مختصون يناقشون سبل بناء الإنسان في الجزائر

تركيز على ثلاثية"المتمدرس والأولياء والمربي"

تركيز على ثلاثية"المتمدرس والأولياء والمربي"
الدكتورة لطيفة العرجوم رئيسة جمعية "آلاء" للتنمية الأسرية
  • القراءات: 379
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

اختارت جمعية "آلاء" للتنمية الأسرية، أن تناقش ثلاثية "المتمدرس  والأولياء والمربي"، خلال الندوة التي شارك فيها مختصون في مجالات عدة من مختلف ولايات الوطن عبر تقنية "زوم"، مؤخرا.

وأوضحت، في هذا السياق، الدكتورة لطيفة العرجوم رئيسة الجمعية، في تصريح لـ "المساء" أن هذه الندوة تأتي في ظل التحديات التي تواجه الأسرة الجزائرية؛ من ضعف في التحصيل الدراسي، و غياب الوعي بأهداف التعليم، مردفة أن "التعليم قبل أن يكون مجرد تفوق في النتائج، هو رسالة تبني الأفراد والمجتمعات"

وأضافت الدكتورة العرجوم أن التعليم رسالة عظيمة، تتجسد من خلال عدة مستويات، هي بمثابة حجر أساس في هذه الرسالة، وهي "المتمدرس والأولياء والمربي"، معتبرة أن هذه الثلاثية مهمة، ولا يكون لها أثر إلا إذا حققت انسجاما وتعاونا بينها، وأدركت قيمة هذه الرسالة وقداستها، مضيفة: "الكل مستفيد؛ حيث يتم تجاوز المراحل التعليمية على نحو يبعث الأمل والثقة في النفوس، خاصة أمام ما تنتظره الجزائر من طاقات الأجيال، وما يمكن تقديمه في بناء الإنسان والوطن".

وأشار مفتش التربية سيد علي دعاس في مداخلته خلال هذه الندوة، إلى العقدة الموجودة في العملية التربوية وكيف يستوجب التعامل معها، حيث تطرق إلى كيفية تحقيق رسالة التعليم في الجزائر، وكذا صبغة السلبية التي يكتسيها جانب تدخل الاولياء والمشاركين والمعلقين من الجانب السلبي وانتقاد المنظومة التربوية من خلال وضع مقارنات بين الجزائر ودول أخرى، دون النظر إلى المجهودات المبذولة و النتائج المحققة في البلاد، مع التغاضي عن عطاء الكفاءات الجزائرية التي تخرجت من الجزائر، والتي أثبت قوتها وعطائها من خلال قيادتها وادارتها لمؤسسات كبيرة عبر العالم.

وفي نفس السياق، أشار المختص إلى أن رسالة التعليم نبيلة، يجب أن يتسم المربي فيها بصفة الإخلاص واكتساب مهارات التعليم عن طريق التكوين. كما تطرق المفتش دعاس للدور الريادي الكبير الذي يلعبه الأولياء في العملية التربوية، موضحا أنهم شركاء المعلم في عملية التعليم، التي تنطلق من البيت، لتكون سندا للمعلم في المؤسسة التي تحتضن الابن.

تنمية القدرات نتاج اتحاد الآباء والمستشار التربوي

ولأن للحالة النفسية آثارها وتأثيرها، فقد تطرقت الأخصائية النفسانية أنيسة معلم، للعقبات التي تقف في طريق الفرد، والأخرى التي تصنع منه النموذج الناجح.

وأكدت المختصة أن العملية التربوية تقوم على ثلاثة شروط أساسية، وهي "تعزيز أهمية التعليم عند الأبناء منذ بداية السنة"، وكذا "التركيز على آلية التعليم الذاتي"، إلى جانب "التخطيط للسنة الدراسية على المديين القريب والبعيد"، مع التأكيد على أهمية الاحتواء والمساعدة التي يقدمها الأولياء للابن؛ لتقوية مهاراته، موضحة أن الولي بحاجة للتعرف على صعوبات التعلم عند ابنه؛ على غرار صعوبة النطق، وقلة الانتباه، وضعف الذاكرة، وغيرها من الصعوبات التي تواجه المتعلم، وتعيق مساره نحو النجاح؛ مما يستوجب التعامل مع مستشار التوجيه لتنمية قدرات التلميذ، وصقل مهاراته، واستيعاب المعطيات المعرفية التي تقدَّم له من قبل المعلّم.

وأشارت الأستاذة مليكة تواتي، مدربة في التنمية الذاتية وأستاذة التعليم المتوسط، إلى أن القاعدة التعليمية لها عناصر أساسية، متمثلة في الرسالة، والثلاثية الهامة، وهي "المربي والمتربي والعملية التربوية". أما العنصران الآخران فهما "الهدف والتكوين"، مؤكدة في السياق، أن رسالة المعلم سامية، جسورها المحبة، والتكامل، مع تحديد الأهداف، التي بموجبها يكون النفع العام.