رسم فرحة كبيرة لدى الأطفال والعائلات

تساقط الثلوج بأعالي جبال الشريعة يستقطب الجزائريين والأجانب

تساقط الثلوج بأعالي جبال الشريعة يستقطب الجزائريين والأجانب
  • القراءات: 620
رشيدة بلال رشيدة بلال

شهدت أعالي جبال الشريعة، تزامنا وهطول الثلوج التي أكسبتها حلة بيضاء، توافدا كبيرا للعائلات من مختلف ولايات الوطن، خاصة وأن ذلك تزامن ونهاية عطلة الأسبوع، حيث أقبلت العائلات على هذا الفضاء السياحي الطبيعي لولاية البليدة، للاستمتاع بمنظر الثلوج المتساقطة والمشاهد الخلابة لأشجار الأرز النادرة التي توشحت بالبياض، ورغم برودة الطقس، إلا أن هذا لم يمنع الأطفال والشباب من اللعب بالثلوج والتقاط الصور التذكارية ومشاركتها عبر مختلف الوسائط الاجتماعية.

يبدو أن محبي الشريعة بأعالي جبال البليدة، التي يزيد ارتفاعها عن 1500 متر عن سطح البحر، كانوا ينتظرون بفارغ الصبر هطول الثلوج لزيارة هذا الموقع السياحي الطبيعي، ولعل هذا ما يفسر الإقبال الكبير عليه بمجرد تساقط الثلوج، حيث وقفت "المساء" على  تواجد عدد كبير من الزوار الوافدين من مختلف ولايات الوطن، إذ حلت مجموعات من العائلات والشباب والأطفال قادمين من ولايات سكيكدة وتبسة وورقلة وقسنطينة والعاصمة وتيبازة وبومرداس، بما في ذلك بعض الزوار من الدول المجاورة على غرار تونس الشقيقة، حيث عبر بعض زوار الشريعة، بأنهم شاهدوا هطول الثلوج عبر مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من صفحات بعض المؤثرين الذين اختاروا مشاركة هذا الحدث عبر صفحاتهم، فكان الإقبال كبيرا ليعيشوا الفرحة وسط الثلوج، خاصة على حد قول بعضهم أنهم انتظروا هذه اللحظة طويلا بسبب تأخر تساقط الثلوج على مرتفعات الشريعة هذه السنة.

فرصة لتقاسم اللحظات الجميلة

تحولت أعالي جبال الشريعة إلى فضاء كبير للعب والتزحلق على الثلوج، حيث أمضى الأطفال والشباب طيلة تواجدهم بالمنطقة وقتهم في الجري واللعب بالثلوج رغم برودة الطقس، فيما اختار آخرون التقاط بعض الصور والفيديوهات ومشاركتها عبر منصات التواصل الاجتماعي للمشاركة من جهتها في الترويج السياحي، وعلى حد  تعبير بعض الأطفال، فإن اللعب بالثلج والفرحة بتساقطه أنساهم الشعور بالبرد، فيما أكد آخرون أنهم يكتشفون جمال الثلوج لأول مرة.

من جهتهم أعرب بعض الزوار، عن أسفهم لتعطل المصعد الهوائي الذي يلعب دورا هاما في الترويج السياحي لأعالي جبال الشريعة، بالنظر إلى المناظر الخلابة التي يستمتعون بها من خلال النظر إلى جبال الشريعة وأشجارها المغطاة بالثلوج من السماء. وحسبهم، فإن زيارة أعالي جبال الشريعة تتطلب أن يمتلك الزائر وسيلة نقل، خاصة أمام قلة وسائل النقل التي تنقل الزوار إلى أعالي جبال الشريعة، ناهيك عن حالة الزحام الكبيرة التي يخلفها التوافد الكبير للسيارات من مختلف ربوع الوطن على الحظيرة.

وإذا كانت فرحة الزوار كبيرة بهطول الثلوج، فإن بعض التجار من سكان بلدية الشريعة، عبروا من جهتهم عن فرحتهم الكبيرة أيضا بهطول الثلوج التي أنعشت أيضا تجارتهم، وحسبهم فإن نشاطهم موسمي مقتصر على زوار الشريعة، من أجل هذا يشكل فصل الشتاء وهطول الثلوج فرصة هامة لإنعاش نشاطهم الممثل في بيع بعض الأكلات الخفيفة والشاي والمكسرات وبعض الخضروات الجبلية.

تدابير لضمان سلامة الزوار

وحسب رئيس بلدية الشريعة سمير سماعيلية، فإن بلدية الشريعة رغم التأخر المسجل في هطول الثلوج، غير أنها في الموعد من حيث اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان سلامة الزوار"، مشيرا الى أن مصالحهم  بالتنسيق مع مديرية الأشغال العمومية تتدخل عن طريق كاسحات الثلوج من أجل تأمين الطرق وضمان سلامة الزوار خلال تنقلهم"، مؤكدا في السياق"بأنه على الرغم من تعطل المصعد الهوائي، إلا أن مديرية النقل على مستوى الولاية سعت لتأمين حافلات النقل الحضري وشبه الحضري لتسهيل وصول السكان والزوار إلى أعالي جبال الشريعة للاستمتاع بجمال هذا المرفق السياحي الطبيعي الذي يستقطب إليه الزوار من داخل وخارج الولاية. من جهته أكد محافظ الغابات لولاية البليدة محمد مقدم، بأن مصالحه سعت بمجرد تهاطل الثلوج إلى التكثيف من الدوريات الراجلة والراكبة، خاصة في المناطق التي شهدت تساقط كميات كبيرة، من أجل الاستطلاع والاستكشاف لإزالة الأشجار التي يمكن أن تعيق حركة المرور، لافتا إلى أنهم لم يسجلوا أي حوادث، وبالمناسبة سعوا إلى تنبيه الزوار خاصة من خارج الولاية إلى ضرورة عدم التوغل إلى التشكيلات  الغابية الوعرة.