لا بد أن يتناغم الوالدان معها

تساؤلات الطفل مفتاح عقله

تساؤلات الطفل مفتاح عقله
  • القراءات: 527
ق. م ق. م

لماذا قد لا يسمح الوالدان لأبنائهما ويعطيانهم الوقت والفرصة لسرد كل ما يجول في خاطرهم من أسئلة، يرونها هم غامضة بالنسبة لهم، حتى وإن كانت تافهة في نظر الوالدين؟ يشير الأخصائيون إلى ما تسببه النصائح الشائعة والمتداولة بين الآباء عن تربية الأبناء، مؤكيدن أن عالم الطفل مليء بالغموض المصاحب للعفوية، التي تدفعه لطرح الأسئلة مرارا وتكرارا بدافع الفضول، والحصول على إجابة تكشف له غموض ما قد يراه، ولا يجد له تفسيرا، ولكن كثيرا ما يرى الوالدان وليس هما فقط، بل كذلك بعض المعلمين، أن أسئلة الطفل الكثيرة هي أمر مضجر، يصفون خلاله الطفل بـ "الثرثار".

لماذا يُكثر الأطفال من التساؤلات؟

❊ قلة الحصيلة المعرفية للأطفال بصورة عامة، والشعور بأنهم في عالم مجهول، يتضمن أمورا غامضة بالنسبة لهم يصادفونها لأول مرة.

❊ يصيب الفضول والحيرة الأطفال في مواقف متعددة، وعند وقوفهم أمام أمر لا يفهمون أسبابه، مثل: تعليم الطفل الصلاة وأهميتها. ففي البداية لا يفهم الطفل أهمية الصلاة حتى وإن شرح الوالدان له الأمر، لكن قد تظل هناك جوانب غامضة أكبر في مخيلته وتفكيره الصغير؛ لذا يظل يطرح الأسئلة لمحاولة إيجاد تفسير سهل يتقبله عقله.

❊ الرغبة في الفضول والاستكشاف عند الطفل عندما تواجَه دائما بالرد العنيف من قبل الوالدين، والنهر الذي يصاحبه الغضب العالي، ونهره عن تكرار أسئلته التي لا تفيد والتافهة، كما يراها الوالدان، قد تكون السبب في تقييده بعدة مشاكل، تؤثر عليه خلال نشأته وتنمية مهاراته المعرفية والتعليمية، ومنها:

❊ قتل الرغبة عند الطفل في تجربة الأمور واستكشافها.

❊ التوقف عن تطوير قدرات الطفل العقلية والمهارية، والاكتفاء فقط بالمشاركة السلبية في الأمور المختلفة بدون فهمها.

❊ حدوث اضطرابات في نمو الأطفال المعرفي وسلوكهم الاجتماعي.

❊ الموقف السلبي الذي قد يتخذه الطفل بالشعور بعدم أهمية تساؤلاته، والتوقف عن المعرفة.

❊ ضعف النمو المعرفي عند الطفل عند تجاهل الإجابة على استفساراته.

❊ ضعف العلاقة الأسرية بين الطفل والوالدين، فيتجنب الطفل اللجوء إلى الوالدين بسبب أسلوبهما معه، المليء بالسخرية أو النهر له، لينغلق على نفسه؛ خوفا من ردة فعلهما.

❊ تزايد مخاوف الطفل، وقلقه بسبب عدم إيجاد رد يشعره بالاطمئنان، خاصة إن كانت تساؤلاته تدور حول أحد الأمور التي تخيفه أو تثير قلقه ولا يجد لها تفسيرا.

❊ لجوء الأطفال إلى مصادر خاطئة بعيدة عن الوالدين؛ في محاولة لإيجاد إجابات عن أسئلتهم.

كيف يتعامل الوالدان مع تساؤلات الأطفال الكثيرة؟

❊ عند سؤال الطفل عن أمر ما يجب على المستمع الإنصات التام له وإبداء الاهتمام. وبعد الإجابة على ما طرحه يجب أن يسأله المستمع إن كانت لديه تساؤلات أخرى في ذات الموضوع؛ كي ينهي البالغ حيرة الطفل المصاحبة لسؤاله من كافة الجوانب.

❊ عدم تعنيف الطفل مطلقا في حال تكرار السؤال أو كثرة الأسئلة؛ كي لا يصاب الطفل بالخيبة ويشعر بالإهمال، ويتوقف عن الاستفهام والتعلم المعرفي.

❊ تشجيع الطفل على القراءة والتعلم من خلال الأسئلة؛ بحث الوالدين الأبناء على أهمية القراءة والتعاون معهم في ذلك، مما يثري عقل الطفل للاطلاع والاهتمام بالقراءة في الأمور التي يجهلها.