مصطفى لعلاني صانع الأقفال النحاسية:

تعلّمت الحرفة لأتحرر من البطالة

تعلّمت الحرفة  لأتحرر من البطالة
  • القراءات: 618
 رشيدة بلال رشيدة بلال
اختار مصطفى لعلاني، حرفي في النحاس من ولاية بوسعادة تعلم فن صناعة الأقفال النحاسية الخاصة بالأبواب، بعدما تخلى سكان الولاية عن هذه الحرفة التي تعود إلى عهود غابرة. وقال «الهروب من شبح البطالة هو الذي دفعني إلى البحث عن الحرف التي تسير في طريق الاندثار من أجل إعادة الاعتبار لها والاسترزاق منها».
ما دفعني إلى تعلم حرفة صناعة الأقفال النحاسية،  حالة الفراغ التي عشتها وبحثي المضني عن وظيفة من دون جدوى، يقول الحرفي مصطفى. مضيفا «بدايتي مع حرفة النحاس كانت بالصدفة، حيث صادف أن التقيت بكهل من سكان الولاية يمارس هذه الحرفة منذ زمن بعيد فطلبت منه تعليمي لأشغل وقت فراغي، ومن ثمة أعجبت بها وقررت أن أمتهنها»، بعد أن امتهن الحرفي مصطفى صناعة النحاس، اختار أن يتخصص في الأقفال النحاسية وقال «أعتقد أن أقفال الأبواب النحاسية من الحرف التي تسير نحو الزوال، من أجل هذا قررت أن احترفها، هذا من ناحية، و من ناحية أخرى أصبح عالم الأواني النحاسية ولوحات النحاس المضغوط والصواني مجالا مستهلكا جدا، لذا قررت أن أعيد الاعتبار إلى هذه الحرفة’’.
وفي رده على سؤالنا حول مدى الإقبال على هذه الحرفة، جاء على لسان محدثنا أن الطلب على الأقفال النحاسية لتزيين واجهات أبواب المنازل، أصبح اليوم كبيرا حيث يقصدني بعض الزبائن لطلب أشكال مميزة لأقفال الأبواب، فأقوم مباشرة بإعداد التصميم وتجسيده على النحاس.
رغم قلة المادة الأولية وصعوبة الحرفة التي تعتمد على أدوات عمل تقليدية لطبع وتشكيل الأقفال النحاسية، إلا أن الحرفي مصطفى يملك من الإرادة والعزيمة ما يجعله يتطلع إلى الذهاب بحرفته بعيدا، حيث قال «بعد أن تمكنت من الحرفة، أتطلع إلى تعليمها لشباب الولاية على الأقل لانتشالهم من البطالة، فالحرفة تظل مصدر رزق لمن يعرف كيف يستغلها.