"سيلا" يلتفت إلى دَور حواء

تعزيز لمكانة المرأة في المجتمع

تعزيز لمكانة المرأة في المجتمع
  • القراءات: 705
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

احتلت الكتب الموجهة لحواء، مكانة خاصة عند بعض دُور النشر، التي تخصصت بشكل مثير للاهتمام، في المرأة العربية؛ لما لها من خصوصيات وميزات وصفات تنفرد بها عن باقي نساء العالم، وفق عاداتها وتقاليدها وثقافتها.  ولقد تنوعت الكتب الخاصة بعالم المرأة، بين عناوين لا تُعد ولا تُحصى؛ تقوي المرأة، وتلهمها، وتثقفها في دينها، وتاريخها، وتعزز ثقافتها العلمية. واختلفت دور النشر في هذا الباب بطرح نوعين من الكتب، منها المخصصة للمرأة الأكاديمية، وأخرى للمرأة التي تبحث عن ذاتها، تصقل شخصيتها لجعلها امرأة فعالة ولها ثقل في مجتمعها.

لاتزال المرأة العربية المسلمة معلما ووجها من أبرز ملامح المجتمعات، تُرسم بشخصية قوية؛ إذ كرّمها الإسلام، وحرص على حمايتها وصونها، وإيلاء عناية خاصة بمكانتها؛ باعتبارها ركيزة المجتمع السليم والمتزن؛ فسلامة الأمة من سلامة المرأة. ومن خلالها تبرز سلامة الأسرة، لتحفظ تماسك المجتمع، وتحمي هويته. كل هذا ألهم الكثير من دُور النشر، التي أولت اهتماما خاصا بالكتب الموجهة لحواء.

رفوف طويلة عريضة حملت كتبا كثيرة، وعادة ما تهتم دور النشر حتى بغلافها؛ وكأنه يعطيها تلك اللمسة الأنثوية بألوان وبنود وتصاميم تنوّه بأنها كتب خاصة بالنساء. أكثرها رواجا منذ سنوات، تلك التي اعتُمد في كتابتها على علماء النفس، والتنمية البشرية.

وفي هذا الصدد قال عادل عباس من دار "التنوير" للنشر والتوزيع ببيروت، إن كتب التنمية البشرية الموجهة لحواء، هي أكثر الكتب مبيعا منذ خمس سنوات تقريبا، بعدما أصبحت من الكتب التي يرتكز عليها كثير من النساء حول العالم بشكل عام، والمرأة العربية بشكل خاص؛ لتكوين مفاهيم تنمّي بها علاقاتها المجتمعية، وكذا علاقاتها الخاصة، وكذا إنجاح العلاقة التي تربطها بالطرف الآخر؛ سواء مع شريك حياتها، أو مع أطفالها، أو حتى لتكون قائدة مجتمعها.

وأضاف محدث "المساء" أن أكثر تلك الكتب بات، اليوم، يسوَّق على أشهر مواقع التواصل؛إذ تحمّلها النساء في نسخها الرقمية، مشيرا إلى أن أكثر الكتب مبيعا في هذا المجال وأكثرها بحثا من طرف النساء في صالونات بيع الكتب، كتابا "فن اللامبالاة"، و"العادات الذرية". أما الأول فهو كتاب يحمل عنوانا ثانويا لعيش حياة تخالف المألوف، من تأليف مارك مانسون؛ إذ يكسر هذا الكتاب قاعدة أن التفكير الإيجابي هو مفتاح الحياة السعيدة والمريحة، وأن الإيجابية تجلب الغنى والراحة على جميع المستويات. لكن مارك مانسون يستهل كتابه هكذا: "لنكن صادقين؛ السيئ سيئ، وعلينا أن نتعايش مع هذا "؛ فلا يتهرب مانسون من الحقائق، ولا يغلّفها بالوردي، بل يقولها لنا كما هي: "جرعة من الحقيقة الفجَّة الصادقة المنعشة، هي ما ينقصنا اليوم ". وتُرجم الكتاب إلى العديد من اللغات، ومنها العربية.

