في عيدها العربي

تكريم الأم مناسبة لا يفوّتها الجزائريون

تكريم الأم مناسبة لا يفوّتها الجزائريون
  • القراءات: 1367

يعيش المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة، بفعل التكنولوجيا والانفتاح، على وقع ما يحدث في العالم العربي والغربي، حيث يؤثر ويتأثر، ومن جملة الأحداث التي يسارع إلى التفاعل معها؛ بعض المناسبات الاحتفالية التي يشعر بأنه معني بها، كـ«عيد الأم العربي الذي يصادف 21 مارس من كل سنة، الذي تحول لدى البعض إلى تقليد يتم إحياؤه، ويعاد الاحتفال به في الأحد الأخير من شهر ماي، الذي عادة ما تحييه الدول الغربية.

لا يحتاج المجتمع الجزائري إلى تذكيره بواجباته نحو الأم، لأنه تربي وترعرع في بيئة متشبعة بالقيم الدينية، فنجده يحفظ الحديث الذي جاء فيه بأن الجنة تحت أقدام الأمهات، ويكفي أن تطرح سؤالا واحدا حول كيفية التعامل مع الأم، لتكون الإجابات كلها منطلقة من قوله تعالى وقضى ربك ألاّ تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، وهو ما وقفت عليه المساء في استطلاع للرأي، حيث أجمع أغلب المستجوبين من شرائح عمرية مختلفة، بما في ذلك الأطفال، بأن الأم أهم عنصر في البيت، وأنه لا مجال مطلقا للحديث أو الخوض في نقاش حوله، وأن كل ما يمكن أن يقدم لها لا يعكس المجهود الذي تبذله في سبيل إسعاد وإراحة كل أفراد الأسرة، وأن انتشار بعض الممارسات غير المسؤولة من بعض الأبناء من الذين يلقون بأوليائهم في دور العجزة، تظل حالات شاذة لا يقاس عليها، لأن الكل تربى على أن للوالدين مكانة مقدسة، وأن الأم رمز للعطاء والخير، وأنها خط أحمر لا يجوز الإساءة إليها باللفظ، فما بالك بالفعل الذي يفتح أبواب جهنم؟ وأكثر من هذا، نجد أنها تحظى بالاحترام حتى من المحيطين بها من مختلف أطياف المجتمع، لأنها ببساطة؛ الأم.

حول الطريقة التي يجري الاحتفال بها في مجتمعنا، فقد تباينت واختلفت من شخص لآخر، حيث تتدخل في هذا الإطار بعض المعطيات المرتبطة بالثقافة وطريقة التفكير، وبعض المعتقدات التي يؤمن بها البعض ويرفضها البعض الآخر، فنجد البعض يبادر إلى إهدائها رحلة، وعادة ما تكون إلى البقاع المقدسة، وهو ما أكد عليه وليد صاحب وكالة سياحية بالعاصمة، الذي أشار في معرض حديثه لـ«المساء، إلى أن ما جعله ينتبه للأمر، اطلاعه على العدد الهائل من العروض والتخفيضات من مختلف الوكالات تحت شعار اهدي أمك في عيدها عمرة، إلى جانب توافد بعض الزبائن لتسجيل أمهاتهم من أجل أداء مناسك العمرة، حيث يعربون خلال الدردشة أنها هدية أو مفاجأة، وأن أمهاتهم ليسن على علم بها، يعلق انطلاقا من هذا، بادرت شخصيا إلى إهداء والدتي عمرة لتزامنها والمناسبة، لأنها هدية لا تقدر بثمن، مثل الأم تماما، وإن كنت أؤمن بأن الأم تستحق التكريم طيلة أيام السنة، يضيف المتحدث. كان من بين المحطات التي استوقفتها أيضا، والتي تعرف إقبالا في مثل هذه المناسبات المرتبطة بالأم؛ محلات بيع العطور والورود ولوازم الصلاة وحتى الخمارات. وفي دردشتنا مع بعض الباعة، أكدوا لنا أن بعض الزبائن من الجنسين (رجالا ونساء)، المراهقين وحتى الأطفال، يطلبون منا تحضير باقات من الورود البيضاء أو الوردية، حتى تقدم كهدية لهن، وهي عادة الألوان التي ننفذ سريعا، ربما لأنه ترمز إلى صفاء الأم ونقائها.

بينما أوضح بائع العطور أنه تعوّد عند حلول شهر مارس تجهيز محله بعدد وافر من الهدايا، التي تناسب الاحتفال بعيد المرأة وعيد الأم، على حد السواء، مشيرا إلى أن العطور التي يتم اختيارها عادة، هي تلك التي تفوح منها روائح هادئة تعكس حنان وطيبة الأم، كما يتم أيضا اختيار بعض التحف التي تكتب عليها عبارة تمجد الأم، كل ذلك، يعلق البائع، من أجل إيصال رسالة واحدة، وهي إشعارها بمكانتها المميزة، ونوع من التكريم والاعتراف بالجميل أيضا. من جهة أخرى، ولدى احتكاكنا ببعض المواطنين، لمسنا شعورهم بالحيرة من الهدية التي يمكن أن تناسب أمهاتهم، والتي يعتقدون أنها ينبغي أن تكون قيّمة ومعبرة وتناسب حجم الحدث المتمثل في عيد الأم، بينما أعرب البعض الآخر من المستجوبين بأن الاحتفال بمثل هذه المحطات، ما هو إلا بدعة، وإن كان من الفتاوى غير المتفق عليها، بحكم أن البعض أجازها لأن فيها تكريم للأمهات، وأنهن في المجتمعات المتشبعة بالقيم الدينية لا يحتجن إلى الاحتفال بمثل هذا العيد، وأن أحسن تكريم للأم هو كما أوصى به الدين الحنيف، يكون بطاعتها والإحسان إليها.