الصيدلانية لامية شنوفي المتخصصة في الكيمياء المعدنية:
تركيبة مستحضرات التجميل خطيرة على الحوامل والمرضعات

- 788

أكدت لامية شنوفي، صيدلانية متخصصة في الكيمياء المعدنية، مساعدة متخصصة بمصلحة البيئة والصحة بالمعهد الوطني للصحة العمومية، في تصريح لـ " المساء "، أن مستحضرات التجميل تشكل خطرا كبيرا على صحة الحامل والجنين والمرضع، مشيرة إلى أن الدراسات أكدت أن 40 ٪ من منتجات النظافة والجمال تحتوي على الأقل، على مادة واحدة مسببة لاختلال الغدد الصماء، علما أن الحامل تستعمل 18 مستحضر تجميل يوميا، وست مستحضرات تستعمل للطفل وفق منظمة الصحة العالمية، وهو ما يشكل خطرا على الإنسان ونسله.
أشارت المختصة شنوفي إلى أن المعهد الوطني للصحة العمومية، قد حضّر ملصقات تحذر من أخطار مواد التجميل في إطار الاحتفال بالأسبوع العالمي الرضاعة الطبيعية، على هامش اليوم التكويني الاعلامي حول الرضاعة الطبيعية الذي خُصص لمهنيّي الصحة المرافقين للنساء المرضعات مؤخرا، مؤكدة أهمية الاحتراس عند استعمال مستحضرات التجميل بكثرة من طرف النساء، لا سيما أنها تسبب أضرارا جسيمة للأجنة والمرضعات؛ لأن البيئة التي يترعرع فيها الجنين مسؤولة عن صحته الجسدية والهرمونية؛ تقول المختصة: "تتكون مستحضرات التجميل من مواد كيميائية، وهي خطيرة على الجنين الذي يكون في مرحلة تكوين الأعضاء في بطن الأم، علاوة على تأثيرها على الهرمونات التي تتسبب، بدورها، في مشاكل صحية كثيرة، تظهر عندما يصبح الطفل مراهقا. وهناك من المتخصصين من يشير إليها في إشكالية التوحد، ومشاكل البلوغ المبكر، والعقم؛ فكلها مشاكل وتعقيدات أصبحت موجودة وبقوة".
مواد التجميل وراء خلل في الغدد الصماء
أوضحت شنوفي أن المرأة الحامل لا بد أن تنتبه لمواد التجميل المستعملة يوميا، وأن تحسن اختيار أقلها ضررا على صحتها، على غرار واقي الشمس، الذي ينصح المختصون باستعماله لحماية البشرة من الاشعة الحارقة، لكن مع حسن الاختيار، وكذا مواد التجميل الأخرى، ومنها الماكياج، وكريمات الترطيب، والشامبو، وجل الاستحمام، ومعجون الأسنان، والصابون، مؤكدة على ضرورة الاطلاع على ما جاء في ظهر المنتوج حول التركيبة أو المقادير؛ تقول: "كلها مواد تُستعمل يوميا، وتحمل خطرا على صحة الجنين. ويوجد في الأسواق منها بأقل الأضرار. ويقع على عاتقنا مسؤولية حسن الاختيار".
وتؤكد المختصة أن هناك مواد حافظة يستوجب تجنبها قائلة: "المعروف أن الباربان خطير؛ إذ نعمل على تفاديه. وهناك أسماء أخرى خطيرة لا نعرفها، تستوجب تجنبها، ومن بينها الفينوكسي تانول، وهو خطير جدا على صحة الأطفال الأقل من ثلاث سنوات، وهو موجود في المناديل المبللة مثلا، ولهذا أنصح الأمهات والحوامل بالابتعاد عن كل الأسماء التي تنتهي "بلفظ زولينول "؛ لأنها مواد مسببة لاضطرابات الغدد الصماء".
وأكدت المختصة أن هناك مستحضرات قليلة الضرر مثل مزيل الروائح بنسبة 0 بالمائة من الألمنيوم، منبهة في السياق إلى أن هناك مواد طبيعية خطيرة؛ مثل استعمال الشب لإيقاف التعرق تحت الابط، مشيرة إلى متكون من أملاح الألمنيوم، وهذا ما يستوجب الانتباه له؛ لأنه وراء سرطانات الثدي؛ أي لا بد من طلب المشورة والانتباه إذا كانت المواد مسموحا بها". وضربت المختصة مثلا بأحمر الشفاه، الذي قالت إنه يشكل خطرا على الجنين؛ لأنه يوضع على الفم، ويُبلع، ويصل من أثر الميثول إلى المشيمة؛ مما يكون ضررا على الجنين، موضحة أن من المستحسن الابتعاد عن أحمر الشفاه إلا إذا كانت هناك ضرورة قصوى؛ كدعوة إلى عرس أو فرح .
وأشارت المختصة شنوفي إلى أن بإمكان الحامل والمرضع اختيار المنتجات البسيطة الخالية من العطر، والقابلة للشطف؛ كأن تختار الصابون ذا الأساس النباتي الصلب أو السائل، مع تجنب الصابون المعطر والذي يحوي السولفات، مع الإشارة إلى تفضيل اختيار الزيوت النباتية؛ على غرار زيت الزيتون، والجوجوبا، واللوز الحلو، والمياه الزهرية؛ كماء الزهر، والبرتقال، والورد.
وفي ما يخص منتجات الحماية من الشمس أشارت إلى أن المعهد الوطني للصحة، أكد إمكانية استخدام واقيات الشمس المعدنية والخالية من الجسيمات النانوية، مع تجنب مركب التريكلوسان في معجون الأسنان ومنتجات الفم.