجال التعامل مع الشباب، بأهمية وضع إستراتيجية جديدة للتعامل مع الشباب، حسب مناطق تواجده في الحضر أو في المدن، معتبرا أنّ نصب شاشة عملاقة في قاعة بوظهر وبث أكبر المقابلات الكروية العالمية، كانت كفيلة باستعادة أنظار شباب القرية نحو القاعة التي وجدت لهم وسجلت عزوفا، وأوضح أنه على مديري مؤسسات الشباب عموما، الاستثمار في أفكار جديدة من شأنها أن تعيد استقطاب الشباب لهذه المؤسسات التي عرفت ـ حسبه- عزوفا منذ الأربع سنوات الأخيرة بسبب الانتشار الكبير للهواتف الذكية.

يذكر أن استراتيجية 2018 لديوان مؤسسات الشباب، مبنية على تنظيم عدة دورات تكوينية لفائدة العنصر البشري في إطار الرسكلة، عملا على إعادة بعث الأنشطة الشبانية وترقية تفاعل الشباب مع الأنشطة الرياضية والاجتماعية الموجه لهم.

للإشارة، فإن 5٪ فقط من شباب الولاية منخرط في مثل تلك الأنشطة من مجموع يوازي 450 ألف شاب تقل أعمارهم عن 30 سنة، وحظيرة مؤسساتية تصل إلى 200 منشأة شبانية بكامل الإقليم ومئات المؤطرين.

حنان.س