معارض الصناعة التقليدية بالعاصمة

ترويج للمنتج المحلي واستقطاب السياح الأجانب

ترويج للمنتج المحلي واستقطاب السياح الأجانب
  • القراءات: 453
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

ساعدت معارض الصناعة التقليدية التي نصبت خيماتها في العديد من أحياء العاصمة على كسر الرتابة بها، لاسيما خلال موسم الصيف، إذ اختار منظمو المعارض  هذه الفترة بالذات، بهدف استقطاب السياح ومساعدتهم على إيجاد أماكن لاقتناء تشكيلات متنوعة من القطع التذكارية، التي تعكس جانبا من التراث الوطني الأصيل.

في جولة بالعاصمة، تسنى لـ«المساء"، فرصة زيارة عدد من تلك المعارض، والاقتراب من الحرفيين الذين استغلوا فرصة عرض ما أنتجته أناملهم لمدة سنة داخل ورشاتهم، منتظرين يوم تقديمها للزبائن وإثارة إعجابهم.

في البداية، زرنا معرض الصناعة التقليدية بساحة "ميسوني" في شارع ديدوش مراد الذي يشهد حركة لا مثيل لها من قبل المواطنين، لأنه إستراتيجي للزوار المحليين والأجانب، لاسيما النساء اللواتي يجدن ضالتهن وسط العدد الكبير من المحلات الخاصة ببيع الملابس الجاهزة، حيث عرض هناك الحرفيون منتجاتهم التقليدية التي تختلف بين مشغولات للديكور ومأكولات تقليدية، كـ«النوقة" والعسل والمربى والحلويات التقليدية. عمل هذا المعرض على خلق حركة متواصلة على مدار اليوم وإلى غاية ساعات متأخرة من الليل بالنسبة لبعض الحرفيين الذين يستغلون تلك المرحلة من أجل التعامل مع الزبائن الذين يخرجون ليلا هروبا من حرارة اليوم.

في هذا الشأن، حدثتنا الحرفية آمال المختصة في تزيين قفف الدوم قائلة، بأن هذا النوع من المعارض يهدف إلى إحياء الحركة بالعاصمة، والدليل على ذلك استمالتها لعدد كبير من الزوار، خصوصا السياح الأجانب الذين يقبلون على تلك الأجنحة لتأمل جمال القطع المعروضة أو اكتشاف جانب من الإرث المحلي للمنطقة. ولعل أكثر ما يجذب الزوار ـ تضيف المتحدثة ـ القطع الصغيرة التي يعتبرها السائح قطعا تذكارية بإمكانه أخذها معه عند مغادرة الجزائر.

معرض للكتب بساحة أول ماي..

كان للكتاب مساحة خصصت له بالمناسبة، حتى يجد الزائر ما يبحث عنه في الهواء الطلق. وقد اختلفت الكتب المعروضة بين الروايات والقصص وكتب الطبخ أو نصائح عامة في مجالات مختلفة، كما كان لكتب التاريخ وبعض العلوم حضور قوي في تلك المعارض. في هذا الإطار، تحدثنا مع بعض زوار المعرض الذين أشاروا إلى أن المعارض التي تنظم في الساحات تلقى اهتماما أكبر من تلك المنظمة داخل مراكز ثقافية أو أماكن مغلقة، تستقطب المتجولين بها هنا وهناك.

أبدى عبد الله، بائع كتب الطبخ بالساحة، استحسانه لهذا النوع من المعارض، حيث قال "تختلف المعروضات، إلا أن الهدف المشترك بين كل المعارض يتمثل في إحياء الحركة بالعاصمة واستقطاب الزوار إليها، فكل فرد يفضّل منتوجا معينا، إذ هناك عشاق الكتب الذين يستمتعون خلال هذه المعارض بمطالعة بعضها واقتناء ما يحتاجون إليه، ويشتد الإقبال على هذا النوع من المعارض خلال الفترة المسائية، خاصة بعد الساعة الخامسة، بحكم انخفاض درجة الحرارة، مما يمنح الفرد راحة الوقوف مطولا من أجل اختيار ما يحتاجونه، أو للتجول وسط تلك المعارض".

شارع "أودان" يتزين بالحلي..

آثار انتباهنا عدد معارض الحلي التقليدية والعصرية في شارع "أودان" بالعاصمة، هذا الشارع الفني الذي يميزه الجانب الفني بفضل عدد المراكز الثقافية الموجودة هناك، والمقهى الفني كذلك، فضلا على عدد فناني الشوارع الذين ظهروا خلال السنتين الأخيرتين، و اتخذوا من ذلك الشارع منصات لهم للترويج لفنونهم، مما يجعل الساحة مستقطبا مثاليا للشباب الذين يتجولون ذهابا وإيابا في ذلك الشارع، وهو ما دفع منظمي المعرض إلى حسن اختيار البضاعة المعروضة هناك، والتي اختلفت بين قطع تقليدية وأخرى معروضات من الحلي التقليدية المصنوعة من الفضة، إلى جانب الحلي العصرية الحديثة، وهو معرض استقطب بشكل كبير الزوار والسياح الذين انتقلوا تارة بين المحلات، وأخرى بين الطاولات البسيطة للحرفيين، لاسيما أن تلك المنطقة تتميز أيضا بباعة دائمين متخصصين في الصناعة التقليدية، لهم محلات اشتهرت منذ سنوات في عرضها لمنتجات من الصناعة التقليدية، وكانت تلك الطاولات المنصوبة بمناسبة موسم الصيف والعطل، فرصة لدعم الحرفيين وعرض منجاتهم الجديدة والاحتكاك بالزبائن.

نور الهدى بوطيبة