لتقوية دورها في رعاية المسنين

تعزيز قيم التضامن داخل الأسرة

تعزيز قيم التضامن داخل الأسرة
  • القراءات: 1680

دعا مشاركون في لقاء حول المسنين في الجزائر، بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران مؤخرا، إلى تعزيز قيم التضامن داخل الأسرة لتقوية دورها في رعاية المسنين من الآباء والأجداد.

أبرز المتدخلون في هذا اللقاء الذي خصص لمناقشة نتائج مشروع بحث حول "المسنون في الجزائر، أي مصير؟"، أن "التغيرات والتحولات التي عرفها المجتمع أثّرت على طرق العيش في الأسرة الكبيرة، وأصبح الشباب يفضّلون العيش خارج المنزل العائلي، مما أثّر سلبا على التماسك والتكافل داخل الأسرة والرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية للأولياء من المسنين".

ذكر الأستاذ مصطفي ميموني، من جامعة مستغانم، والذي نسق عمل فريق البحث "أن الوضعية الاجتماعية والصحية لفئة المسنين أصبحت تتدهور بفعل ضعف الطابع  التضامني بين أفراد العائلة، نتيجة التحولات التي عرفها المجتمع، لاسيما في الوسط الحضري".

أضاف المتحدث أن المسنين الذي يشكّلون حاليا نسبة حوالي 8 من المائة من عدد سكان الجزائر، حسب الديوان الوطني للإحصائيات "صار عددهم يتزايد ويجب التفكير من الآن في إيجاد البدائل لتوفير الرعاية اللازمة لهم المكملة للرعاية الأسرية".

في نفس السياق، دعت فاطمة الزهراء سبع من جامعة وهران "2" إلى "توفير فضاءات  للتواصل بين المسنين ببعضهم البعض، وبينهم وبين الشباب"، وحثّت على تمكين المسنين من نقل تجاربهم ورصيدهم المعرفي للشباب من خلال تنظيم لقاءات لهم بالمؤسسات التربوية وغيرها.

كما أكد الأستاذ محمد بن وزاني من نفس الجامعة، على دور مؤسسات الرعاية  المخصصة لاستقبال هذه الفئة من المجتمع، لاسيما أولئك الذين يفتقدون للرعاية داخل الأسرة، داعيا إلى إنشاء المزيد من هذه المؤسسات. كما دعا إلى "مراجعة نظام التسيير بهذه المؤسسات وتوفير التكوين المتخصص للعاملين بها من أجل رفع مستوى الرعاية الصحية والنفسية للمسنين".

خلص البحث الذي قام به لمدة ثلاث سنوات عدد من المنتمين إلى مركز البحث في  الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية ببعض ولايات الوطن، إلى "أن الكثير من المسنين يعيشون في هذه المرحلة من العمر معاناة وحياة صعبة، وهم بحاجة إلى رعاية ومساندة".

كما يعاني بعض المقيمون بمراكز رعاية المسنين "اضطرابات نفسية والاكتئاب والإحساس بالوحدة والفراغ والشعور بالنقص، رغم الرعاية التي يحظون بها داخل هذه  المراكز". تناول البحث أيضا وضعية المحالين على التقاعد الذين يعيش البعض منهم فترة صعبة في مسار حياتهم، لضياع مكانتهم الاجتماعية والدخول في حلقة من الفراغ والروتين بسبب عدم تحضيرهم لمرحلة التقاعد.