المسابقة الوطنية للهواة في فن الطهي بالبليدة

تظاهرة تردّ الاعتبار للأطباق التقليدية الأصيلة

تظاهرة تردّ الاعتبار للأطباق  التقليدية الأصيلة
  • القراءات: 781

تساهم المسابقة الوطنية للملعقة الذهبية للهواة في فن الطهي التي انطلقت فعالياتها على مستوى بهو مركز الأعمال والورود وسط مدينة البليدة، مؤخرا، في رد الاعتبار للأطباق التقليدية الأصيلة التي  تراجعت شعبيتها نوعا ما وسط الجيل الصاعد، في ظل بروز أطباق عصرية سهلة التحضير، حسبما يرى الأخصائيون في هذا المجال.

في هذا الصدد، تم تخصيص حيّز هام جدا من هذه المسابقة، للتعريف بمختلف الأطباق التقليدية، وبوصفات تحضيرها الأصلية بدون أيّ لمسات عصرية غيرت كثيرا من مذاقها وشكلها. كما أوضح الطاهي المحترف حكيم العلمي المشرف على هذه المسابقة الوطنية التي ستتواصل فعالياتها على مدار ثلاثة أيام.

وأضاف نفس المتحدث أنّ المطبخ الجزائري ثريّ بعدد لا يحصى من الوصفات التقليدية الواجب المحافظة عليها، خاصة أنّ الجيل الحالي يميل أكثر إلى الأطباق العصرية سهلة التحضير، مشيرا إلى أنه سيتم تخصيص فقرة من هذه المسابقة، للتعريف بخلفيات وحكاية تسمية هذه الأطباق.

وخُصّص اليوم الأوّل من هذه المسابقة التي عرفت مشاركة نحو 50 طاهيا هاويا ممثلين لمختلف ولايات الوطن، لتحضير طبق الكسكسي الذي يُعتبر بمثابة هوية ورمز ثقافي لمختلف مناطق الوطن، وهو عبارة عن دقيق القمح المفتول والمفوّر، وتختلف طريقة تحضيره من منطقة لأخرى.

في هذا السياق، أكّد المشارك في المسابقة سعدي ساغم المنحدر من ولاية مستغانم، أنّه سيقوم بتحضير هذا الطبق المحبب لدى أغلبية الجزائريين بطريقة منطقة الغرب؛ باستعمال مختلف أنواع المكسرات من جوز ولوز وفواكه مجفّفة عكس طريقة سكان الوسط، الذين يفضّلونه بالمرق الأبيض والخضار واللحم.

وبدورها، تحرص المشاركة مباركة شيادي القادمة من ولاية الأغواط التي تعتبر نفسها بمثابة سفيرة منطقتها في هذه المسابقة، تحرص على التعريف بوصفات المطبخ الأغواطي، الذي يعتمد أغلبه على الإكثار من استعمال مختلف أنواع التوابل المحضّرة بطريقة خاصة، والتي تضفي عليها ذوقا فريدا.

من جهتها، أكدت أصغر متسابقة في هذه التظاهرة الثقافية هبة الله سليمان البالغة من العمر 13 سنة المنحدرة هي الأخرى من ولاية الأغواط، أنّها عشقت مجال الطبخ منذ صغرها، حيث كانت دائمة التواجد في المطبخ لمساعدة خالتها في تحضير مختلف الأطباق، إلاّ أنّها تطمح إلى التخصّص مستقبلا، في مجال تحضير الحلويات التقليدية.

ومن المنتظر أن يخصَّص اليوم الثاني من هذه المسابقة، لتحضير الخبز والأطباق التقليدية، على غرار طبق البركوكس الذي يُعتبر نوعا من أنواع العجائن، وكذا العصبان الذي تحرص النساء خلال عيد الأضحى، على تحضيره بمكونات أمعاء الخروف، بإضافة الأرز والحمص و«المعدنوس، الذي تختلف طريقة حشوه أيضا من منطقة لأخرى.

ومن الأطباق التقليدية التي تحظى بشعبية كبيرة أيضا، طبق المثوّم المعد  باللحم واللحم المفروم أيضا، وطبق الشخشوخة المتمثل في عجينة رقيقة تُقطع وتُطبخ على البخار، ثم تُنقع بعد طهيها في مرق الخضار واللحم، وكذا الرشتة، وهما الطبقان اللذان يحضَّران بكثرة خلال المناسبات الدينية، على غرار المولد النبوي الشريف ورأس السنة الهجرية.

ومن المنتظر أن تُختتم هذه المسابقة بتكريم جميع المشاركين وبعض قامات الفن الجزائري، على غرار الرسامة التشكيلية ابنة مدينة الورود المرحومة باية محيي الدين، والفنانة بهية راشدي والسيدة أرزقي.

وتضم لجنة التحكيم المشرفة على هذه المسابقة الوطنية، حسب المنظمين، أهم الأخصائيين في مجال الطبخ، على غرار الشاف حكيم سولمن والسيدة أرزقي والشاف حكيم لعلمي.

يُذكر أن هذه التظاهرة الثقافية تعرف أيضا مشاركة أجهزة التشغيل؛ بهدف تعريف المشاركين الراغبين في خلق مشروع يتناسب مع مواهبهم ومؤهلاتهم بالفرص التي تقدمها لهم هذه الأجهزة لتحقيق حلمهم.