الأكاديمية الإفريقية للعلوم تعقد جمعيتها العامة

تقييم 33 سنة من دعم البحث العلمي

تقييم 33 سنة من دعم البحث العلمي
  • القراءات: 759
❊ بريتوريا: هشام.ب ❊ بريتوريا: هشام.ب

تحت شعار تاريخنا ومستقبلنا، عقدت الأكاديمية الإفريقية للعلوم يومي الأحد والإثنين، بالمركز الدولي للمؤتمرات في مدينة بريتوريا بعاصمة جنوب إفريقيا، جمعيتها العامة الـ11، عشية انطلاق فعاليات منتدى جنوب إفريقيا للعلوم في طبعته الرابعة.

أشرفت وزيرة العلوم والتكنولوجيا لجنوب إفريقيا، السيدة مامولوكو كوباي، على انطلاق أشغال هذه الجمعية التي عرفت مشاركة أكثر من 100 عالم، بعضهم من خارج القارة السمراء و15 صحفيا من مختلف دول إفريقيا، حظوا بدعم من وزارة العلوم والتكنولوجيا لجنوب إفريقيا، من أجل تغطية فعالياتها والمشاركة في منتدى العلوم في الفترة الممتدة بين 12 و14 ديسمبر الجاري.

ركزت الوزيرة في الكلمة التي ألقتها، على ضرورة دعم التعاون بين دول إفريقيا في مجال البحث العلمي، من أجل بلوغ أهداف التنمية المستديمة وتحقيق النقلة النوعية في العلوم والتكنولوجيا لسكان هذه القارة التي لها من الإمكانيات المادية والبشرية ما يؤهلها لتحقيق ذلك، وهو الهدف من إنشاء أكاديمية إفريقيا للعلوم التي قدمت الكثير للبحث العلمي في إفريقيا. قال رئيس الأكاديمية السيد فيليكس داكورا من جنوب إفريقيا، إن انطلاق الأكاديمية في العمل الميداني كان سريعا جدا منذ اليوم الأول من نشأتها عام 1985، من خلال الإعلان عن برنامج بحث علمي كبير حول التصحر، الجفاف وانعدام الأمن الغذائي، بالتعاون مع مراكز بحث علمية مرموقة في أوروبا.

أضاف المتحدث أن من بين الأهداف الرئيسية التي تسعى الأكاديمية إلى تحقيقها أيضا؛ تعريف الباحثين العلميين الإفريقيين ببعضهم البعض وتشبيك العلاقات فيما بينهم، ودعم التمثيل النسوي في الأكاديمية التي أصبحت تحصي في عضويتها اليوم 45 باحثة علمية من بين الـ400 عضو، بينما كان العدد في عام 2011 لا يتجاوز ثلاث باحثات فقط.    

في المقابل، اعترف داكورا بوجود عقبات أمام تطور الأكاديمية وعدم وصول أخبارها إلى الكثير من الباحثين العلميين في إفريقيا وخارجها،  وهو ما يدعو ـ حسبه ـ إلى ضرورة تفعيل الاتصال الخارجي وحثّ العلميين على التواصل المستمر مع الجمهور، بالاعتماد على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

من جهته، ألقى فلاديمير ساشا، نائب رئيس لجنة البحوث العلمية بالاتحاد الأوروبي، كلمة حول علاقة العلم بصناع القرار، أكد من خلالها على ضرورة اهتمام الساسة الأفارقة بالعلم، لأنه الوحيد الذي يساهم في حل المشاكل التي يواجهها العالم، فهو بمثابة سلطة وقوة لا يستهان بها.

كما أكد المتحدث على ضرورة أن يعمل العالم والباحث العلمي على تطوير مهاراته، ليس فقط العلمية، وإنما أيضا في مجال الاتصال، فهو مطالب بالتواصل مع الصحفيين وباقي أفراد المجتمع، لإيصال نتائج بحوثه العلمية، فالعلم لا يكتمل إذا لم يصل إلى الجمهور.

تقوم الأكاديمية الإفريقية للعلوم منذ تأسيسها عام 1985 بدعم الباحثين العلميين الأفارقة، من خلال تمويل البحوث العلمية، وتقديم منح دراسية للطلبة الجامعيين لمواصلة دراساتهم خارج إفريقيا، وغيرها من النشاطات العلمية المعتبرة، حيث قامت خلال هذه الأعوام الثلاثة المنصرمة بتمويل العديد من البرامج والمشاريع العلمية بقيمة 200 مليون دولار.

من بين البرامج البحثية الكبيرة التي أطلقتها الأكاديمية، مشروع إفريقيا 3 للصحة الذي انطلق عام 2010، بالتعاون مع المعاهد الأمريكية للصحة والجمعية الإفريقية لجينات الإنسان، بميزانية ناهزت الـ170 مليون دولار صرفت في تمويل 48 بحثا علميا في 34 دولة.

يهدف هذا البرنامج إلى جمع أكبر عدد من المعطيات العلمية حول خصائص جينات الإنسان الإفريقي، وكيف تتأثر بمحيطها لتحديد الأسباب الرئيسية التي تجعل بعض الأمراض تعرف انتشارا كبيرا في إفريقيا، مقارنة بغيرها من دول العالم.

من بين البرامج البحثية أيضا، هناك برنامج دالتا الذي انطلق عام 2015، ويمتد إلى غاية 2020، بميزانية 100 مليون دولار، وهو برنامج يهدف إلى دعم البحوث العلمية وتكوين مجموعة من الباحثين الشباب الذين يمكنهم قيادة مشاريع بحث علمية، إلا أنه موجه لثمانية دول فقط.

تسعى الأكاديمية إلى توسيع نشاطها ورفع ميزانيتها الموجهة للبحث العلمي وتدريب العلميين، وهو الموضوع الذي تم تناوله خلال اليوم الثاني من الجمعية ضمن العرض الذي قدمه بعض الأعضاء، والخاص باستراتيجية الأكاديمية المرتقبة من سنة 2019 إلى غاية 2022، وهي الإستراتيجية التي تتضمن الاهتمام بخمسة محاور رئيسية هي؛ الصحة، البيئة، العلوم الاجتماعية، العلوم الطبيعية والعلم والسياسة.