سيد علي لعبادي رئيس جمعية حماية الأحداث من الانحراف:

تكوين المسبوقين قضائيا يحميهم من احتمال الانتكاس

تكوين المسبوقين قضائيا يحميهم من احتمال الانتكاس
  • القراءات: 833
رشيدة بلال رشيدة بلال

بادر سيد علي لعبادي، رئيس جمعية "حماية الأحداث من الانحراف والاندماج بالمجتمع" لولاية الجزائر، إلى إطلاق دورة تكوينية في مجال تصليح الهواتف النقالة موجهة في المقام الأول لفائدة المسبوقين قضائيا، تحت شعار "صنعتك في يدك"، لتمكين هذه الفئة من الاندماج في المجتمع وحمايتها من الانتكاسة. يحدثنا سيد علي في هذا اللقاء عن فكرة الدورة التكوينية، أهداف الجمعية ونشاطاتها في مجال التكفل بالمنحرفين.

❊ حدثنا عن فكرة إدماج المسبوقين بإخضاعهم للتكوين؟

❊❊ التفكير في المسبوقين قضائيا بتمكينهم من دورات تكوينية بعد خروجهم من المؤسسات العقابية، فكرة جاءت في الأساس لتسهيل إدماجهم في المجتمع، ببساطة لأن خروجهم من السجن يجعلهم يعيشون حالة فراغ ويشعرون بنوع من الرفض المجتمعي، من أجل هذا، فكرنا في إدراجهم مباشرة في تكوينات تشغل وقتهم ويتعلمون مهنة قد تساعدهم، خاصة أننا نعيش في عالم أصبح لا يستغني عن هذا الجهاز.

❊ من يشرف على هذا التكوين؟

❊❊ ارتأينا أن يكون التكوين قصير المدى، لا يتجاوز الشهرين، ليتسنى لأكبر عدد من الشباب الاستفادة منه، وقد اعتمدنا على دكتور جامعي مختص في الإليكترونيك رحب بالفكرة، ولعل ما جعل الإقبال كبيرا على هذه الدورة هو أنها مجانية.

❊ كيف كان التحاق المسبوقين قضائيا بالدورة التكوينية؟

❊❊ لا يخفى عليكم أننا كجمعية تعنى بالمنحرفين، نملك علاقات تعاون مع مديرية السجون والمديرية العامة للأمن الوطني وكذا وزارة التضامن الوطني والأسرة، كلهم سهلوا مهمتنا في الاتصال بالمسبوقين، فالحدث مثلا الذي يكون بالمؤسسة العقابية يخضع لمراقبة وتكوين في المؤسسة، وبعد خروجه يتم إرساله إلى الجمعيات للإشراف على متابعته وحمايته من الانتكاس، بالتالي دورنا يكمن في مواصلة ما بدأت به المؤسسة العقابية.

❊ كيف كان تجاوب المسبوقين قضائيا معكم كجمعية ومع التكوين؟

❊❊ في الواقع، عملنا كجمعية مع المسبوقين يبدأ في السجون، حيث نقوم بصورة دورية بزيارتهم، ومن ثمة نربط علاقات صداقة معهم، بالتالي عندما يتم إرسالهم إلينا تكون الأرضية مهيأة ليكون التواصل معهم سهلا، أما فيما يخص التكوين، فلا أخفي عنكم، بلغ حد الاكتظاظ بمقر الجمعية لكثرة الوافدين علينا طلبا للتكوين، الأمر الذي طرح مشكل ضيق المقر، إذ نستقبل يوميا ثلاثة أفواج، يوجد في كل فوج حوالي تسعة شباب، وقد تمكنا من تكوين 128 متربصا منذ إطلاق التكوين في أواخر شهر نوفمبر.

❊ ألا تعتقد أن مدة شهرين قليلة للحصول على تكوين نوعي؟

❊❊ تعمدنا على مستوى الجمعية جعل التكوين في مجال إصلاح الهواتف النقالة قصير المدى، لمصلحة المسبوق الذي يصعب عليه من الناحية النفسية، بسبب وضعه   كمسبوق، الارتباط بتكوين طويل المدى، على غرار ذلك الذي يقدم في مراكز التكوين المهني، لأن هؤلاء المسبوقين عادة لا يحبون الأماكن المغلقة، كما أنهم يشعرون سريعا بالغضب والتوتر والقلق، لاسيما أن أغلبهم كانوا من المدمنين على المخدرات، لذا ارتأينا أن يكون التكوين المقترح قصيرا ومفيدا حتى لا ينزعجوا منه أو يرفضوا مواصلته، علما أن عملنا في مجال المرافقة يستمر إلى ما بعد تكوينهم لمعرفة كيفية إدارة شؤونهم، بالحرص على أن لا يقطعوا علاقتهم بالجمعية، طبعا، حتى لا ينتكسوا عند أول مشكل يصادفهم.

❊ هل يقتصر نشاط الجمعية على مرافقة المسبوقين فقط؟

❊❊ طبعا لا، لأن الجمعية عند تأسيسها انطلقت من فكرة محاربة كل مظاهر الانحراف في الأحياء الشعبية تحديدا، بسبب الانتشار الكبير لظاهرة تعاطي المخدرات في أوساط الشباب، انطلاقا من هذا فكرنا في حماية الشباب ومرافقتهم ومساعدتهم على الاندماج اجتماعيا، وقد تمكنا من كسب ثقتهم.

❊ فيما تتمثل أهم أهداف الجمعية؟

❊❊ جمعيتنا رغم أنها فتية، إذ لا يزيد عمرها عن السنتين، إلا أننا سطرنا جملة من الأهداف الأساسية التي نتطلع إلى تحقيقيها في الميدان، منها تمكين المسبوقين من الاندماج في المجتمع والقيام بخرجات ميدانية إلى المؤسسات التربوية بهدف التوعية والتحسيس من المخدرات وحماية المراهقين من المواقع الإليكترونية ومحاربة ظاهرة اختطاف الأطفال، بالحث على التبليغ وتجنب التهويل.

❊ هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ نحن كجمعية أخذت على عاتقها مهمة التكفل بشريحة حساسة في المجتمع، تتمثل في المسبوقين قضائيا من الشباب، نتمنى أن يتم دعمنا بتوسع المقر ليتسنى لنا القيام ببرامج تخدم المجتمع وتساهم في الحد من الانحراف ومختلف الآفات الاجتماعية.