96 مطعم رحمة بوهران هذا العام

تضامن وتنافس على فعل الخير في شهر الرحمات

تضامن وتنافس على فعل الخير في شهر الرحمات
  • القراءات: 559
رضوان. ق رضوان. ق

لاتزال مديرية النشاط الاجتماعي لولاية وهران، تسجل المزيد من طلبات فتح مطاعم الرحمة والتكامل والتضامن رغم مرور أسبوعين عن شهر رمضان المعظم، في مشهد لايزال يؤكد على قوة الترابط والتلاحم بين أفراد المجتمع الجزائري، وهي العمليات التي تقودها جمعيات ناشطة، ومحسنون وشباب من خيرة أبناء الجزائر. ويساهم فيها مواطنون من مختلف شرائح المجتمع، في مشاهد لا يمكن رؤيتها سوى عند الجزائريين.

ارتفع عدد مطاعم الرحمة المفتوحة عبر ولاية وهران ببلدياتها، إلى 96 مطعما، بعد أن كانت مديرية النشاط الاجتماعي لولاية وهران رخصت قبل حلول شهر رمضان المعظم بيوم واحد فقط، لـ 74 مطعما بالنشاط التضامني خلال رمضان، وهو ما أكد، مجددا، السعي الحثيث للجمعيات والشباب والمتطوعين، لفتح المزيد من المطاعم، خاصة بالمناطق التي تعرف تواجد الطلبة الجامعيين المقيمين خارج الولاية، وأخرى تجمع الرعايا الأفارقة ومحاور الطرق الوطنية وبعض الأحياء الشعبية الكبرى، حيث لا يكاد يخلو شارع من وجود لافتة خاصة بمطعم للرحمة، يقوده شباب من الجنسين، تشبعوا بروح الوطنية والإنسانية والتضامن، ليقضوا كامل اليوم في التحضير للوجبة التي يتم تقديمها لعابري السبيل، والعائلات المحتاجة خلال الإفطار، ثم مواصلة النشاط إلى ما بعد الفطور. هم شباب من مختلف الأعمار، شكلوا خلايا نحل نشطة تبدأ عملها من الساعات الأولى للصباح إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، موزعين مهامهم تبعا لحرفة كل شخص داخل الجمعية.

ويؤكد بعض الشباب ممن التقتهم المساء في بعض مطاعم الرحمة، أن التحضير لفتح مطاعم الرحمة ينطلق قبل شهر كامل من حلول رمضان، بالبحث عن مكان مناسب له، من خلال التواصل بالمحسنين وأصحاب المطاعم، وكل شخص يملك فضاء أو مساحة شاغرة، يمكن أن تحوَّل إلى مطعم للرحمة. ويوضح أحد الشباب أن أغلب أصحاب المطاعم العادية يوافقون على منح محلاتهم لفتح مطاعم الرحمة، وهي مساهمة كبيرة منهم في إنجاح عملية فتح المطعم، خاصة أن مصالح مديرية النشاط الاجتماعي تصر على أن يكون الفضاء لائقا لفتح مطعم، مع توفر شرط النظافة، والوسائل الخاصة بتحضير الوجبات. كما يوضح الشباب المتطوعون أن عملية الوصول إلى فتح مطعم ليست بالسهلة في ظل الأزمة الحالية، وتضرر عدد كبير من المحسنين بسبب وباء كورونا خلال السنتين الماضيتين، حيث سُجل تراجع في منح الهبات والمساعدات من طرف عدد من المساهمين، ما يؤدي بالشباب إلى البحث والتواصل مع أهل الخير، الذين لا يبخلون عن التبرع بالمال، والمواد الغذائية، والمساهمة بما يستطيعون.

ويؤكد الشباب أن نجاح فتح مطاعم الرحمة يبقى مرهونا بالمساهمات والمساعدات التضامنية من طرف المحسنين. كما لا يمكن فتح مطعم للرحمة بدون تواجد طباخين. وهنا يوجه الشباب الذين صادفناهم تحية تقدير وإجلال لكل الطباخين، خاصة بعض النساء، اللاتي تركن بيوتهن خلال كامل شهر رمضان، للمشاركة في فعل الخير، وإعداد الوجبات رغم المشقة الكبيرة التي تتطلبها عملية تحضير الوجبات، وتنويعها، وطول عملية التحضير التي تنطلق في حدود منتصف النهار إلى غاية إعداد كامل الوجبات. وأكد المتطوعون أن مساهمات المواطنين متواصلة خلال كامل الشهر، حيث يقصد الجمعيات مواطنون وعائلات من مختلف الشرائح الاجتماعية، للتبرع بما يستطيعون.

ويكشف أحد الشباب أن بعض العائلات رغم حاجتها، تجدها تقدم المساعدات على شكل صدقة، تتمثل في قارورات الزيت الذي يعرف ندرة، أو البيض، أو الخضر بكميات قليلة، وحتى بالأكياس البلاستكية لرمي مخلفات الأكل، فيما يقدم آخرون مساعدتهم بعرض سياراتهم للمساعدة في نقل المشتريات، وحتى أعضاء الجمعية ممن يقطنون بمناطق بعيدة، وهي مظاهر لا تجدها سوى في الشعب الجزائري، ومبادرات وأعمال كبيرة في نظرنا، لأنها تأتي من مواطنين يريدون فعل الخير بما يستطيعون رغم حاجتهم.