المظاهر الاحتفالية تطغى على ذكرى المولد

تغييبٌ للبعد الروحي وترويجٌ للعشوائية

تغييبٌ للبعد الروحي وترويجٌ للعشوائية
  • القراءات: 611
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

تحيي الجزائر على غرار الأمة الإسلامية قاطبة، ذكرى مولد سيد البرية نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، في أجواء احتفالية اكتست صبغة تقليدية أكثر منها روحية، حيث أصبح الاهتمام منصبّا على الأطباق المحضّرة في تلك الليلة، وعرض ما لذّ وطاب من مأكل ومشرب على الموائد بدون صيد الفوائد من الذكرى والعبرة.

وأكد الأخصائيون في العديد من المجالات، في حديثهم إلـى المساء، أن الأجواء الاحتفالية طغت على الذكرى، وبات الانشغال بإشعال الشموع وإحراق المفرقعات من الأساسيات بدل البحث عن معرفة القصد من الحدث، وهو استذكار مولد خير الأنام، الذي أرسله الله عز وجل، لإخراج البشرية من الظلام والجهل إلى النور.وعمدت المساء إلى البحث عن قيمة الاحتفال، وسعي العديد من الجهات لترسيخ البعد القيمي وإضفاء  الجانب الروحي على المادي الذي بات طاغيا، للأسف، في مجتمعنا، حيث طرحت السؤال على طلبة الجامعة لمعرفة الكم المعلوماتي للطلبة عن قائد الأمة الإسلامية ومنقذها. كما قدّم الأخصائيون مجموعة من القيم التي لا بد من العمل عليها لإعطاء الذكرى حقها وكيفية ترسيخ هذه القيم النبيلة والبنّاءة في فكر الناشئة، لإعداد جيل مشبع بالقيم الدينية، عارف بدينه ونبيه الكريم.

ولأن البحث في القيم والتعريف بها مسؤولية الجميع، فقد عمدت جمعية جزائر الخير إلى الجمع بين ترسيخ القيم الاجتماعية من خلال الإشراف على توزيع قفة المولد، وعلى موائد الأيتام وكذا زيارة المرضى بالمستشفيات وتوزيع الهدايا على الأطفال؛ ترسيخا لقيم التضامن، وبين القيم الثقافية والتربوية المتمثلة في الإشراف على تنظيم المهرجانات والأشعار والمدائح التي تحاكي خصال المصطفى، والبحث في قيمة الحياء التي بدأت تتراجع في مجتمعنا.وأكدت جمعية الأمان لحماية المستهلك ارتفاع الوعي المجتمعي بخطورة الألعاب النارية، من خلال قلة الإقبال على شراء هذه السلع، إلا أنه تم الإشارة إلى أن هذا يظل غير كاف مادام لم يرتفع إلى درجة المقاطعة، خاصة أمام وقوع أطفال ضحايا بتر الأصابع أو فقء الأعين في كل مناسبة.

وقد وقفت المساء خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتها إلى سوق جامع ليهود، على ندرة المفرقعات بسبب منع استيرادها من الجهات المعنية، إذ عرض الباعة ما تبقّى لهم من مخزون السنة الماضية، والذي وُصف بقلة المعروضات التي طغت عليها الشموع و«النوالات رغم عملية إخلاء المكان من الطاولات بساحة الشهداء والأسواق الفوضوية خلال الفترة السابقة. كما شوهد نقص في الإقبال عليها مقارنة بسنوات خلت، حيث كانت تشهد تلك الطاولات طوابير بشرية لا متناهية.