اختارت شائعة جعفري، رئيسة المرصد الجزائري للمرأة، هذه السنة تزامنا والاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أن تكرم نساء "صنعن الحدث وأثبتن قدراتهن على التحمل والدفاع عن جملة من المبادئ، ممثلات في "مجاهدات العشرية السوداء" على حد تعبير رئيسة المرصد، التي أكدت في معرض حديثها لـ«المساء"، أن هذه الفئة تستحق التكريم نظير صمودها في وجه الإرهاب الجائر".

أكدت رئيسة المرصد بالمناسبة، أن شهر مارس بالنسبة للمرصد الوطني ليس مجرد يوم يتم الاحتفال به في شكل تكريمات فحسب، إنما دأب المرصد منذ سنوات على تسطير برنامج ثري ومتنوع، يمتد طيلة شهر مارس، حيث يجري تنظيم جملة من المداخلات والمحاضرات حول مواضيع تخص المرأة، ومنها تقول "أذكر ـ على سبيل المثال ـ ندوة حول المرأة والعمل، وأخرى عن واقع المرأة في الجزائر، مشيرة إلى أن الجديد هذه السنة هو العمل على إخراج نشاطات المرصد الخاصة بالثامن مارس إلى بعض الولايات، بعيدا عن العاصمة، بعد أن تم اقتراح تعميم الاحتفالية والوقوف على ما حقّقته المرأة عبر التراب الوطني من مكاسب وإنجازات.

وردا عن سؤال حول تقييمها لواقع المرأة الجزائرية اليوم، بعد أن تم تعزيز مكانتها بحماية قانونية، أكّدت محدثتنا أن المرأة اليوم، ورغم جملة الامتيازات التي تعززت بها، خاصة على الصعيد القانوني، إلا أن ذلك لم يمنع من تسجيل  حالات نساء تعرضن للعنف وأخريات يعانين الأمية والتهميش، مشيرة إلى أن القول بأن المرأة اليوم تعيش عصر الحرية مردود عليه، وتوضح "لأن هذه الحرية التي يدعيها البعض أفقدتها أنوثتها، خاصة بعد أن خرجت إلى سوق العمل".

من جهة أخرى، أعابت جعفري على بعض الرجال الذي فهموا حرية المرأة بشكل خاطئ، تقول "ففي الوقت الذي كنا ننتظر أن يدعمها ويشجعها ويساعدها على المضي قدما، عمل على إلقاء جزء كبير من مسؤولياته على عاتقها، حيث أصبحت اليوم تعمل خارج البيت وتلتزم بكل أعمالها المنزلية وتتكفل أيضا بتأمين حاجات المنزل، بما في ذلك مرافقة الأبناء من وإلى المدارس، خاصة بعد أن أصبحت تقود السيارة، الأمر الذي أثّر عليها وجعلها تتخلى عن جزء كبير من أنوثتها، مشيرة إلى أن المرأة في حقيقية الأمر تتحمل جانبا من المسؤولية، كونها أيضا أخطأت في فهم هذه الحريةـ التي جعلتها في مقابل التمتع ببعض الامتيازات تتحمل كل الأعباء، مما أساء إليها بطريقة أو بأخرى، لهذا تؤكد أنه لابد لها أن تحسن التعامل مع  المكتسبات التي تحققت لها بطريقة تضمن لها المحافظة على أنوثتها، كامرأة وحتى لا تنقلب هذه النعمة إلى نقمة.

❊ رشيدة بلال