حذرت الدكتورة إيناس مواسي، المختصة في طب الأسنان وجراحة الفك، من انتشار مشكل تسوس الأسنان بين الأطفال، حيث أشارت إلى أن هذا المشكل تحول إلى قضية صحة عمومية جد مقلقة، مشيرة إلى أن فئة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و16 سنة، هم الأكثر عرضة، وهذا راجع حسب الطبيبة، إلى عادات الأكل غير الصحية التي يعتمد عليها غالبية الأطفال، إلى جانب عدم حرص الوالدين على تلقين السلوكيات الصحيحة، للحفاظ على سلامة وصحة وجمال الأسنان.

أوضحت المختصة أن العناية بالأسنان، من المفاهيم الحديثة نسبيا بالنسبة للمجتمع الجزائري، باعتبار أن المجتمع في وقت مضى، لم تكن لديه ثقافة فرش الأسنان، ولا علاج مشكل التسوس، ولا حتى الوقاية ضد هذا المشكل، بتفادي الأغذية مثلا، التي تساعد على تفاقم مشكل تسوس الأسنان.

وأضافت أن الكثير من الأطفال اليوم، يعانون مشكل تسوس الأسنان، والمشكل يكمن في أن الاستشارة أصبحت تتم في مراحل متقدمة من المشكل، لدرجة أن البعض يزور الطبيب في مرحلة تآكل الضرس، ويكون قد بلغ درجة عدم إمكانية الإصلاح لتفادي القلع.

وشددت أن هذا راجع بالأساس إلى غياب الثقافة الصحيحة لدى الأولياء، فهم المسؤولون على صحة أطفالهم، ولهم دور مراقبة والحرص على سلامتهم، إلا أن الاعتقاد السائد بينهم، لاسيما ما يتعلق بصحة الأسنان في مراحل متقدمة من العمر، بأن السن مهما أصيب بمشاكل تسوس، فسوف يتم تغييره في سن معينة، وهذا لا يستدعي زيارة طبية قبل ذلك، ولا حاجة لقواعد أكل صارمة، ولا مانع في أكل الحلويات، أو الاستمتاع بطفولة، بحق تناول ما شاء من حلويات وسكريات، إلا أن هذا التفكير في حقيقة الأمر، ما هو إلا إخفاء لمشكل أعظم، سيظهر مع التقدم في السن.

وفي هذا الصدد، قالت إيناس مواسي، إن تسوس الأسنان في الصغر، وبالرغم من تغييرها بأسنان جديدة، غير أن هذا لا يعني بروز أسنان بصحة جيدة، أو سليمة، إذ أن المشكل سوف يكون في جذور الأسنان التي تم تغييرها، بالتالي يمكن أن ينتقل نفس المشكل إلى الأسنان أو الضروس التي تم تغيرها.

وقالت، إن اليوم نشهد الكثير من الأطفال لا يزال سنهم صغيرا، انتهت فترة تغيير أسنانهم، لكن يعانون من مشكل عام فيها، إذ نجد البعض لديهم تقريبا سلسلة كاملة من أسنان بمشاكل متفاوتة، لدرجة أن بعض الأشخاص أحيانا عند النظر للوهلة الأولى لفمهم، تعتقد أنهم من كبار السن، نظرا لحالة أسنانهم الأمامية وحتى الخلفية.

وقد شددت الطبيبة على أهمية إيلاء عناية خاصة بالأسنان منذ الصغر، وحث الأطفال على فرشها بانتظام وكل يوم، وبعد الوجبات، لأجل إزالة بقايا الأكل التي تعمل على تراكم الجراثيم، موضحة أن مشكل تسوس الأسنان ليس جماليا فقط، وإنما هو مشكل صحة عامة، يمكن أن يؤثر على سلامة باقي أعضاء الجسم، كالقلب.