لاقت توافدا واستحسانا كبيرين

تظاهرة "مسمك في كل بيت" تلقى النجاح المنشود

تظاهرة "مسمك في كل بيت" تلقى النجاح المنشود
  • القراءات: 1478
حنان. س حنان. س
بهدف التأسيس لثقافة تربية الأسماك، نظمت حديقة التجارب بالحامة مؤخرا أبوابا مفتوحة حول تظاهرة أطلق عليها «مسمك في كل بيت»، شارك فيها 14 عارضا يمثلون خواصا يروجون لتربية الأسماك عن طريق بيع أصناف منها ولواحقها، إلى جانب ممثلين عن وزارة الصيد البحري والموارد الصيدية ومديرة الصيد البحري لولاية الجزائر، والمركز الوطني للسدود والتحويلات المائية وكذا المحافظة الوطنية للساحل.
عرفت التظاهرة إقبالا كبيرا من طرف هواة تربية الأسماك ممن وجدوا أخيرا مكانا يجمع عدة عارضين في المجال، على حد تعبير أحدهم، وإقبالا واسعا من طرف مواطنين توافدوا على المكان من أجل الترفيه، كون الحديقة تعتبر مزارا رائعا بقلب المدينة، حيث استقبلت آلاف المواطنين في أقل من شهر، حسب المعلومات المتوفرة لدى «المساء».
وثمنت المهندسة في تربية المائيات، أمينة وقاد، مبادرة «مسمك في كل بيت»، مشيرة في حديثها إلينا إلى أن الكثير من المواطنين توافدوا على أجنحة المعرض حاملين عدة أسئلة تتشارك كلها في «عندي أسماك، لكنها توفيت ولا أدري السبب!»، حيث قالت بأن هذا هو الانشغال الرئيسي الذي يتردد على ألسنة المواطنين، مجيبة بأن عدم معرفة أساسيات الاعتناء بأسماك الزينة هو سبب «فقدانها» في فترة وجيزة.
انعدام ثقافة صحيحة في تربية الأسماك
قالت المهندسة بأن انعدام ثقافة صحيحة في تربية الأسماك عموما، هو السبب وراء قلة الاهتمام بهذه الهواية التي تعد «زينة جمالية في كل بيت»، على حد قولها، وتضيف المهندسة بأنها لمست إقبالا كبيرا من طرف الوافدين على حديقة الحامة للتنزه بين ربوعها، وبالتالي زيارة المعرض، أو من طرف مواطنين حضروا إلى المكان خصيصا من أجل الاستفادة من معلومات قيمة يقدمها المهندسون.
من جهته، قال بائع أسماك الزينة بالشراقة، ناصر دحماني، بأن هذه التظاهرة جديرة بالاهتمام، كونها الأولى من نوعها في هذا المجال المهتم مباشرة بتربية المائيات والأسماك تحديدا، وقال بأن العديد من المواطنين يحملون تساؤلا واحدا؛ وهو سبب الوفاة السريعة لأسماك الزينة، يقول: «يعتقد المواطنون من هواة تربية أسماك الزينة أنهم يهتمون بهذه الأخيرة سواء بإطعامها أكلا خاصا أو بتنقية حوض السمك أكثر من مرة وبطريقة يعتقدون أنها صحيحة، وهذه خطوات خاطئة، فالسمك حساس جدا وعلى من يرغب في تربيته إيلاء عناية شديدة بها، ومن ذلك إطعامها بقدر يسير جدا كل يومين، فالسمك لا يشبع أبدا بل يأكل مقدارا ضئيلا حتى يتمكن من السباحة في مستوى معين لكل نوع، وإكثار الأكل يجعله يشبع ويثقل، بالتالي التعرض إلى خطر الاختناق بسبب نقص الأكسجين، والغرق، ثم الموت، أما ثاني نقطة فتتمثل في غسل حوض سمك الزينة (الأكواريوم) عدة مرات بمحاليل التنظيف، وهذا ثاني خطأ، إذ لا بد أن ينظف الحوض مباشرة أثناء شرائه، ثم يزود بماء الحنفية ويترك مشغلا بالكهرباء لمدة لا تقل عن أسبوع، بعدها يتم تزويده بأنواع الأسماك المفضلة»، يشرح ناصر، مضيفا أنه يقترح على زبائنه أنواعا من الأسماك تتراوح أسعارها بين 150 دينار إلى 1500 دينار، وأوضح أن 50 بالمائة من أسماك الزينة المتوفرة في السوق مستوردة.
