الدكتور هدام لـ"المساء":

تغير العادات الغذائية رفع معدل الإصابة بالسكري

تغير العادات الغذائية رفع معدل الإصابة بالسكري
الدكتور هدام، من مصلحة طب السكري بمستشفى "لمين دباغين" بباب الوادي رشيدة بلال
  • القراءات: 1057
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

أعرب الدكتور هدام، من مصلحة طب السكري بمستشفى "لمين دباغين" بباب الوادي، عن أسفه  للنتائج المسجلة في  التحقيق الأولي الذي أطلقته وزارة الصحة سنة 2016، الذي كشف عن تسجيل 14 بالمائة من المصابين بداء سكري، مشيرا إلى أن الأرقام المسجلة في اعتقاده، تظل بعيدة كل البعد عن الحقيقة، لأن التحقيق مس فقط فئة المرضى المصرحين لدى مصالح الضمان الاجتماعي، قائلا أن مرض السكري رغم أنه من الأمراض غير المعدية، إلا أنه يعرف انتشارا كبيرا. وعن واقع مرض السكري وكيفية الوقاية، تحدثت "المساء" إلى الأخصائي في السكري،  فكان هذا اللقاء.

رشيدة بلال

إلى ماذا ترجع الانتشار الكبير لداء السكري في الجزائر؟

❊❊ في الواقع، الانتشار الكبير لداء السكري في الجزائر مرجعه بالدرجة الأولى،  تغير نمط الحياة وتبدل العادات الغذائية. وفي رأيي، مرجع هذا التغير في العادات يعود إلى المرحلة الاستعمارية، حيث عاش الجيل القديم مرحلة من الحرمان، سرعان ما تبدلت بعد الاستقلال، إذ تخلت كل العائلات عن نمطها الغذائي التقليدي وراحت تبحث عن كل ما هو جاهز لتعويض سنوات الحرمان، الأمر الذي جعل جيل اليوم يسعى وراء الرفاهية، حيث يأكل أكثر من حاجته، وفي النتيجة انتشر داء السكري سريعا.

كيف تقيمّ وضع الجزائر مقارنة بدول المشرق العربي؟

❊❊ شأن الجزائر شأن دول المغرب العربي من حيث انتشار الداء، وهو نفس الحال بالنسبة لدول المشرق العربي، إذ تعكسه الأرقام المسجلة التي تشير ـ مثلا ـ في الكويت والسعودية والإمارات إلى تسجيل نسبة 18 إلى 20 بالمائة من المصابين بالداء، بينما يصل الضغط الدموي إلى 25 بالمائة. وبالمقارنة مع الدول الغربية، مثلا فرنسا، نجد أن النسبة قليلة، حيث لا تتجاوز 5 بالمائة بالنسبة لداء السكري،  وفي ألمانيا نجد أن الضغط الدموي لا يتجاوز 15 بالمائة، في حين نجد مثلا  الضغط الدموي في الجزائر يزيد عن 30 بالمائة.

انطلاقا من المعطيات المسجلة، هل هذا يعني أننا مجتمع مهيأ للإصابة بالسكري؟

❊❊ سكان المغرب العربي عموما، وحسب منظمة الصحة العالمية، لديهم استعداد للإصابة بداء السكري، حيث تشير المعطيات إلى أنه بحلول سنة 2040، سيصل معدل المصابين بالسكري إلى 30 بالمائة في حال عدم العمل بجدية على موضوع الوقاية، خاصة عند الأطفال الذين يعانون اليوم من البدانة، الأمر الذي يجعلهم مهيئين للإصابة بالداء في سن متقدمة.

ما هو المطلوب في تفعيل عامل الوقاية؟

❊❊ الرهان الأكبر الذي ينبغي العمل عليه اليوم للحد من عدد المصابين، يتمثل في إكساب الأطفال ثقافة غذائية صحية وحثهم على ضرورة ممارسة الرياضة، بالمناسبة، أعتقد بوجود تقصير كبير على مستوى الابتدائيات فيما يخص ممارسة الأنشطة الرياضية التي، عوض أن توكل إلى مختص، يباشرها المعلم، الأمر الذي يجعل النشاط الرياضي في المدارس بلا معنى، دون الحديث عن أنه يمارس مرة واحدة في الأسبوع، وهو أمر غير كاف، ومن ثمة يمكن القول بأن إبعاد شبح السكري يتطلب الموازنة بين الغذاء والنشاط الرياضي، وهي المعادلة الصحية لكل فرد يرغب في حماية نفسه من احتمال الإصابة به.