تحدّث الدكتور محمد ملهاق الباحث في علم الفيروسات ورئيس "منتدى الأمن الصحي، البحث والتنمية"، إلـى "المساء"، على هامش فعاليات الأسبوع التوعوي، حول أخطار تعاطي المخدرات والمهلوسات المنظم من قبل وزارة الصحة، عن أهم الملاحظات المرتبطة بتفشي انتشار المخدرات في المجتمع الجزائري، وأهم الأضرار التي تتسبب فيها، والتي يجري العمل بالتنسيق مع وزارة الصحة، على رفع الوعي المجتمعي بشأن محاربتها  في أوساط الشباب بصفة خاصة.

قال الدكتور محمد ملهاق بأن المخدرات عرفت انتشارا كبيرا في الآونة الأخيرة بالمجتمع الجزائري؛ الأمر الذي أدى إلى تفاقم مشكلة أضرار المخدرات الصحية والاجتماعية، وحتى الاقتصادية، ولم يقتصر مفعولها على هذه المجالات فقط، بل امتد أيضا ليمس الصحة العقلية، والنفسية، والجسدية، شارحا ذلك بقوله: "على مستوى العقل مثلا، يعاني المدمنون من تراجع مستوى الإدراك والتذكر، وغيرها من المهارات التي ترتبط ارتباطا مباشرا، بالقوى العقلية؛ الأمر الذي يجعلهم يرتكبون بعض الأفعال الإجرامية عن غير وعي، وهو أمر خطير، يهدد النسيج المجتمعي، ويبرر تنامي الجريمة بين أوساط الشباب المدمنين".

وقال المختص إن المخدرات تؤثر على خلايا الجهاز العصبي في مخ الإنسان، الذي يتكون من مجموعة من المناطق. وكل منطقة يكون لها دور محدد، وتتحكم في وظيفة حيوية محددة؛ مثل التحكم في الجهاز التنفسي والهضمي، وجهاز الدوران وتحت تأثير السموم، مضيفا: "يحدث نوع من ضمور وتلف الخلايا؛ مما يُحدث اضطرابات في هذه الأجهزة، التي تجعل المدمن، أيضا، يتصرف بصورة غير طبيعية، وبذلك يشكل خطرا على من حوله".

وقال الدكتور ملهاق: "من الآثار الخطيرة للمخدرات والتي نسعى للتأكيد عليها من خلال أسبوع التوعية، الكشف عما تحتويه المخدرات من سموم تدخل إلى الدم، وتؤدي إلى نقص في الكريات البيضاء المشكّلة لجهاز المناعة، وبالتالي تضعف مناعة الجسم، وتجعله عرضة لمختلف الأمراض، كما تؤثر سلبا على الكريات الحمراء، خاصة عند المرأة الحامل المدمنة على المخدرات، مما يؤدي إلى الإجهاض، أو تشوهات خلقية عند الجنين. وأكثر من ذلك، فإن الأبحاث العلمية أثبتت أن المخدرات تؤثر على الخصوبة والإنجاب، وقد تؤدي إلى العقم".

وذكر الدكتور أن التحدي الأكبر الذي تتسبب فيه المخدرات التي يتم استهلاكها بشكل ملفت للانتباه بين الشباب، يتمثل في انتشار بعض الأمراض المعدية؛ مثل فيروس انهيار المناعة البشرية، وفيروس التهاب الكبد، وهو أمر يقول: "ينبغي دق ناقوس الخطر حياله؛ للحد منه".