أما الكتاب الثاني "العادات الذرية" لدراسات جيمس كلير خبير اكتساب العادات، ومن تأليف نفس الكاتب مارك مانسون، فهو كتاب، يحاول المؤلف من خلاله، اقتراح تغييرات صغيرة؛ من أجل إحداث تغيرات كبيرة؛ من خلال تبنّي عادات جيدة، والتخلص من السيئة. ويهدف الكتاب إلى تطوير المهارات وفق استراتيجيات عملية، تعلّم كيفية اكتساب عادات جيدة، وكيف نتخلص من القديمة السلبية. ويشرح طريقة إدارة وإتقان أفعالنا اليومية البسيطة، التي نستطيع من خلالها، تحقيق نتائج مذهلة.

ويبدو أن الكتب اليوم باتت لها أيضا توجهات، وتواكب عصرنة التفكير، وتفتحه، تختلف في كل مرة، لتتماشي مع حداثة العصر؛ فما كان رائجا بالأمس ليس موضة اليوم. وهي حال كثير من الكتب التي سجلت حضورا قويا في صالونات الكتاب في طبعات سابقة، لتخلفها، اليوم، إصدارات جديدة، تواكب دراسات "جديدة" في مجال تطوير القدرات، وبناء الشخصيات، وما يُعرف بالتنمية الذاتية.

المرأة.. ركيزة الأسرة والمجتمع

عند الحديث عن الأسرة لا يمكن بناء الفكرة إلا بالتطرق للمرأة. ولإكمال الصورة تتخيل لنا تلك العلاقة القوية بين المرأة وبناء أسرة صغيرة؛ فلا تكتمل واحدة دون الأخرى؛ صورة عالقة وحقيقية وواضحة لنا؛ الأمر الذي يجعل الكتّاب والمؤلفين عند رغبتهم في تأليف كتب خاصة بالأسرة، عادة ما يوجهونها لحواء، فتحمل عناوينُها ضمائر مخاطبة مؤنثة " أنتِ "، أو ضمير الغائب "هي "؛ تعكس العلاقة القوية بين تلك المواضيع والمرأة.

وجاء الصالون الدولي للكتاب الذي نُظم مؤخرا بالجزائر العاصمة، بعدد معتبر من الكتب، التي تسعى إلى تطوير الأسرة، ومساعدة رباتها في حسن إدارتها وتدبيرها. وتعددت عناوين تلك الإصدارات؛ على غرار المكتبة الشرقية، التي عرضت على الجمهور سلسلة من كتب خاصة بالنساء؛ على غرار "مرجعي في العناية بالطفل"، و " مرجعي في الحمل "؛ من أصعب مهام الأم في الأسرة؛ تربية الطفل.

كما عرضت دار الحضارة للنشر والتوزيع، سلسلة كتب لتوطيد العلاقة بين الأسرة والأطفال، وأخرى بين المرأة وشريك الحياة؛ مثل " أفكار بلا حدود للمرأة والبيت"، و"طفلك في عامة الأول"، و "النقاط العشر لحياة زوجية ناجحة وسعيدة"، و " أجمل أسماء البنين ومعانيها"، و " زفاف.. آداب وتوجيهات ليلة الزفاف"، و "قاعدة المودة والرحمة بين الزوجين"، وغيرها من العناوين التي لا يمكن حصرها في موضوع محدد، بل مست جميع جوانب الحياة الزوجية والأسرية، والعلاقة بين الأبوين والطفل، ولكلٍّ نصيبه؛ من رضيع، وطفل، ومراهق.

وقد أثار اهتمامَنا بعض الكتب التي خُصصت للعلاقة بين الطفل والآباء، حمل واحد منها عنوان "للآباء المتفهمين والمراهقين المختلفين"، الذي عرضته دار المعراج للنشر والتوزيع، للكاتبة هبة أحمد نزار القهوجي، التي تناولت الصراع القائم بين الأولياء والأطفال في مرحلة المراهقة من عمرهم، التي يصنفها الخبراء من أصعب المراحل؛ باعتبارها انتقالية. والكتابة تعطي نسبة معتبرة من الحلول للتعامل مع تلك النزاعات والمشاكل، التي قد يكون من السهل التعامل معها إذا ما تم الاستعانة بأساليب ذكية ومحكمة.