طباعة هذه الصفحة

بين الشواطئ والقصور والجبال

ترقية السياحة في الجزائر بحاجة إلى المزيد من الجهود

ترقية السياحة في الجزائر بحاجة إلى المزيد من الجهود
  • القراءات: 2691
❊ أحلام.م/  (و.أ) ❊ أحلام.م/ (و.أ)

شهدت الكثير من ولايات الوطن ملتقيات وطنية واجتماعات لدراسة واقع وسبل ترقية السياحة في مناطق الوطن، تم خلالها التأكيد على ضرورة إشراك المواطن في الترويج للسياحة المحلية، خاصة بالمناطق الريفية والجبلية، عن طريق صيغة الإقامة لدى الساكن على مستوى ولاية تلمسان. كما يراهن قطاع السياحة والصناعة التقليدية بأدرار على إبراز المزيد من الوجهات السياحية التي تزخر بها المنطقة، بغرض ترقية الحركة السياحية، من خلال إعطاء فرصة التعريف بالمناطق النائية التي تتوفر على مقومات سياحية معتبرة، من شأنها تقديم منتوج سياحي جذاب، بحكم ما تتوفر عليه هذه المناطق من معالم سياحية تحتاج إلى التعريف بها والترويج لها بشتى الوسائل.

في السياق، أكد مفتش السياحة بولاية تلمسان، قارة أحمد سيدي محمد،  خلال يوم دراسي حول الخدمة السياحية وتحسينها، على ضرورة إشراك المواطن في الترويج للسياحة المحلية، خلال اللقاء المنتظم احتفاء باليوم العالمي للسياحة المصادف لـ27 سبتمبر، قائلا يجب مواصلة عملية تحسيس المواطنين عبر الإذاعة المحلية لتلمسان، من أجل إشراكهم في الترويج للسياحة المحلية، خاصة بالمناطق الريفية والجبلية، عن طريق صيغة الإقامة لدى الساكن، مضيفا أنه من الضروري تعريف المواطن بمفهوم الإقامة عند الساكن التي جاءت لتغطية العجز الخاص بالإيواء، والتي بموجبها يضع صاحب المسكن تحت تصرف السياح جزءا أو كل مسكنه.

ذكر المتحدث أن الإقامة لدى الساكن لا يجب أن تقتصر على موسم الاصطياف فقط، بل يجب أن تشمل جميع المواسم لاستقطاب السياح نحو المناطق الجبلية، مبرزا أن هذه الصيغة لم تكن معروفة من قبل في الولاية، وشهدت إقبالا بعد صدور المنشور الوزاري الخاص بتقنينها، مما سمح بإحصاء 70 ساكنا في الولاية يقومون باستقبال السياح في منازلهم منذ سنة 2012.

من جهته، أشار المفتش في السياحة بالمديرية، عبد الله عزوني، في مداخلته حول السياحة والتحول الرقمي، إلى أن الرقمنة ساهمت بشكل كبير في ربح الوقت أثناء التعامل مع المستثمرين في قطاع السياحة، خاصة الراغبين في إنشاء وكالات سياحية لملء الاستمارة الإلكترونية الخاصة بإنشاء وكالة سياحية، وإرسال الملف الكامل للوزارة الوصية باستعمال الرقمنة، موضحا في هذا الجانب، أنه منذ أواخر ديسمبر 2017 تمت معالجة 50 طلبا لإنشاء وكالات سياحية في الولاية، باستعمال الرقمنة، حظيت كلّها بالموافقة المبدئية، مضيفا أن البوابة الإلكترونية لمديرية السياحة وصفحتها الرسمية عبر مواقع  التواصل الاجتماعي تشهد إقبالا وتفاعلا من طرف مختلف شرائح المجتمع، للتعرّف على أهم النشاطات التي تقوم بها والتعريف بالمناطق السياحية للولاية والترويج لها، إلى جانب البوابة الخاصة بالمؤسسات الفندقية.

من جهته، يراهن قطاع السياحة والصناعة التقليدية بأدرار على إبراز المزيد من الوجهات السياحية التي تزخر بها المنطقة، بغرض ترقية الحركة السياحية وإعطاء فرصة للتعريف بالمناطق النائية التي تتوفر على مقومات سياحية معتبرة، من شأنها تقديم منتوج سياحي جذاب بحكم ما تتوفر عليه هذه المناطق من معالم سياحية تحتاج إلى التعريف بها والترويج لها بشتى الوسائل، مثلما أوضح مدير القطاع خلال فعاليات إحياء اليوم العالمي للسياحة التي نظمت ببلدية أولاد عيسى، أقصى شمال الولاية المنتدبة تيميمون (220 كلم شمال أدرار).

أوضح السيد عوماري توهامي أن اختيار هذه الجماعة المحلية النائية لاحتضان هذه الاحتفالات التي تحمل شعار السياحة والرقمنة، يأتي ترجمة لهذه التوجهات الرامية إلى الترويج لما تكتنزه هذه المنطقة من تنوع سياحي متميز، حيث يعمل القطاع على ترقية الحركة السياحية في هذا الإقليم بمختلف الإمكانيات المتوفرة.

من جانبه، أكّد رئيس المجلس الشعبي لبلدية أولاد عيسى، عبد العالي عبد القادر، أن المنطقة تزخر بمقومات سياحية واعدة، بمقدورها أن توفر اقتصادا بديلا لفائدة المنطقة، والتي من بينها المباني الأثرية العريقة المنتشرة عبر القصور وشبكة الفقارات وواحات النخيل والكثبان الرملية والمخطوطات القديمة التي تكنزها الخزائن القديمة.

بالمناسبة، دعا رئيس البلدية إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية لتثمين تلك المقومات السياحية، من خلال إنشاء بنك معلومات، بالتنسيق مع القطاعات الشريكة، على غرار الثقافة والجامعة لإعداد بطاقية للمواقع السياحية، تتوج بإصدار مجلة أو نشرية دورية حول واقع وآفاق السياحة بهذه المنطقة، وحث المنتخب على غرس الثقافة السياحية في المجتمع، خاصة لدى الفئات الناشئة،  من خلال برمجة رحلات تربوية للأطفال نحو المواقع السياحية والأثرية  بالمنطقة، بما يكرس لديهم ثقافة سياحية مفيدة. 

شهدت الاحتفالات باليوم العالمي للسياحة (27 سبتمبر) في بلدية أولاد عيسى  بأقصى شمال إقليم قورارة، تنظيم معرض للصناعات التقليدية والحرف عبر الأجنحة التي نصبت داخل خيم تقليدية، وإقامة أنشطة في الألعاب التقليدية وتقديم عروض فلكلورية متنوعة وتنظيم جولة سياحية للوفود الزائرة نحو مواقع أثرية بقصر حيحة في نفس الجماعة المحلية، والتي تعود إلى حقب زمنية غابرة.

 

أحلام.م/  (و.أ)