يبذلون جهدا كبيرا في صنعها

تسويق المنتجات أكثر ما يشغل بال الحرفيين

تسويق المنتجات أكثر ما يشغل بال الحرفيين
  • القراءات: 1149

أجمع العديد من الحرفيين المشاركين في الطبعة 11 من المهرجان الثقافي الوطني للفنون والإبداع "اليد الذهبية" بقسنطينة، الذي اختتمت فعالياته يوم 20 فيفري الجاري، على أن أكثر ما يشغل بالهم هو كيفية تسويق منتجاتهم الحرفية التي يبذلون جهدا كبيرا في صنعها، في ظل عدم وجود معارض قارة لتصريف هذه المنتجات الحرفية".

أوضح حميد هدري، حرفي شاب مختص في الخزف الفني من الجزائر العاصمة، أن "إشكالية تصريف المنتج الحرفي تلقي بظلالها على عمله، حتى  وإن كان يشارك في عدة معارض بين الفينة والأخرى، حيث تتاح له فرصة الالتقاء بالزبائن"، إلا أنها تظل غير كافية، حسبه، "أمام ما يبذله وغيره من  الحرفيين من أجل الحفاظ على إرث ثمين وأصيل"، وأردف المتحدث "أنا أعمل في ورشتي الخاصة بالجزائر العاصمة ولي زبائني، لكن هذا لا يكفي لأنني أرغب في أن يصل هذا الإرث التقليدي إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، فلكل حرفي بصمته الخاصة والمعارض قليلة، وبالفعل أنا أشارك في بعضها، لكنها تظل غير كافية، مما يعني أنه يتعيّن على الحرفي أن يجتهد في تصريف بضاعته وإلا فإنها ستعاني الركود".

اقترح الحرفي أن "يتم التداول على فضاء معين بين كل فترة وأخرى بين الحرفيين، من أجل السماح لأكبر عدد ممكن منهم بالالتقاء في فضاء خاص لتبادل التجارب والأفكار، وبيع منتج حرفي يعتبر عصارة جهدهم"، وأضاف المتحدث الذي يعرض تحفا فنية من السيراميك في جناحه بأحد أركان بهو قصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة"، أنه "من شأن إنعاش الحركة السياحية حل هذا الإشكال وتحفيز الحرفيين للإبداع أكثر كل في مجاله".

وهو نفس ما ذهبت إليه الحرفية الطاوس طاسين، من قسنطينة، الأخصائية في التحف التزيينية النحاسية التي اعترفت أنها "لا تملك مكانا قارا يسمح لها ببيع منتجها بأريحية، على اعتبار أنها تمارس حرفتها في المنزل"، مفيدة بأن عملها  الفني مرهون بتنظيم معارض للحرف التقليدية سواء في ولاية قسنطينة أو ولايات أخرى.

استنادا للمتحدثة "استطاعت من خلال سنوات عملها التي تمتد على أكثر من 15 سنة، أن تنسج علاقات مع زبائن أصبحوا بمرور الوقت أوفياء لها، حيث  قالت "أعمل كحرفية في الأواني النحاسية منذ أكثر من 15 سنة، وسمحت لي مشاركاتي في عدة معارض من تكوين شبكة من الزبائن أتعامل معهم عبر الهاتف".

أبدت المتحدثة أسفها عن هذا الأمر، داعية إلى "تنظيم معارض قارة بهدف تمكين الحرفي من تصريف منتجه الحرفي، يحفّزه على العمل أكثر والحفاظ على موروث ثقافي واجتماعي من الزوال".    

في هذا السياق، أوضح السيد نصر الدين بن عراب، مدير غرفة الصناعات التقليدية والحرف بقسنطينة، أن الغرفة تبذل جهودا كبيرة من أجل المحافظة على الحرف والصناعات التقليدية الجزائرية الأصيلة، التي تمثل العمق والروح الجزائرية، من خلال التكوين والمرافقة على وجه الخصوص.

بشأن تسويق المنتجات الحرفية، أفاد بأن الغرفة تعمل على تقديم الدعم للحرفيين في هذا الشأن، من خلال على وجه الخصوص، تنظيم العديد من المعارض خلال مختلف أيام السنة، علاوة على تخصيص فضاء بحي الدقسي عبد السلام، لفائدة حوالي 65حرفيا في الصناعة التقليدية الفنية لمزاولة نشاطهم بكل أريحيةو تسويق منتجاتهم في أحسن الظروف.

كما تحدث السيد بن عراب عن أروقة عرض وبيع منتجات الصناعة التقليدية  المتواجدة بشارع "عبان رمضان" وسط مدينة قسنطينة، حيث أفاد في هذا السياق، أن الأروقة تفتح أبوابها أمام جميع الحرفيين لعرض منتجاتهم في الأروقة لمدة شهر كامل، حيث يكون العرض بالتداول، وفي حال حقق المنتج إيرادات معتبرة خلال تلك الفترة، تقوم الغرفة باقتنائه من الحرفي والتكفل ببيعه.