تكوين في تربية الأسماك في منتصف شهر سبتمبر
لاحظت «المساء» وجود أطفال لهم دراية بخبايا تربية الأسماك، مثل الطفل مجيد بوجليدة 13 سنة الذي راح يقدم عدة نصائح لكل من يقف أمام أحواض السمك، كان هو القائم عليها، أوضح أنه تلقى تكوينا خاصا في تربية المائيات في مدرسة البيئة بحديقة الحامة خلال عام 2013، وهي الهواية الشغوف بها، حيث منحه التكوين فيها اطلاعا واسعا بتربية الأسماك، وقال بأن نسبة كبيرة من المواطنين تجهل كيفية العناية الصحيحة بأسماك الزينة، وبالنسبة إليهم، يعتبر الأكواريوم في المنزل مجرد قطعة ديكورية تضفي بهاء معينا على المكان لا غير، «وهذا خطأ لا بد لكل من يريد تزيين بيته بحوض أسماك أن يعتني أولا بالاطلاع على أهم خطوات العناية سواء بالأسماك أو الحوض أولا، وإلا فإنه سيذهب ماله سدى، حتى وإن كرر أمر شراء أنواع من الأسماك مرات»، يقول مجيد.
من جهتها، أشارت المهندسة وقاد في معرض حديثها، إلى فتح تكوين في تربية المائيات في منتصف شهر سبتمبر الجاري بمدرسة البيئة في الحديقة، موجه إلى فئة الراشدين، بهدف تلقين السبل الصحيحة لتربية الأسماك وكل ما يتعلق بها، بعد أن تم خلال العام الماضي تقديم تكوين لفئة الأطفال الأقل من 14 سنة ضمن ورشات التربية البيئية، توضح المتحدثة.
مواطنون استحسنوا تظاهرة "أسماك الزينة"
من جهة أخرى، تحدثت «المساء» إلى مواطنين زاروا معرض «مسمك في كل بيت»، فقالت والدة منصف أوسرير بأنها تملك أكواريوم سمك في بيتها، لكن في كل مرة تشتري أسماكا للزينة، خاصة تلك الملونة التي تزيد ديكور المنزل جمالا، إلا أنها سرعان ما تموت، فتضطر إلى شراء أخرى بين الفترة والأخرى حتى لا يبقى الحوض فارغا دون حياة، تقول المتحدثة موضحة أنها لا تعرف سبب نفوق الأسماك في كل مرة، لكنها وجدت إجابة لأسئلتها لما زارت المعرض وتلقت إجابات مقنعة جعلتها تدرك أن تعاملها الخاطئ مع أسماك الزينة كان وراء خسارتها المضاعفة.
من جهته، قال والد الطفل أيمن، كان رفقة أسرته يجوب ربوع المعرض، بأنه يستحسن فكرة إقامة معرض خاص بأسماك الزينة لأنه مولع بها، لكنه استغرب الأسعار التي عرضت بها الأسماك، قائلا بأنه لمس فرقا محسوسا بين أسعار المعرض الغالية وتلك التي تباع بها الأسماك لدى الخواص خارج المعرض.
كما انتقد قلة عدد العارضين الذين لم يحضروا أي جديد؛ «كنت أعتقد أنني سأجد أنواعا من أسماك غير متوفرة عند الباعة، لكنني تفاجأت بأنها نفسها ولا جديد يذكر، وأقترح على المنظمين تنظيم طبعات أخرى لمثل هذا المعرض مع الإكثار من عدد العارضين والأسماك المعروضة، حتى يتسنى لنا شراء أنواع منها»، يقول المتحدث، فيما أوضحت زوجته أن منزلها يحتوي على حوض كبير في الصالون، يضفي سحرا كبيرا على المكان، والغرف الثلاث الأخرى تحوي أحواض سمك بأحجام مختلفة، مشيرة إلى أنه «يخيل إليك أن الشقة كلها تسبح في حوض سمك كبير.. فوجود أحواض سمك في منزلي تعطي راحة كبيرة للأنظار والأنفس كذلك».