تقبل عليهم العرائس لتصميم أزيائهن

تقبل عليهم العرائس لتصميم أزيائهن

تقبل عليهم العرائس لتصميم أزيائهن
  • القراءات: 588
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

اقتحم الرجال في الآونة الأخيرة، العديد من الميادين التي كانت في وقت سابق حكرا على النساء، على غرار الطبخ، الحلاقة، والخياطة، التي بات يبدع فيها بتقديم أجمل التصاميم العصرية التي ترضي أذواق النساء، حيث ظهرت موجة جديدة من التخصصات التي تؤكد اهتمام الرجل بالعالم النسوي، وهو ما يترجمه ظهور العديد من ورشات الخياطة الخاصة بالأزياء النسوية التي يديرها الرجال.

لمعرفة مدى اهتمام المرأة بالتوجه نحو تلك الورشات، كان لـ»المساء» جولة استطلاعية بين العديد منها، لتلاحظ أن المنافسة أصبحت حقيقية بين الرجل والمرأة في هذا المجال، وأصبحت المرأة نفسها تضع كل ثقتها في ذوق الرجل، بل وأكثر من ذلك، أصبحت الكثيرات يفضلنه ويعتبرنه مبتكرا ومبدعا مقارنة بالمرأة التي باتت لا تخرج عن الطابع الكلاسيكي في نظرهن، في الوقت الذي باتت تعرض فيه دور الأزياء  بصفة مستمرة جديدها في عالم الموضة، والدليل على ذلك التوجه نحو الموضة الأوروبية والعربية من دول المشرق التي تعرض أفكارا جديدة مبتكرة، بعضها يبدي الحداثة في كل قطعة، والبعض الآخر يجمع بين الأصالة والعصرنة، ولكل طابع معجبات به لتلبية كل الأذواق.

لاحظنا في بعض الورشات التي تخصصت في خياطة أزياء المقبلات على الزواج، الاهتمام الكبير الذي توليه المرأة لعمل الرجل، كما هو حال الورشة التي يديرها الشاب الثلاثيني عبد الرزاق بحي بلوزداد في العاصمة، والتي تشهد طلبيات كثيرة، حدثنا صاحبها قائلا «لقد تابعت تربصات داخل ورشة خياطة عندما كان سني 19 عاما في ولاية تلمسان، لدى مجموعة من المغاربة الذين تخصصوا في خياطة «الجلابة» المغربية، بعدها انتقلت إلى المغرب لتعلم أسرار «القفطان المغربي» لمدة ثلاث سنوات، تعلمت خلالها كل ما يتعلق بهذا الزي الذي تبنته تقريبا كل فتاة مقبلة على الزواج في الجزائر»، مشيرا إلى أن تصميم الأزياء يتطلب الصبر والإتقان، وهو سر النجاح.

ذكر المتحدث أن تخصصه في الملابس النسوية لم يشكل له أي عائق أو حرج في ذلك مع زبوناته، بل بالعكس وجد راحته وسطهن نظرا للراحة التي تبديها المرأة في ذوقه، حيث قال «في بعض الأحيان تشرح لي الزبونة فقط ما تريده كقطعة لزفافها، لأهتم بكل التفاصيل المتعلقة بالموديل ونوعية القماش، لتكتفي الزبونة فقط باختيار اللون، الذي يمكنني أيضا أن أهتم به، حيث أنصحها باللون الذي يليق أكثر لون بشرتها أو لون شعرها باعتبارها عروسا».

على صعيد آخر، اقتربنا من بعض الفتيات اللواتي كن في الورشة، إحداهن كان لديها موعد لتجربة فستانها الذي سيكون جاهزا بعد حوالي أسبوع واحد، في حين قدمت أخرى لدفع شطر أولي على مختلف الأزياء التي طلبتها للخياطة لديه، وكان للأخريات أسباب أخرى لتواجدهن هناك، سواء لتأمل الموديلات أو غير ذلك، اتفقن كلهن على أن وضعهن الثقة في ذوق الرجل لم يكن بالأمر الصعب، حيث أشارت العديدات إلى أنه أصبح من الصعب العثور على ورشة خياطة ممتازة، مما يجعل المقبلات على الزواج منهن يخرجن يوميا في رحلة البحث عن ذلك، متخوفات من عدم إعجابهن بالنتيجة الأخيرة عندما تنتهي الخياطة من العمل على الزي، وهذا ما وصفته الكثيرات بالكارثة الحقيقية التي يقعن ضحيتها بسبب عدم كفاءة الخياطة، واليوم أصبح تقديم موديلات سبق للورشة أن صممتها بمثابة «الضمان» للمقبلة على الزواج، ولا يهمها الأمر إن كان من يخيطها رجل أو امرأة، المهم في ذلك أن يكون ذو ذوق رفيع فقط.

 

نور الهدى بوطيبة