عنابة

تكوين 80 امرأة في إعادة تدوير اللوحات الإشهارية

تكوين 80 امرأة في إعادة تدوير اللوحات الإشهارية
السيدة سميرة بوعرعور رئيسة مصلحة البيئة الحضرية بمديرية البيئة لولاية عنابة
  • القراءات: 853
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

عرضت السيدة سميرة بوعرعور رئيسة مصلحة البيئة الحضرية بمديرية البيئة لولاية عنابة بمناسبة مشاركتها مؤخرا في فعاليات صالون تثمين النفايات بالعاصمة، عرضت نتائج المشروع التقني بين وزارة البيئة والطاقات المتجددة ومكتب التعاون الدولي الألماني، لتعزيز دور المرأة في مجال حماية البيئة من خلال تثمين النفايات.. المساء التقتها، وعن نتائج هذا المشروع التقني كان اللقاء.

انطلق المشروع التقني لتثمين النفايات كأول تجربة نموذجية عربية مغاربية بولاية عنابة سنة 2014، يتكفل بتكوين 80 امرأة في مجال تثمين النفايات من نوع خاص، ويتعلق الأمر، حسب محدثتنا، بـ اللافتات الإشهارية التي يتم رميها بعد أن تنتهي التظاهرة التي صُممت من أجلها. هذه اللافتات المصنوعة من البلاستيك يتم إعادة استرجاعها واستخدامها من طرف المستفيدات من التكوين، اللواتي يعملن على تثمين هذه النفايات، وجعلها مواد قابلة للاستعمال بنوعية وجودة أفضل.

اختيار المشاركات في المشروع، حسب محدثتنا، كان بناء على استمارة مشاركة تم توزيعها عبر آليات الإدماج، ومنها القرض المصغر وغرفة الصناعات التقليدية والمهن وكذا غرفة التجارة؛ تقول: التحقت بنا جامعيات باحثات عن عمل وماكثات بالبيوت وأخريات في التقاعد، كلهن يرغبن في أن يكن صاحبات مؤسسات ناشئة، مشيرة إلى أن التكوين انطلق في شهر فيفري 2019؛ حيث انصب في أول الأمر على تعرفيهن بماهية المقاولاتية وكيفية التأسيس لمؤسسة وتسييرها وحساب الأرباح وقيمة السلع والميزانية وتحديد السعر المرجعي، ومن ثم شرعنا في تكوينهن في الخياطة على الماكنة؛ حيث تكونّ على النموذج وطريقة القص، وغير ذلك من التفاصيل التي تتعلق بالشكل النهائي للمنتج، لأن اللوحة الإشهارية التي هي في الأساس نفاية، لا يطرأ عليها أي تغيير؛ بمعنى لا يتم معالجتها، وإنما يتم مباشرة العمل بها؛ في محاولة لاستغلالها بدون رمي أي قطعة منها.

ولم يقتصر تكوين النساء على الجانب النظري والتطبيقي فقط الذي أشرف عليه خبراء من لبنان، قطعوا أشواطا كبيرة في مجال إعادة تدوير هذا النوع من النفايات، وإنّما تعداه إلى تكوين في مجال التجارة الإلكترونية؛ كي نفتح الأبواب للبيع عبر الفضاء الافتراضي.

الهدف من المشروع، حسب محدثتنا، هو خلق مؤسسات نسوية تنشط في مجال تثمين النفايات، وهو، بالفعل، ما تمّ تحقيقه والمشاركة به في الصالون الدولي لتثمين النفايات، حيث نجحت بعض المستفيدات في إنشاء مؤسسات في مجالات مختلفة، بعضهن توجهن لاستغلال الملصقات الإشهارية في صناعة الحقائب والأفرشة والأغطية لبعض الأثاث، بينما انصب اهتمام أخريات على التفصيل والتصميم، مشيرة إلى أن هذه المؤسسات الناشئة اليوم تكمّل بعضها البعض في الميدان، وتتطلع إلى تحسين الأداء.

وعن مدى إمكانية تعميم التجربة على باقي ولايات الوطن، أوضحت المتحدثة أن المشروع تم تنفيذه على مستوى ولاية عنابة في إطار تعاون تقني، تقول: وإن كان هناك إمكانيات لبحث سبل التعاون نرحب بالفكرة، خاصة أنها تدخل في إطار إدماج المرأة في عالم الشغل؛ من خلال  تدوير النفايات، لا سيما أن سياسة قطاع البيئة تشجع هذا النوع من الاستثمارات، وتعتبر النفايات موارد  قابلة للاستغلال. وعلى مستوى ولاية عنابة هناك إقبال كبير من الشباب على الاستثمار في مختلف أنواع النفايات، الذي يدخل في إطار الاستراتيجية الوطنية للتسيير المدمج للنفايات.