رشيد رحال رئيس جمعية وأب لمصاب بطيف التوحد:
تعويد أبنائنا على الصيام تحدٍّ وإجبارهم أمر مرفوض

- 596

يواجه أولياء الأطفال المصابين ببعض الاضطرابات على غرار اضطراب طيف التوحد، كثيرا من الصعوبات؛ لإقناع أبنائهم بضرورة الصيام؛ لكون هذه الفئة لا تملك اتصالا بعامل الوقت؛ الأمر الذي يجعلها غير قادرة على استيعاب فكرة عدم الأكل إلى غاية حلول موعد الأذان؛ مما يضطر الأولياء لبذل كثير من الجهد، فيما يبقى رهان تصويمهم متوقفا على حدة الاضطراب الذي يعانون منه.
في الوقت الذي تفرح كثير من العائلات بتصويم أبنائها لأول مرة من خلال التدرج في الصيام والبدء بنصف يوم ومن ثمة يوم كامل، نجد بعض أولياء الأطفال المصابين بطيف التوحد، يعانون الكثير من الصعوبات، ويعتبرون تصويم أبنائهم بمثابة التحدي الذي يتطلب منهم تهيئتهم، وتحضيرهم أياما قبل حلول شهر رمضان، وهو ما حدّثنا عنه رشيد رحال، أب لطفل مصاب بطيف التوحد، ورئيس الجمعية الوطنية لأطفال التوحد بولاية البليدة؛ قال: "حقيقة، أولياء أطفال التوحد يعانون الكثير من الصعوبات، لإقناع أبنائهم بكيفية الصيام؛ من خلال ربط الصيام بموعد أذان المغرب، وكذا مراقبتهم طيلة اليوم؛ لمنعهم من الذهاب إلى المطبخ، والأكل". وحسبه، "فإن الأولياء يقومون بعملية برمجة طفل التوحد على طريقة الأكل الجديدة في رمضان؛ حتى يفهم المقصود من الصيام".
وحسب المتحدث، فإن تجربته مع ابنه الذي بلغ سن الصيام، بدأت بتعريفه معنى الصيام والغاية منه، بعدها لم يتم تصويمه دفعة واحدة، وإنما بالتدريج حتى يتعود على نظام الأكل الجديد؛ يقول: "أذكر أنه عندما بلغ سن 15 سنة، تمكن من صيام شهر رمضان كاملا ولكن دائما تحت مراقبتنا له"، مشيرا في السياق إلى أنه عند الحديث عن صيام أطفال التوحد هذا لا يعني أن كل الأطفال في إمكانهم الصيام، وإنما ينحصر الأمر على فئة قليلة من التي تعاني من توحد خفيف، وحظيت بالمرافقة والمتابعة وتمت برمجتها. أما بعض الفئات الأخرى من التي تعاني من التوحد الشديد وكثيرة الحركة، فلا يمكن إيصال المعلومة إليها، وبالتالي هي فئة لا تصوم، لافتا بالمناسبة إلى أن صيام أطفال التوحد من الانشغالات التي تُعرض على الجمعية، "والتي نحاول أن نقدم تجربتنا الميدانية ليسهل على الأولياء تعويد أبنائهم على الصيام"؛ حيث يتم الشروع في تصويمهم في سن عشر سنوات. كما يتم التدرج. ويُمنع إجبارهم على الصيام. وعلى العموم، فإن أطفال التوحد يختلفون عن بعضهم البعض؛ حيث نجد بعض الذين فاق سنهم الـعشرين سنة، لا يصومون؛ لصعوبة برمجتهم على آلية الصيام".
وحول النشاطات التي يتم برمجتها خلال شهر رمضان، أشار رئيس الجمعية إلى أن جمعية التوحد تواصل نشاطاتها المرتبطة بمرافقة ومتابعة أطفال التوحد بصورة عادية. وقال بالمناسبة: "تم عقد اتفاقية مع مديرية التكوين المهني لولاية البليدة التي يعول عليها في تحقيق جملة من الأهداف؛ أهمها: التكفل بتمهين الأطفال المصابين بالتوحد ما بعد 17 سنة؛ حيث تدخل الاتفاقية في إطار تسهيل اندماج هذه الفئة في المجتمع؛ من خلال تمكينها من تكوين، يمكّنها من الحصول على استقلاليتها المالية"، داعيا، بالمناسبة، الجهات المعنية إلى تمكينهم من فضاء يسمح للمصابين بالتوحد من 17 سنة فما فوق، بممارسة حرفتهم، والعمل في مجال الحلويات أو البستنة أو غيرهما من النشاطات اليدوية، ومنه تخفيف الأعباء عن الأولياء، وعن الدولة".